الشيء القادم، شمولي وشبير: شفقة على اليهود فقط.. هآرتس

الساعة 12:12 م|14 فبراير 2019

​​​​​​​بقلم

(اليسار الجديد ا­لذي يقوده شمولي وشبير هو يسار عنصري وقومي يشفق فقط على اليهود ولا يهمه العرب).

حزب العمل اختار الجيل القادم لليسار الصهيوني؛ من جهة معينة هو اسوأ من اليمين المتطرف. على رأس الحربة يقف شابين طموحين واجتماعيين ويساريين مع قيم متفوقة وضمير ويسعيان الى الخير. ستاف شبير وايتسيك شمولي الواعدين. منذ ايام لوفا الياف لم يكن لحزب العمل شخصيات مثالية مثل هذين الشخصين. أين لم يتطوعا، أين لم يتجندا لمساعدة الضعفاء، أين لم ينفجرا بالبكاء ازاء سوء مصيرهم. الاثنان هما اختراع اسرائيلي وحشي، طفرة مخيفة: يسعيان الى الخير على قاعدة عرقية، يحاربان من اجل الضعفاء على قاعدة قومية. الشفقة على اليهود فقط. أن تكون جيدا في واقع سيء عن طريق اغماض العيون وعمى الاخلاق.

الآلية النفسية التي تمثل ذلك هي سرية. كيف يمكن أن نكون انسانيين جدا وذوي ضمائر ونتجاهل الشر المطلق. كيف يكون أن مئات مبتوري الاطراف في غزة نتيجة اطلاق "نقي" للقناصة لم يؤثروا في أي يوم في قلب هذين الشخصين الاجتماعيين. كيف أن الرحيم بالمسنين شمولي يمكنه الصمت على مصير المسنين الذين يعيشون في قفص غزة. كيف تستطيع النسوية شبير أن تصمت على اعتقال بدون محاكمة وبدون نهاية لزميلتها، عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار. كيف يمكن أن يكونا حساسين جدا وفي نفس الوقت لهم قلوب فظة جدا. البكاء على جدتك سعيدة، شمولي، وتجاهل سعيدات كثيرات اخريات يعشن تحت احتلالك.

اليسار الاسرائيلي الجديد، على شاكلتهم، هو يسار عنصري، يضع معايير اخلاقية مختلفة حسب المنبع الوطني. اخلاق مزدوجة. عنصرية وقومية متطرفة ليست فقط بتسلئيل سموتريتش وميري ريغف، بل ايضا شبير وشمولي. الاخيران يعملان من اجل مجتمع اكثر عدلا، ولكن من خلال تجاهل المجتمع الآخر الذي يئن تحته، وهذا تشويه نفسي واخلاقي. بين نفتالي وبينيت الذي يريد ضم وربما اعطاء حقوق وبين شمولي وشبير اللذان يريدان الخير لليهود فقط، أنا أفضل بينيت لأنه لا يزيف الاخلاق.

سيرتهما الذاتية مثيرة للانطباع. شبير كانت لمدة سنة خدمة في جمعية لحماية الطبيعة، شمولي انتقل للسكن في اللد وعين جدي من اجل أن يشكل نموذجا. شبير كانت عضوة بلدية انشغلت بالبناء البيئي، شمولي تطوع ببيت للايتام في بوينس آيريس. شبير كتبت تطوعا في صحيفة لطالبي اللجوء وشمولي انتخب كعضو الكنيست الاكثر اجتماعية. اصغر عضوة في الكنيست الـ 19 و 20 وعضو الكنيست الذي اختير ليكون من بين الثلاثين اسرائيلي الواعدين تحت جيل الثلاثين هما الشيء القادم.

الشيء القادم لا يزور المناطق المحتلة، التي تبعد نصف ساعة عن بيوتهم. ومشكوك فيه أن يكونوا قد التقوا مع اعضاء كنيست عرب. شبير تعلمت في برنامج اسرائيلي فلسطيني في لندن، هناك بالتأكيد التقت مع فلسطينيين، لكن هل توجد لها فكرة كيف تبدو الحياة في مخيم الدهيشة ومخيم الجلزون؟ هل هذا يعنيها اصلا؟ هل هذا يعني شمولي الذي يكثر من البكاء ازاء المعاناة؟ المعاناة الفظيعة لاطفال مرضى السرطان في غزة الذين يموتون بسبب عدم وجود العلاج، لا تسبب له البكاء. زعيم الطلاب السابق لا يعنيه أن طلاب لا يستطيعون الوصول الى جامعاتهم. هو منشغل بسن قوانين من اجل مرضى الضمور العضلي الاسرائيليين. هذا يستحق التقدير، لكن ماذا عن الضمور الاخلاقي الذي يمكن من هذا التجاهل؟.

"خطاب الصهيونية" لشبير الذي القته في 2015 يروي كل القصة. "صهيونية حقيقية يعني الاهتمام بالضعفاء"، هكذا دعت بانفعال، "الى الاهتمام بمستقبل مواطني اسرائيل – هذه صهيونية... نحن نستحق أن نعيش حياة جيدة حقا – هذه صهيونية". نستحق العيش حياة جيدة حقا – وليتم خنق الفلسطينيين. هذه هي صهيونيتهما. لو أن رجل من اليمين قال ذلك، لكان يمكن تفهمه اكثر والغضب منه أقل. ولكن اذا كان هذا هو وجه اليسار القيمي جدا، اليسار الصهيوني الجديد، الشاب والواعد، القيمي وذا الضمير، فمن الافضل أن نعزي انفسنا باليمين. على الاقل هو لا يدعي البر والورع.

كلمات دلالية