خبر تركوا منازلهم وعادوا ليجدوها قد تساوت بالأرض

الساعة 11:26 م|18 يناير 2009

فلسطين اليوم: غزة

عاد يحيى كريم الى حي الزيتون في شرق مدينة غزة ليتفقد منزله، فاذا به يجده ركاما بعد ما اتت عليه بالكامل غارة جوية اسرائيلية، في حين بقيت اسرته في مدرسة تابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا).

ويروي يحيى (54 عاما)، «جئت بعد الهدنة ووقف القصف وكنت انوي نقل عائلتي الى المنزل. لكنني لم اجد بيتي فقد دمر تماما بالاثاث وبكل ما فيه». واضاف: «لا مأوى لي بعد اليوم. هذه مجزرة ليست فقط ضد الناس بل ايضا ضد البيوت والحجر والشجر... ندعو الله ان يهزم اليهود». وتابع: «سأبقي افراد عائلتي في مدرسة الفلاح» التابعة للاونروا.

ويقول عدنان ابو حسنة، الناطق باسم «الاونروا»، ان «50 الف فلسطيني لجأوا واحتموا في 50 مدرسة للاونروا حتى مساء السبت».

وغادر بعض هؤلاء اللاجئين المدارس لتفقد منازلهم بعد اعلان اسرائيل وقف النار من جانب واحد ليل السبت - الاحد، وبعضهم لم يجد بيته.

بدورها اصطحبت اميرة حسن (27 عاما) اطفالها الاربعة محاولة الوصول الى بيتها في تل الهوى في جنوب غرب مدينة غزة حيث دارت معارك عنيفة في الايام الماضية.

ورافق اميرة، التي ارتدت جلبابا اسود وحملت بين ذراعيها طفلا لم يتجاوزه عامه الاول، شقيقها (17 عاما) الذي حمل بعض الملابس وسار الجميع مشيا على الاقدام مسافة زادت عن الفي متر.

ولا تخفي اميرة، التي تمشي نحو منزلها بخطوات مترددة، خوفها من عودة القصف الاسرائيلي.

وعلى طول الطريق المؤدي من منطقة تل الهوى الى حي الزيتون (شرق)، لا يمكن للمرء الا ان يلاحظ حجم الدمار الذي لحق بعشرات البيوت والمحال التجارية، اضافة الى مئات الدونمات من الاراضي الزراعية.

فعلى جانبي الطريق بنايات سكنية من اربع او خمس طوابق سويت بالارض او دمرت جزئيا، فيما تغلق الاسلاك واعمدة الكهرباء التي سقطت ارضا الشوارع الضيقة.

واحدثت الغارات الجوية وعمليات التجريف حفرا كبيرة في وسط طريق صلاح الدين الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه، والذي لا يزال مقطوعا ومغلقا بالدبابات التي اقامت موقعا عسكريا محصنا ومحاطا بالتلال الرملية.

وفي بلدة خزاعة شرق خان يونس، التي قتل فيها شاب فلسطيني بنيران الجيش الاسرائيلي صباح امس، لم يعثر محمد النجار على بيته الذي دمر بالكامل. ويقول: «لم اجد البيت (...) بيتنا كان مكونا من خمس طبقات. تغيرت معالم المنطقة برمتها. دمروا كل المنازل، اكثر من 20 منزلا».

ويرفع النجار يديه الى السماء ليشكر الله لان خسائره في ماله وبيته فقط و«لم يصب احد من ابنائي».

اما عامر (34 عاما) فأكد انه لن يعود الى شقته الواقعة في بناية سكنية في تل الهوى، «اذا لم يتوصلوا الى اتفاق شامل بين حماس واسرائيل ويعلنوه لكل الناس لان اسرائيل لا تعرف الرحمة».

والى تل الهوى ايضا عاد جمعة نصر (62 عاما)، الذي يسكن في جباليا حيث دمر منزله جزئيا جراء القصف المدفعي، ليتفقد محله التجاري الذي لحق به دمار كبير.

لكن جمعة بدأ على الفور باصلاح الدمار، وقال «ما ذنب المحل والبيوت يدمروها... نحن نتطلع الى اتفاق يرجع الامن والهدوء، مللنا الحروب».

ويؤكد مصطفى الدبور (60 عاما)، وهو امام مسجد في جباليا دمر في غارة جوية اسرائيلية، ان «حماس انتصرت».

ويضيف الدبور، وهو من مناصري حركة «حماس»، ان «هذه حرب بين اصحاب الارض والاحتلال... لا أمن لاسرائيل من دون ان تنسحب من كل غزة ثم من كل فلسطين... لا رجعة عن الجهاد من دون النصر».

وبينما كان مسعفون ينتشلون عشرات الجثث لقتلى سقطوا في القصف الاسرائيلي غالبيتهم من المدنيين وبينهم اطفال ونساء، خصوصا في جباليا وبيت لاهيا، انشغل عمال في اصلاح ما يمكن اصلاحه في العديد من البيوت والمحال المتضررة.

وتمكنت طواقم الاسعاف امس، من الوصول الى مناطق كان محرما الوصول اليها بعدما تراجعت الدبابات الاسرائيلية نحو المناطق الحدودية.