تقرير في ظل ظروف غزة المعقدة: كيف نتعامل مع أبنائنا..؟

الساعة 01:12 م|10 فبراير 2019

فلسطين اليوم

لا يخفَ على أحدٍ، الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة، وضنك العيش الذي يقسم ظهورهم، باحثين عن أبواب ولو كانت مواربة للتأقلم والتعايش مع تلك الظروف الإنسانية المعقدة.

فظروف مواطني قطاع غزة، من أصعب المراحل التي تمر عليهم، وصلت لحد صعوبة الحصول على كافة الاحتياجات اليومية البسيطة، حيث تفاقمت من حولهم فالحصار وقطع الرواتب وقلة فرص العمل وتفاقم أعداد المتعطلين عن العمل.

وتزيد المعاناة والألم النفسي، عند صعوبة توفير ما يلزمه الأبناء من احتياجات الأمر الذي يدخل الأهل في موجة غضب تجعلهم غير قادرين على التعامل مع أبنائهم في هذه الظروف القاسية، فتتحول حياتهم لشقاء.

وقد حذَّر أخصائيون نفسيون واجتماعيون سابقاً، من التداعيات الخطيرة لتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الوضع النفسي لسكان قطاع غزة وبخاصة الأطفال.

وأكدوا خلال ندوات ومناقشات عديدة على ضرورة التدخل الحقيقي من أجل وقف التدهور الحاصل ومعالجة أسباب الأزمة وبخاصة الأسباب الخارجية وفي مقدمتها الحصار والانقسام.

الأخصائي النفسي جابر العزايزة، أقَر في حديثه الخاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الوضع المعيشي لسكان قطاع غزة معقد من كافة النواحي، ولجميع فئات المجتمع، حيث أن الموظف الذي كان يتلقى راتباً منتظماً لم يعد كذلك، وبات الحصار يشد من خناقه على السكان، والأمر بات صعب جداً.

وأوضح العزايزة، أن هذه الأوضاع تتطلب من الأهالي أن يتعاملوا بهدء مع أبنائهم، ونفس طويل، وبروية أكثر، حتى يتم تدارك الظروف الصعبة.

اقتراحات

واقترح العزايزة، أن تنظم العائلات رحلات للخروج من منازلها بامكانيات متاحة، ولو كانت بسيطة لا تكلف شيئاً كأحد الأراضي (البيارة) المجاورة أو لأحد الأقارب، للتنفيس عن أبنائهم، وتوفير مساحة للعب الأطفال.

وأشار العزازة إلى أن الضغط النفسي والظروف الصعبة، أدت لانهيار كامل للعديد من العائلات الغزية، كونها لم تستطع التكيف مع تلك الظروف الصعبة، والضغوط التي تعرضوا لها.

ونصح، أن يكون الوالدان أكثر قوة وصلابة وقدرة على التحمل، لتمد أبنائها بالقوة وتربيتهم على تحمل الظروف الصعبة، لتكون قادرة على حل المشكلات، مبيناً أهمية أن يكون جو البيت لطيف وهادئ من أجل ضمان هدوء "الحلقة الأضعف" في البيت وهم الأطفال.

ولفت إلى أهمية أن يمد الأهالي أبنائهم بالأمل رغم صعوبة الظروف المحيطة بهم، وأن يتعاملوا معهم على أن المستقبل أفضل، وأن الأمل كبير في تحقيق أحلامهم وانتهاء كافة الظروف الصعبة.

اختلاف الأشخاص

وأكد الأخصائي النفسي، أن الأشخاص يختلفون في طبيعة مواجهتهم للظروف الصعبة، تبعاً لعدة عوامل منها طبيعة الظروف المحيطة بالشخص، ووعيه ومستواه التعليمي، وتجاربه في الحياة، وقوته وإيمانه.

وفيما يتعلق بالمؤسسات المحيطة بالمواطنين التي يمكن أن تمدهم بالدعم النفسي، أوضح العزايزة، أن الضغط النفسي في قطاع غزة واقع على الجميع والمنظومة كلها واقعة في ضغط نفسي، فحتى المدرس في مدرسته مضغوط ويتعرض لضغط خارجي.

أما المؤسسات الأهلية، فبين العزايزة، أنها تتعرض لضغط بعدم إيصال الدعم المالي لها، الأمر الذي يؤثر على عملهم ويحد من تقديم برامج الدعم النفسي للأهالي والمجتمع بشكل عام.

وتشير الدراسات الاقتصادية خاصة التي نشرت بداية العام الجديد 2019، إلى أن الاقتصاد الفلسطيني بات الأسوأ اقتصادياً خلال العقد الأخير، حيث يعاني قطاع غزة بعد 12 عاماً من الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني أوضاعاً اقتصادية كارثية وصلت الآن لحد الانهيار في كل مناحي الحياة، وأكبر انهيار الآن هو انهيار عصب الحياة وهو الانهيار الاقتصادي، الأمر الذي يزيد من الضغوط النفسية على المواطنين.

 

  

   

 

 

كلمات دلالية