لا يزال منهم 26 أسيرا واحد من قطاع غزة

تقرير استشهاد " فارس بارود" يفتح ملف قدامى الأسرى

الساعة 01:04 م|07 فبراير 2019

فلسطين اليوم

 

كان الخبر الذي سيكتب عن الأسير "فارس بارود" قبل 5 سنوات "الإفراج عن الأسير فارس بارود ضمن الدفعة الرابعة والأخيرة التي يفرج عنها الاحتلال تنفيذا لاتفاقية حسن النوايا لمسار المفاوضات في أذار 2004"؛ لكن هذا لم يحدث بسبب وقف إطلاق سراح هذه الدفعة إلى الآن، وكان الخبر الذي حمل أسمه يوم أمس "استشهاد الأسير فارس بارود" بعد معاناة مع المرض في سجون الاحتلال، بعد29 عاما من السجن.

وبعد إعلان استشهاده اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الحزن والغضب على مصير "بارود" ومن بعده الأسرى القدامى والمرضى التي تحاول "إسرائيل" قتلهم بعدم الإفراج عنهم، والاهمال الطبي الذي يواجهونه مع المرض.

والأسير "بارود" من قطاع غزة، معتقل منذ العام 1991، وحكم عليه بالسجن المؤبد و(35 عاما)، وعزل لسنوات طويلة جدا، تعرض خلالها للإصابة بفايروس في الكبد أدى إلى استشهاده.

وأعاد نشطاء التواصل الاجتماعي نشر شهادات الأسرى المحررين الذين ألتقوا بالأسير "بارود" في سجون الاحتلال، ونشر صورة والدته التي توفت العام الفائت على أمل اللقاء به.

وكانت أبرز هذه الشهادات التي كتبها الأسير المحرر من الخليل "مصعب صالح تلاحمه" حول لقائه في الأسير "بارود" في العام 2012 في سجن بئر السبع، وثم خروجه من العزل بعد 18 عاما متواصلة قائلاً: "جلسنا معه عدة مرات في جلساته الممتعة، ففي إحدى المرات أذكر أنى سألته هل تشتاق إلى الحرية، اجابني "انا كالمقطوع من شجرة ليس لدي إلا والدتي المسنة والتي ربما ستكون قد ودعت الدنيا عند خروجي من السجن ولكني اشتاق للبحر فأنا أحب البحر جدا".

"مرض الأسير "بارود" لم يمهله حتى يحقق أمنيته برؤية بحر غزة من جديد، ولربما يكون مصيره مصير بقية الأسرى القدامى الذين تجاوزت أعمارهم الـ 50 وتجاوزت فترة اعتقالهم (25 عاما) وأكثر، إلا إذا كان هناك ضغطا رسميا للإفراج عنهم، أو صفقة تبادل يكون الشرط الأـول لها الإفراج عنهم"، كما يقول المحرر "عصمت منصور".

"منصور" اعتقل 20 عاما قبل أن يتم الإفراج عنه ضمن الصفقة التي كان يجب أن يخرج من خلالها بارود، ولكنه كان أكثر حظا حيث خرج في الدفعة الأولى والتي كانت في 13 أب 2013، تلتها دفعة أخرى في أكتوبر من نفس العام، ثم ثالثة في كانون ثاني من العام 2014، لتكون الدفعة الأخيرة في أذار من 2013، والتي لم تنفذ حتى الآن.

يقول منصور:" هؤلاء الأسرى كانوا ضحية خطأ وقع به الجانب الفلسطيني في أوسلو حينما لم تتضمن الاتفاقية أي بند بالإفراج الكلي عن الأسرى وترك الأمر كمبادرات حسن نية من إسرائيل التي صنفتهم حسب معاييرها وأبقتنا في السجون".

ويعتقد منصور كما كل الفلسطينيين أن صفقة تبادل تضع هؤلاء الأسرى على سلم أولوياتها وتكسر المعايير الإسرائيلية للإفراج عنهم هي الوسيلة الأقرب للخلاص من السجون، وإن كان لا يعفي المستوى الرسمي الفلسطيني من مسؤولية الإفراج عنهم كشرط لأي مفاوضات مستقبلية مع الاحتلال.

وجاءت هذه الصفقة في حينه، كباردة حسن نية قدمتها "إسرائيل" بطلب الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة باراك أوباما، لاستئناف المفاوضات، على أن يتم إطلاق سراح 108 أسيرا كانوا قبل أوسلو في السجون ورفضت "إسرائيل" الإفراج عنهم مع تأسيس السلطة والحديث عن تبيض السجون، واستثنتهم "إسرائيل" من كل صفقات التبادل، بدعوى أنهم الأشد خطرا ودموية.

وبالرغم من أن هذه المبادرة كانت بديلا عن شرط فلسطيني لاستئناف المفاوضات إلا أن حكومة الاحتلال حاولت في حينه إفراغ المبادرة من مضمونها حينما اشترطت تقسيم الأسرى لأربعة دفعات حسب خطورتهم، وأخذ موافقة الحكومة على دفعة يتم الإفراج عنها، وهو ما عطل الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة، حينما اعترضت الحكومة وتوقفت المفاوضات.

وكانت الدفعة الرابعة تتكون من 30 أسيرا، بعد استشهاد الأسير البارود والإفراج عن كل من "محمود جبارين"، ونائل سلهب" و"سمير سرساوي" بقي 26 أسيرا وهم: عميد الأسرى الفلسطينيين المعتقل منذ حزيران 1983 كريم يوسف فضل يونس، ماهر عبد اللطيف يونس، من الداخل الفلسطيني المحتل ومعتقل منذ العام 1983، ومحمد احمد الطوس من مدينة الخليل ومعتقل منذ العام 1985.

ومن أسرى العام 1986 الأسرى "إبراهيم نايف أبو مخ"، "رشدي حمدان أبو مخ"، "وليد نمر أسعد دقة"، "إبراهيم عبد الرازق بيادسة"، "أحمد على حسين أبو جابر"، وجميعهم من الأراضي المحتلة عام 1948، والأسير "سمير إبراهيم أبو نعمة" من القدس المحتلة.

ومن العام 1987 الأسير "محمد عادل داوود" من مدينة قلقيلية. ومن العام 1988، الأسرى "بشير عبد الله الخطيب"، من الأراضي المحتلة عام 1948، و"جمعة إبراهيم ادم" و"حمود سالم خربيش" من مدينة أريحا، وفي العام 1989 الأسير " رائد محمود السعدي" من مدينة جنين.

ومن العام 1992 كل من الأسرى "إبراهيم حسن اغبارية"، "محمد سعيد اغبارية"، "يحيى مصطفى اغبارية"، "محمد توفيق جبارين"، وجميعهم من الأراضي المحتلة عام 1948، "ضياء زكريا الفالوجي" من قطاع غزة، والأسير "محمد فوزي فلنه" من مدينة رام الله.

ومن العام 1993 كل من الأسرى "ناصر حسن ابو سرور" و" محمود جميل سرور" من مدينة بيت لحم، و"محمود موسى عيسى" من بلدة عناتا شمال القدس، و"محمد يوسف شماسنة" و" عبد الجواد يوسف شماسنة" من بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلة، والأسير علاء الدين فهمي الكركي" من مدينة الخليل.

 

كلمات دلالية