قصة وجع تختصر التضحيات

بالفيديو فارس بارود وأمه: أعماها البكاء وتوفيت حزناً.. فرجع لحضنها "شهيداً"

الساعة 09:14 ص|07 فبراير 2019

فلسطين اليوم

فلترتاحي يا "أم فارس"، فحبيبك فارس الذي طالما انتظرتيه قد جاء إليك، يحتضنك بجسده لا بصورته التي طالما كانت يداك تقبضان عليها، نامي قريرة العين، ففلذة كبدك لا يريد حرية بدونك، فأنت السند وأنت الحرية، فلترتاحا سوياً من ظلم المحتل وزيف الشعارات.. ففارس محمد أحمد بارود ارتقى شهيداً..  

لا أحد ينسى العجوز الثمانية أم فارس بارود، هذه المرأة المسنة التي توفيت وقد أعماها بكاها على نجلها الأسير القابع في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" منذ عام 1991، بعد أن جهزت له غرفته الخاصة، ولكن قدرهما كان أكبر من أحلامهما فلا هي رأت "فارس"، ولا هو نام في غرفته.

بارود البالغ من العمر (51 عاماً) لحق بوالدته، وارتقى شهيداً في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، نتيجة سياسة الإعدام الطبي التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى الفلسطينيين.

فأم فارس، وجه كان لا يفارق الاعتصامات الخاصة بالأسرى، كانت تتنقل رغم وضعها الصحي الصعب بين مسيرة واعتصام ووقفة، حاملةً صورة نجلها "فارس"، تحتضنها تارة وتقبلها تارة أخرى.

فقدت بصرها من شدة البكاء على فلذة كبدها، وفي لقاء سابق مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، كانت تردد: "ما بدي إلا أني أشوف فارس وبعدين أموت، حتى لو ما شفته، بدي أحسه، حرموني شوفته يحرمهم عافيتهم" إلا أن أمنيتها لم تتحقق، فأعلن عن وفاتها في 18/5/2017، بسبب تدهور حالتها الصحية.

فارقت أم فارس الحياة، دون أن تحتضن نجلها فارس، الذي اعتقل في عام 1991، وحكم بالسجن المؤبد بتهمة قتل مستوطن، وكان من المفترض إطلاق سراحه مع الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى الذين تعهد الاحتلال بإطلاق سراحهم ، لكنه علق الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي تضم 30 أسيراً من بينهم فارس.

بارود، ارتقى داخل سجون الاحتلال، بعد وقت قصير على نقله من معتقل "ريمون" إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تعرض إلى إهمال طبي متعمد خلال السنوات الماضية، ولم تقدم له الرعاية الطبية التي كان من المفترض أن توفر له داخل الأسر.

فقد كان يعاني بارود منذ سنوات من وضع نفسي خاص، ولم تقدم له الرعاية المطلوبة، وبتاريخ 18/11/2018 أصيب بنزيف داخلي نقل إثره إلى مستشفى "سوروكا" مغمى عليه وخضع لمنظار، حيث تبين أنه يعاني من إشكالية بشريان يغذي الكبد، فتم استئصال هذا الشريان وجزء من الكبد.

وبارتقاء الشهيد بارود يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال إلى 218 شهيداً، فيما بقي 120 أسيراً مريضاً في السجون لا يقل وضعهم الصحي خطورة عن الشهيد بارود.

 

كلمات دلالية