المصير المشترك- بقلم: خالد صادق

الساعة 08:12 ص|06 فبراير 2019

فلسطين اليوم

البيان الذي  صدر عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي, جاء ليؤكد على متانة العلاقة بينهما, والتوافق والتكامل في القضايا الرئيسية, وحالة التنسيق والتواصل والتي تدل على تلاقي الرؤى والمسلكيات والأهداف بما يخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني, فالحركتان تعملان على خدمة الشعب الفلسطيني ومحاولة تخفيف الأعباء عنه, وتبني قضاياه, وفي سبيل ذلك يتحملان الكثير والكثير من الأعباء, وحتى لا ننكر دور الفصائل الفلسطينية الأخرى فإنها بالفعل تعيش في نفس الحالة, وتدفع أثماناً باهظة في سبيل الوصول إلى الأهداف التي تحقق أماني شعبنا الفلسطيني, وتتناسب مع تضحياته الكبيرة التي قدمها ولا زال يقدمها عبر عشرات السنين, فتمتين العلاقة بين الفصائل الفلسطينية هو مطلب شعبي لأجل تعزيز الصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال, والتصدي لكل مخططاته وأطماعه, ووقف حالة التغول الصهيوني ضد شعبنا وامتنا.

البيان جاء في أعقاب عملية قنص جندي صهيوني والتي تبنتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي, فقد عقدت الحركتان اجتماعا مطولا في القاهرة ناقش كل المستجدات والتطورات التي تحيط بالقضية الفلسطينية, والتي قد تؤثر سلبا على ثوابتها في القدس والضفة وغزة وال48م والشتات,وسبل مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية, إذ ساد اللقاء جو اخوي, وهو ما يدل على التوافق بينهما على حق المقاومة في الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني, وحقها في النضال المسلح ضد الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب جرائم بشعة بحق شعبنا, لذلك حمل البيان المشترك عدة نقاط نلخصها في الأتي.

أولا: التمسك بالمقاومة بكل أشكالها, وفي مقدمتها المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال الصهيوني, ومعنى ان يتصدر البيان هذا الثابت «الكفاح المسلح» الذي لا يمكن التخلي عنه في أي مرحلة من مراحل النضال ضد الاحتلال, فهذا بمثابة رسالة للجميع ان المقاومة المسلحة لن نتخلى عنها, وهى من أولويات الحركتين المقاومتين, وهى خيار شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة, وهذا مدعاة للفخر والاعتزاز بشعبنا ومقاومته وفصائله التي تدرك جيدا طريق الوصول إلى الأهداف والغايات والتي تمر عبر البندقية المقاومة.

ثانيا: أكد الطرفان ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام, على قاعدة الشراكة الوطنية لمواجهة صفقة القرن وإسقاطها, وهذا يدل على ان حماس والجهاد الإسلامي يسعيان إلى وحدة الموقف الفلسطيني, وضرورة إنهاء الانقسام, والتوافق على برنامج وطني جامع يحكم العلاقة بين المجموع الفلسطيني, والهدف من وراء ذلك مواجهة الأخطار الصهيو-أمريكية التي تواجهها القضية الفلسطينية والتصدي لها.

ثالثا: التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية لإجراء انتخابات شاملة, بما فيها انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني, وفق مخرجات اللجنة التحضيرية في بيروت 2017م والتي تم التوافق عليها فلسطينيا, وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس وقواعد عادلة تضمن تمثيلا كاملا لكل الفصائل الفلسطينية.

رابعا: تعزيز صمود شعبنا من خلال العمل المشترك بأقصى جهد ممكن لتوفير كل عوامل الصمود والثبات حتى يتمكن من التغلب على المصاعب ومواجهة الأخطار والمؤامرات والتصدي لها برؤية وشكل موحد, وهذا يتطلب ما أكدنا عليه سابقا من برنامج وطني جامع, وإنهاء للانقسام, وتعدد خيار المواجهة مع الاحتلال.

خامسا: التأكيد على أهمية مسيرات العودة, ما يعني أنها حققت العديد من الأهداف لشعبنا, وأنها اقصر الطرق لكسر الحصار عن غزة, وهذا يتطلب تطويرها وضمان استمراريتها وتمددها, فالمقاومة السلمية يمكن توظيفها جيدا لخدمة أهداف شعبنا خاصة إن كانت تحميها المقاومة المسلحة, وان أحسنا التعامل معها واستثمار مكتسباتها بالشكل الذي يخدم قضيتنا ويلبي طموحات شعبنا. 

ويبقى التأكيد على أهمية الدور المصري في تحقيق الأهداف المرجوة من خلال دعم صمود شعبنا الفلسطيني, واستمرار التواصل مع العالم الخارجي, ورعاية المصالحة الفلسطينية, وتخفيف الحصار عن شعبنا, فالأدوار يجب ان تتكامل حتى نستطيع تخطي العقبات والوصول إلى الأهداف المرجوة.