في اليسار غير متعايشين-هآرتس

الساعة 02:34 م|05 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: رفيف دروكر

(المضمون: على اليسار ان يتوحد واذا لم يحدث اتحاد فيجب على بعض اجزائه مثل لفني وينيف الانسحاب حتى لا تضيع اصواتهما عبثا -المصدر).

 

آفي غباي لا يتدبر أمره جيدا مع تمار زندبرغ. وزندبرغ وشيلي يحيموفيتش ليس بينهما حبا كبيرا. عن تسيبي لفني وغباي ليس هنالك ضرورة للتوسع في الحديث، وكلهم ليسوا مجنونين على الداد ينيف. وكذلك لليسار الاسرائيلي ليس هنالك امتياز لالقاء عشرات الالاف من الاصوات الى صندوق القمامة. في الاستطلاعات التي نشرتها لفني قبل عدة شهور هي كانت تساوي، مستقلة، ستة مقاعد. غباي كان ذكيا بما يكفي لكي يعلم ان الاستطلاعات لا تساوي شيئا ولكن حتى الان قوتها السياسية تقدر بمقعد او اثنان.

 

دخول بني غانتس الى الحلبة نجح في رفع كتلة حسم بنيامين نتنياهو (غانتس، يوجد مستقبل، العمل، ميرتس، القائمة المشتركة) من 44 الى 46 مقعد الى حوالي 55 الى 67 مقعد. الوصول الى 61 هذا تقريبا غير ممكن. لليسار ليس هنالك بديل للتورط في معارك حول الأنا. فقط لنتصور قائمة فيها يحيموفيتش رقم 1، زندبرغ 2، لفني 3 وفي القائمة ايضا غباي، ربما ايهود باراك وعمير بيرتس. هذا ليس بديلا حكوميا، ولكن يمكنه أن يجلب 10 او ربما 15 مقعد في احسن الاحوال.

 

قبل حوالي عام أدرك غباي، بان هنالك احتمالية ان يذهب الى كارثة. "حتى لو وقفنا على 4 مقاعد، لن أذهب"، اقسم. الان هو يقترب بخطوات كبيرة من هذا السيناريو. في تحقيق عميق اجري في ميرتس ظهر أن غباي قريبا من الستة مقاعد. في هذه الاثناء هو يواصل ركضه تجاه الحائط. في سيرته الذاتية المهمة الذي اصدرها هو يكرر المرة تلو الاخرى الامر العجيب بانه طرح مبادر ما (انترنت سريع في بيزك، مثلا)، كلهم قالوا بان هذا غير ممكن، ولكنه اثبت ان هذا أمرا ممكن. لشديد الاسف، غباي اقنع نفسه بانه بطل امريكي قادر على التغلب على كل المصاعب.

 

ميرتس تاقت للوحدة. زندبرغ ماتت من الخوف من الا تجتاز ميرتس في فترة رئاستها نسبة الحسم. ينيف ولفني مستعدان للاتحاد مع كل شيء يتحرك. غباي على حاله، والتفسير: انتخابيا اتحاد كهذا سيبعد مصوتي حزب العمل التقليديين. ربما، ولكن في هذه اللحظة مجال النقاش هو بين 10 الى 20 مقعد؛ الان هذه معركة بقاء، وفي سيناريو حقيقي وليس خيالي – العمل ربما لا يدخل الكنيست.

 

الحديث في النظام السياسي هو عن وحدة ما بين غانتس ويئير لبيد. ليس هنالك يقين من أين اتحاد كهذا سيضيف شيئا لاحتمالات ازاحة نتنياهو، هو بامكانه ان يقلل حجم القائمة المشتركة، يحولها الى سيرك، بدون ناتج حقيقي. اتحاد في الجانب اليساري بالمقابل بين احزاب تحتاج الى ميكروسكوب من اجل التمييز بها هو أمر حيوي.

 

من قراءة كتاب غباي نحصل على اكتئاب بسيط. بالامكان ان نشعر ما تفعله السياسة بشخص مؤهل، مليء بالنوايا الحسنة. ولكن فجأة تحول الى نصف شخص مصاب بجنون العظمة يتمركز حول نفسه، وبالاساس اصبح آلة تسويق لا تنتهي. عندما يسمع عن ضائقة، هو يتصل مع العائلة ويتبرع له بالاموال (وعندئذ يكتب عن ذلك في الكتاب). قبل حوالي اسبوعين توجه لغباي أربع اشخاص من الذين عملوا في دورية هيئة الاركان، برئاسة اليك رون وطلبوا لقاء نيابة عن عميرام لفين، الذي اراد ان يقوم غباي بتحصينه. تم تحديد لقاء. رون وزملاءه جاءوا في الساعة التاسعة صباحا الى مكتب غباي فقط من أجل ان يكتشفوا لدهشتهم انه غير موجود. بدلا منه قابلهم رئيس الحملة وعدد من رجال الطاقم. "كيف يمكنكم ان تساعدوا". لدى غباي فهموا انهم جاءوا بالاساس لان لفين يعرف ان "يجلب الوسط العربي". في التاسعة والنصف 3 من الـ 4 ضيوف غادروا بغضب. اليك رون اصر ونجح في مقابلة غباي لربع ساعة.

 

إذن لا، هذا التنصل من تحمل المسؤولية لن يمس بعدد مقاعد غباي ولكنه يظهر في اي عملية تدمير موجود رئيس حزب العمل. هذا الرجل يرفض أن ينظر للواقع بعينيه، ومستعد ان يحرق البيت على سكانه. بقي اسبوعان ونصف حتى الموعد الاخير لاغلاق القوائم. ان لم يكن هنالك اتحاد في اليسار، لفني وينيف عليهما اظهار مسؤولية والتنازل عن معركتهما الخاسرة. اذا كان التزامهما بالانقلاب في السلطة هو صادق يتوجب عليهما الانسحاب. نسبتهما في اجتياز نسبة الحسم لوحدهما تبدو في هذه اللحظة ضئيلة جدا.

كلمات دلالية