ما الذي فعلته يا طيبي- هارتس

الساعة 02:46 م|04 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

 من قال إن الطعم الذي القاه في حينه افيغدور ليبرمان سيعطي السمك في نفس اللحظة؟ انتظروا، كل شيء في وقته. صحيح أن قرار تحديد نسبة حسم مرتفعة، 3.25 في المئة، التي تقررت بمبادرة من ليبرمان، حظي برد بطولي على شكل توحيد العرب والديمقراطيين اليهود في قائمة مشتركة. ولكن مع مرور الوقت تغلب الطبع الانساني على المصالح الوطنية والديمقراطية. شعور "اذا لم أكن لنفسي فمن سيكون لي" حطم كل تقدير آخر، والنتيجة ستكون هي أننا جميعا سنتأثر من العاصفة التي ستحل علينا.

 اجل، ليبرمان "لم يفقد أمله". وها هو الطعم الذي ألقاه قبل خمس سنوات أخيرا سيخرج ثمارا وفيرة: تحطم التمثيل العربي الى اجزاء صغيرة جدا؟ وكأنه لا يكفي هذا، هناك في السوق من يدعو لحملة انقسام مستقبلية. مبروك، يا ليبرمان.

 الانسحاب المثير لعضو الكنيست احمد الطيبي، رئيس "تاعل" مع قائمته من القائمة المشتركة اثار صدمة الانقسام في الوسط العربي. الآن كل واحد يريد أن يكون الرئيس. في معلول، قرية آبائي المدمرة يغنون "كلنا رؤوس بصل، لا يوجد لنا قنانير". ايضا غوار، الممثل الكوميدي السوري، قال في احدى مسرحياته "الكل هنا قادة، فقط ينقصهم الشعب". هناك من يتحدثون عن كتلتين في الوسط العربي، وهناك من يتحدثون عن ثلاثة احزاب، وهناك من يريدون أن يتنافس كل واحد مستقلا، لكن كيف سيجلب على الاقل لكل جزء 150 ألف صوت؟ ربما سنقترض اصوات من اخوتنا في اليسار اليهودي، الذين عليهم ايضا مسلط سيف الانقراض.

يمكن التخيل أنه يوجد في الشارع اليهودي من يفرك يديه بفرح وهو يرى أن العرب لا ينجحون في التوحد، ليس بسبب وظائف الوزراء، بل على صغائر الامور مثل من سيكون الزعيم. يا للخجل. ماذا نقول لاخوتنا اليهود الذين لديهم سوق الانقسام مزدهرة، والذين لا يتواجدون بالضبط في نفس الوضع معنا، لكنهم مع ذلك يريدون استبدال الحكم – اذا لم يتوحد العرب فان ضربة انفصالهم ستنزل ايضا عليهم هم انفسهم.

 الصوت العربي هو الصوت الاكثر ضمانة ضد بنيامين نتنياهو والمسيحانيين المتملقين له، أكثر بألف مرة من الاصوات التي ستسحبها الطليعة التي تطرح نفسها كبديل: بني غانتس، يئير لبيد وآفي غباي.

 السكان العرب وحلفاءهم اليهود يوجد لهم الآن 13 مقعدا، التي هي الصخرة الصلبة للتغيير السياسي في اسرائيل. في ظل غياب هذه المقاعد يمكننا أن نحلم بتغيير الحكم. كل مقعد ينزل معه احتمال استبدال نتنياهو. واذا لا سمح الله، "القائمة المشتركة" أو مكوناتها، تفككت هي أو شظاياها، فهي ستفقد 5 – 6 مقاعد بسبب موضة النجوم التي انتشرت لدينا، الاسرائيلي المعتدل الذي يئس من السلطة المتعفة هنا يمكنه القول وداعا للتغيير المأمول.

وهنا نختم بمثل عربي شعبي يقول "لقد قفز على الحمار وسقط في الجانب الثاني وقال لنفسه لقد بقينا كما كنا". عضو الكنيست الطيبي يعمل على تأسيس قائمة تحقق العدالة، حسب رأيه، وأخيرا تعكس بشكل صحيح قوته الحقيقية في الشارع. اذا كان الامر كذلك، هيا نتجاهل كل الاعتبارات الاخرى ونتحدث فقط رياضيات: لنقل، اذا اعتمدنا على الاستطلاعات، إن قائمة الطيبي المستقبلية ستحصل على 6 مقاعد. في حينه سيحصل اعضاء حركته فقط على 3 مقاعد، وسيفوز بالمقاعد الثلاثة الاخرى حلفاءه الذين ضمهم للقائمة من الخارج. في حين أنه الآن، داخل القائمة المشتركة، يوجد له مقعدين على الاقل. ويمكن الافتراض أن هذا العدد ليس نهائيا. هل مقعد واحد آخر يستحق كل هذه الاحتفالات، واجواء الكآبة التي سيطرت على الشارع العربي والشارع اليهودي الديمقراطي؟ كل ذلك على فرض أن الاستطلاعات صادقة. وإلا فان النتيجة ستكون فقدان عشرات آلاف الاصوات. فبدل القول "لقد قفز على الحمار وسقط في الجانب الثاني" سنقول "لقد سقط مع أبناء شعبه في بئر لا قعر له". اصدقائي، القليل من التفكير المنطقي لن يضر أبدا.

كلمات دلالية