العمل وميرتس هربا من النضال ضد الاحتلال والآن يدفعان الثمن- هارتس

الساعة 02:41 م|04 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: جدعون ليفي

نحيب اليسار الصهيوني: ممثلاه ربما لا يتجاوزا نسبة الحسم. حزب العمل الذي أسس الدولة وميرتس الذي حاول أن يعطيها التبرير الاخلاقي، يمكن أن يمحيا. هناك استطلاع تنبأ بذلك. هذه ساعة الطواريء: رفيت هيخت تدعو اليساريين للتصويت لهما ("هآرتس"، 2/4)، نيتسان هوروفيتس وايريس ليعال يدعونهما الى الاتحاد ("هآرتس"، 4/2)، ولا يوجد أحد يسأل ماذا حدث؟ ولماذا؟.

لا تقلقوا: يبدو انهما لن يختفيا، لكن واصلوا القلق: إنهما يحتضران. يوجد قليل من الحالات في السياسة الاسرائيلية التي تم فيها ممارسة العدالة مثلما حدث لهذين الحزبين اللذين خانا دورهما. كما فعلا في العشرين سنة الاخيرة، فهما يستحقان الاختفاء. هذه هي الجريمة وهذا هو العقاب. فقط هما يتحملان ذنب احتضارهما. المصوتون لهما يمكن أن يتدفقوا الآن بجموعهم للتصويت لبني غانتس، والحصول على موشيه يعلون يوعز هندل وتسفي هاوزر، وعدم الشعور بأي شيء. منذ زمن وهم يصوتون لليمين أو يصوتون بشكل غامض. الآن سيأتي العقاب للجمهور.

 العمل وميرتس ستتم معاقبتهما لأنهما فقدا الطريق. كراهية نتنياهو تحولت الى الأجندة الوحيدة لهما، بالاساس بخصوص حزب العمل. اذا كان الامر هكذا فالمصوتون له سيقولون اذا كان الهدف الاسمى هو ازاحة نتنياهو فمن الافضل التصويت لغانتس، هو الوحيد الذي يمكنه ازاحته. اذا لماذا المتاجرة. عندما تكون ازاحة نتنياهو هي الموضوع الوحيد فان "المنعة لاسرائيل" هي الرد الوحيد.

ولكن احتضارهما لم يبدأ بكراهية نتنياهو، بل بدأ عندما قررا أن تكون مواقفهما ضبابية (العمل)، أو مخففة (ميرتس) وخيانة دورهما. كلاهما كان يجب عليه طرح بديل ومعارضة، في المقام الاول للاحتلال. العمل لم يفعل ذلك أبدا، وميرتس لم يفعل ذلك بما يكفي. كلاهما هرب من المواضيع المصيرية الى المنطقة المريحة لهما. قيادتهما اعتقدت أنها تستطيع زيادة التأييد لها. الآن سيدركون أن العكس هو الصحيح: عندما يجعلون المواقف ضبابية ويخففونها أو يهربون من مواقف حاسمة وشجاعة، يفقدون كل العوالم. والنهاية تأتي، يا أيها الاعزاء، حزب العمل وميرتس. مشكوك فيه أنه يجب علينا البكاء على صمتهما المتوقع.

 ليس صدفة أن نقطة البداية لبداية نهايتهما كانت في انتخابات 2003. العمل تدهور في حينه للمرة الاولى في تاريخه الى أقل من 20 مقعدا، وميرتس فقدت نصف قوتها وهبطت الى 5 مقاعد. ضعف الاول كان يجب أن يقوي زميله، لكنهما تحطما. ما الذي حدث؟ لقد تنازلا عن النضال المصيري، واستبدلا قيادة شجاعة بقيادة أقل شجاعة، لقد جعلا المواقف ضبابية وبدءا بالنزف.

فوق كل شيء، حلقت غيمة هروبهما الجبان من الموضوع الهام الاساسي، الاساس هو، نعود ونكرر، النضال ضد الاحتلال. كلاهما هربا منه مثلما يهربان من النار. هذا أمر لا يفيد في الانتخابات، قال الخبراء والاستطلاعات، لذلك، لنضعه جانبا. في العام 2003، بعد فشل كامب ديفيد واندلاع الانتفاضة الثانية طويت الاعلام. العمل الذي لم يعمل في أي يوم على انهاء الاحتلال، وميرتس الذي ناضل ضده الى أن انهكت قواه، رفعا الراية البيضاء.

 حزب العمل زحف وتلعثم وصمت. ما هو موقفه من حصار غزة، الحروب في غزة، المفاوضات مع حماس، المستوطنات؟ لا توجد له مواقف. ميرتس فضل اعلام اخرى أسمى، حقوق المثليين، جودة البيئة والرفق بالحيوان، هذه المواضيع من المهم جدا النضال من اجلها، ولكنها ليست البديل عن النضال الاهم منها جميعا. في النضال يوجد تسلسل هرمي، وميرتس نسي ذلك. باستثناء عضوة الكنيست زهافا غلئون المستقيلة، وعضو الكنيست موسي راز ومرشحان آخران غافي لسكي وياريف اوفنهايمر، لا يوجد في قيادته اولئك الذين محاربة الاحتلال هي اهتمامهم الاول. اذا لم يكف ذلك، فان للحزبين ليس هناك أي برنامج حقيقي. عندما تحول حل الدولتين الى أمر غير ذي صلة، فيهما لم يقم أي شخص لطرح بديل لهذا الحل. لذلك، ليس لهما الآن حق في الوجود. على انقاضهما ربما يقوم بديل افضل منهما.

 تقريبا عشرين سنة بقيت اسرائيل بدون أي نضال جدي ضد الاحتلال، الآن يتبين أن هذا ليس فقط غير اخلاقي، بل لم يُدفع ثمنه.

كلمات دلالية