مصنع للبطاطس المجمدة في غزة بقيادة نسائية وبطموح عالمي

الساعة 01:36 م|04 فبراير 2019

فلسطين اليوم

دخلت 10 نساء من قطاع غزة في غمار تجربة جديدة بعيدًا عن مجال دراستهن، في محاولةٍ منهن لمواجهة البطالة التي تُخيِّم على قطاع غزة والواقع الفلسطيني بشكل عام، وخرجن بفكرة جديدة وهي مصنع لتصدير البطاطس المجمدة إلى العالم.

وتصل نسبة البطالة في قطاع غزة إلى نحو 50% وترتفع في صفوف الفئات الشابة والخريجين إلى نحو 67%، وتتضاعف النسبة في أوساط النساء.

خريجة السكرتاريا الدولية رؤى قاسم 25 عام، العاملة في مصنع "روزيتا" لتصدير البطاطس من غزة لم تخفِ أنها وجدت صعوبات في التأقلم مع طبيعة العمل في بادئة الأمر كونهُ يختلف عن مجال دراستها الجامعية، لكنها أمام حاجتها للعمل حسمت أمرها وبدأت تستمتع بهذه التجربة.

وقالت قاسم لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، إنها تأقلمت مع عملها وتقبلت الفكرة فيما بعد، الأمر الذي ساعدها في سداد احتياجاتها المالية، وأسهمت في مساعدة والدها في دخل الأسرة.

وعن طبيعة العمل في المصنع أضافت: "تتم آلية العمل في المصنع، باستقبال كميات البطاطس، ثم فرزها وتنظيفها وتقطيعها، من ثم مرحلتي التغليف والتخزين إلى جانب التسويق فيما بعد، واستطاع المصنع توريد منتجاته لعشرات المطاعم في غزة".

العاملة عبير العثامنة المتزوجة والأم لـ9 أبناء، ثلاثةً منهم طلبة في الجامعات المحلية، دخلت إلى سوق العمل في محاولةٍ منها لمساعدة زوجها في تحسين دخل الأسرة.

وقالت العثامنة: "إن المرأة يجب أن يكون لها دورٌ مؤثر في سوق العمل"، مشيرةً إلى أن غزة تعاني من مشكلة البطالة إجمالاً خصوصاً بين صفوف النساء.

وأوضحت أن 10 نساء يعملن في المصنع إضافة إلى امرأتين احتياط، لافتةً إلى أن طبيعة العمل مزيج بين اليدوي والآلات الخاصة، بداية من استلام البطاطس عبر حوض خاص، ثم مرورها عبر ماكينة التقشير آلياً يليها فرزها من الشوائب، والتقطيع آلياً ثم تفرز للحصول على أفضل جودة ونهاية بمرحلة الغسيل قبل تعبئتها.

ريهام المدهون، مهندسة الصناعات الغذائية والمشرفة على المشروع، بيَّنت أن المشروع انطلق في إطار التمكين الاقتصادي للمرأة عبر تشغيل أيدٍ عاملة من النساء اللاتي ليس لديهن فرص عمل خاصةً الخريجات منهن، إلى جانب دعم المزارع الفلسطيني.

وأشارت المدهون إلى أن اسم المصنع "روزيتا" نسبة لأحد أصناف البطاطس الشهيرة، مضيفةً" تبلورت فكرتنا بداية عام 2018، وبدأت رحلة العمل ليبدأ الإنتاج فعلياً بعد 6 أشهر من ذلك، بالاعتماد على 3 أصناف من البطاطس تُزرع وتستخدم للتصنيع الغذائي وهي "تشالنجر" و"انيفيتر" و"ديزيريه".

وتابعت: "البطاطس تُزرع في غزة بكميات تفوق احتياج السوق المحلية، وبالتالي المصنع يأخذها ويخزنها، ونعتمد على تقطيع أحد أصناف البطاطس وتحضيرها قبيل توريدها للمطاعم في غزة، أما الصنف الثاني فهو البطاطس المجمدة التي تكون فترة صلاحيتها أكبر من ذلك وقد تصل إلى سنة وتُخزن داخل ثلاجات خاصة".

وأعربت المدهون لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، عن أملها في التوسع فيما بعد وتعدد خطوط الإنتاج لزيادة عدد العاملات والمساهمة الفعلية في تخفيف أزمة البطالة.

ووفق معطيات من وزارة الزراعة بغزة، فإن 13 ألف دونم تزرع بالبطاطس في القطاع تنتج نحو 55 ألف طن يُصدّر منه 3 آلاف طن إلى الخارج.

كلمات دلالية