دلالات اللقاءات الثلاثية التي عقدت في غزة الجمعة!

الساعة 11:49 ص|02 فبراير 2019

فلسطين اليوم

 بما يشير إلى أهمية الملفات المطروحة على طاولة النقاش مع حركة حماس في قطاع غزة، حول ترتيبات المشهد الفلسطيني، خاصة السياسية التي لها علاقة بالخلاف الفلسطيني المتفاقم، وتلك التي لها علاقة بترتيبات إعادة الهدوء، وتخفيف الاحتقان على حدود غزة، عقد وفد الأمم المتحدة وآخر من المخابرات المصرية، أمس، اجتماعين بشكل مشترك مع قيادة حماس.

اللقاء الأول عقد فور دخول المبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف إلى قطاع غزة صباح أمس الجمعة، وشارك فيه الوفد الأمني المصري، بقيادة اللواء أحمد عبد الخالق، الذي كان قد وصل القطاع أول من أمس الخميس، ومكث فيه إلى الجمعة. وعقد الاجتماع في مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وهو اللقاء الأول الذي يعقد من هذا النوع، حيت جرت العادة على عقد المسؤولين الأميين والمصريين لقاءات منفردة مع قادة حماس.

فيما عقد اللقاء الثاني بين قيادة حماس والوفدين الأممي والمصري بعد ظهر أمس، واستبق اللقاءان، باجتماع مغلق بين الوفد المصري ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار عقد يوم الخميس.

وتشير هذه الاجتماعات إلى أهمية الملفات التي تجري مناقشتها بين هذه الأطراف الثلاثة، خاصة وأنها جمعت اثنين من وسطاء عملية التهدئة الأخيرة، التي تشهد تلكؤا إسرائيليا في تنفيذ بنودها، ما يعرضها لخطر الانهيار، كما ناقشت ملف المصالحة المتعثر بين فتح وحماس، خاصة وأن الوسيط الأممي والمصري، أجريا خلال الأيام الماضية لقاءات فيما بينهما، ولقاءات واتصالات مع مسؤولين كبار في حركة فتح والسلطة الفلسطينية، لتجاوز مرحلة الخلاف، والاتفاق على نقطة تعيد الطرفين إلى طريق المصالحة، المهددة هي الأخرى بالانهيار.

فالمبعوث الدولي ميلادينوف زار خلال الأيام الماضية العاصمة المصرية القاهرة، وبحث مع مسؤوليها المشرفين على رعاية الملفات الفلسطينية، سبل التحرك العاجل لإنقاذ ملفي التهدئة والمصالحة، قبل أن يغادر إلى إسرائيل ويبحث الملفات ذاتها خاصة تطبيق تفاهمات التهدئة. ومن هناك ينتقل إلى رام الله لعقد لقاءات مع مسؤولين كبار في السلطة، بعد انقطاع دام لعدة أشهر، حيث لم تكن القيادة الفلسطينية ترحب بتحركات ميلادينوف، لوساطته في اتفاق تهدئة غزة وترتيباتها دون مشاورة أو إشراك السلطة الفلسطينية.

ويحاول مبلادينوف، دفع المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، بعد التطورات الأخيرة التي جرت، حيث بدأت فتح بإجراء مشاورات مع فصائل منظمة التحرير وشخصيات مستقلة، لتشكيل حكومة جديدة، دون مشاركة حماس، التي يتوقع أن تأخذ هي الأخرى خطوات من جهتها، في حال شكلت الحكومة، التي ستشرف على انتخابات برلمانية جديدة، بعد قرار حل المجلس التشريعي، والذي عارضته حماس بشدة.

وحسب ما يتردد فإن الاجتماعات أيضا ناقشت الاستمرار بعملية التهدئة، من خلال البدء في تنفيذ المرحلة الثانية، والتي تشمل مشاريع دولية لتخفيف الحصار عن غزة.

وقد أكد على أهمية «اللقاءات الثلاثية» رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حيث قال في تصريحات صحافية عقب اللقاء الثلاثي الأول، أن ما يجري في قطاع غزة «يؤثر على المشهد الفلسطيني والمنطقة»، وقال إن قضية فلسطين «قضية مركزية، وغزة بصمودها وتضحياتها هي منطقة اجتذاب سياسي واهتمام»، لافتا إلى ان ما يجري في غزة «يؤثر على كل المشهد الفلسطيني العام والمنطقة»، واصفا اللقاء الثلاثي الذي بحث عديد الملفات بأنه «غير مسبوق».

وأوضح أن المشهد العام في غزة والضفة والقدس وما أبعد من ذلك «في مفترق طرق ومرحلة حساسة يحيط بها الكثير من التحديات»، لكنه قال إن المشهد «يحمل الكثير من الفرص والآفاق».

وأكد أن اللقاءات تأتي في إطار الاهتمام والمتابعة من العناصر الثلاثة التي تتحرك خلال الفترة الماضية بخصوص غزة (الأمم المتحدة ومصر وقطر) إلى جانب العديد من الدول الأوروبية.

بشار إلى أن القيادي في حركة حماس عصام الدعاليس، قال خلال الاجتماعات التي عقدت في غزة، إن أقصر الطرق للهدوء هو رفع الحصار عن قطاع غزة والالتزام التام بالتفاهمات الأخيرة، وشدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يعرف جيدا الثمن الذي يمكن أن يدفعه إذا استمر بخرق وتجاوز التفاهمات».

وكانت «القدس العربي» قد علمت من مصادر مطلعة، أن مسؤولي الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات المصرية، شرعوا منذ أيام بتكثيف اتصالاتهم بالفصائل الفلسطينية، في مسعى منهم لمنع انزلاق الأمور تجاه التصعيد على حدود غزة، والعمل على استكمال تطبيق تفاهمات إعادة الهدوء الأخيرة.

كلمات دلالية