لماذا الحملة الصهيونية على "الجهاد الإسلامي"؟ بقلم: هيثم أبو الغزلان

الساعة 10:12 ص|02 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: هيثم أبو الغزلان

يبدو أن الحالة المتماسكة والقوية التي عبّر عنها أمين عام "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" مؤخرًا، سيّما لجهة قدرة "سرايا القدس" على المواجهة، وامتلاكها ما يؤهلها لرد الاعتداءات "الإسرائيلية"، وتوسيع مديات وتحسين قدرات صواريخها، قد أصاب من قادة الاحتلال وجيشه ومستوطنيه هدفًا أدركوا من خلاله أن المعادلة قد تغيّرت، وأن فرض قواعد للاشتباك جديدة لن تستطيع "إسرائيل" تمريرها، بخاصة في ظل حالة الجهوزية والقدرات المتنامية لـ "سرايا القدس" والأجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية. ولذلك عمد الاحتلال إلى بث أخبار محاولًا الرد على الحرب النفسية التي تشنّها المقاومة، بأضاليل وأكاذيب لا تنطلي على أحد من أبناء "الجهاد الإسلامي" وجناحها العسكري "سرايا القدس"، ولا على أبناء الشعب الفلسطيني.

وقد أثبتت "حركة الجهاد الإسلامي" أنها حركة قادرة على البقاء والتجدد انطلاقًا من فهمها وإدراكها للواقع والمتغيرات فيه وقدرتها على إحداث تغيير فيه، دون أن تخضع له. ولذلك مرّت عليها ظروف اعتقد العدو أنها ستؤدي إلى إنهائها أو على الأقل إضعاف دورها، ولكن كانت النتيجة معاكسة بعد اغتيال أمينها العام الدكتور "فتحي الشقاقي"، وسلسلة الاغتيالات التي استهدفت قياداتها العسكرية والسياسية، والحملة المنظمة التي شنتها إدارات أمريكية مستهدفة الحركة بتصنيفها "منظمة إرهابية" (1997)، ووضع أمينها العام السابق د. رمضان شلح على قائمة ما يسمى "الإرهاب"، ورصدها مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه (2005)، ثم إدراج "الخارجية الأميركية" (2014)، الأمين العام للحركة "زياد النخالة" الذي كان يشغل منصب نائب الأمين العام على ما يسمى قائمة "الإرهاب" مُعلّلة ذلك بأن "حركة الجهاد الإسلامي" تهدف صراحة إلى تدمير إسرائيل، ونفذت هجمات واسعة النطاق ضدها.

لذا إن الحملة الصهيونية الحالية ضد "حركة الجهاد الإسلامي" تندرج في إطار الحرب النفسية المستمرة بهدف العمل على تقويض وحدتها الداخلية والتأثير على معنويات أبنائها في محاولة "إسرائيلية" للانتقام من الحركة ومواقفها وعملياتها.. وهي الحركة التي لا تزال تؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش مرحلة تحرر وطني، الأولوية فيها لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي جعلت إسرائيل" تعيش هاجس التهديد الاستراتيجي الذي باتت تشكله حركات المقاومة التي باتت قادرة على استهداف العمق "الإسرائيلي". ولذا فإن الوحدة المنشودة فلسطينيًا تتطلب صياغة برنامج وطني لتعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه، وتفعيل الانتفاضة الجماهيرية وتصعيدها ما يعكس بشكل كبير وواقعي فَهم الجهاد الإسلامي لطبيعة الصراع، والمرحلة الجديدة والدقيقة التي تمر بها، والمتغيرات الحاصلة؛ فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا..

وعندما تشتد الحملات "الإسرائيلية" على "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" بهدف إضعافها وبث الفتنة في داخلها، يضع أبناء "الجهاد الإسلامي" مقولة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي نصب أعينهم: "إنني لا أخاف على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فلقد بنينا صرحاً متماسكاً.. فلسطين غايته والاستشهاد أداته ووسيلته.. وشبابنا في الداخل قادرون على تغيير الواقع وخلق المستقبل الذي يليق بالشرفاء والمجاهدين وبالقدس الشريف"..

كلمات دلالية