كفى لاخفاء "الفيل الذي في الغرفة"- اسرائيل اليوم

الساعة 07:28 م|01 فبراير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي بيلين

في 29 ايلول العام الماضي، على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة أعلن الرئيس ترامب بانه ينوي عرض خطة السلام – "صفقة القرن" اياها – "في غضون شهرين، ثلاثة حتى اربعة اشهر". وقد انتهت الاشهر الاربعة هذا الاسبوع. ولكن الخطة موضع الحديث لا تزال توجد على ما يبدو في رحم منظومة اتخاذ القرارات في جادة بنسلفانيا 1600.

في 23 تشرين الاول تلقت لجنة الخارجية والامن في الكنيست تقريرا بموجبه اذا لم يطرح ترامب خطته المتأخرة، فسيطرح الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون خطة خاصة به على الاسرائيليين والفلسطينيين كي لا يبقي الساحة السياسية فارغة.

بقي شهران ونصف حتى الانتخابات عندنا، والخطة السياسية بقيت بمثابة "الفيل الذي في الغرفة". من جهة يدور الحديث عن موضوع يشغل بال الجميع، ومن جهة اخرى لا يتحدث عنه احد خوفا من أن يكون كل حديث "يلون" المتحدث بلون سياسي واضح جدا، ويقلص مجال عمله – سواء في حملة الانتخابات نفسها، التي يريد ان ينال فيها تأييد من لا يتفقون مع فكره السياسي، ام بعدها – حين يرغب في أن يقيم ائتلافا او ينضم الى ائتلاف خطوطه الاساس تختلف عن تصريحاته السياسية.

ان المواضيع التي تشغل فيها الاحزاب وقادتها جمهور الناخبين هي، بشكل عام مواضيع ثانوية أو تتعلق بالاسلوب. وهذا يسهل امكانية التركيز على الاشخاص الذين يترأسون الاحزاب وليس على ما يقولونه، وقد رفع بني غانتس هذا النهج حتى السخافة، الى أن وافق على أن يشركنا، هذا الاسبوع، على بعض مما يتفوه به.

هل سيخرج الاسرائيليون الى صناديق الاقتراع كي يحسموا في مسألة هل صحيح يفعل المستشار القانوني حين يعلن عن رفع لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء قبل الانتخابات؟ هل من اجل التصويت على قانون التجنيد، حين يكون واضحا بانه لا يمكن لاي قانون تجنيد أن يحمل الشباب الاصولي على أن يتجندوا بجموعهم؟ هل سيصوت احد ما بسبب سعر الغاز؟

ان وجهة كل الاحزاب نحو الوسط، لان هناك توجد اصوات من السياسة اقل اهمية لهم، اولئك الذين يوجد ترددهم بين أن يبقوا في البيت أو يأتوا الى الصندوق، اولئك الذين يقررون في اللحظة الاخيرة كيف يصوتون، ممن لا يؤمنون بقدرتهم على التغيير، والذين يخطئون في الاعتقاد بان الفوارق بين الاحزاب هي فوارق في الصياغة فقط.

اما الحقيقة فهي مختلفة بالطبع. الفرق بين المعسكر الذي يفهم بان دفع الثمن لقاء السلام مجد، وبين من يرى اتفاق السلام فخ، هو الفرق بين النهار والليل. فالفجوة بين الكتلة التي بذلت جهودا جبارة لتضمن مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وكانت مستعدة ايضا لان تأخذ مخاطر شخصية كي تصل الى ذلك، بما في ذلك قتل رئيس وزراء، وبين الكتلة التي تمنع خطوة السلام بالف ذريعة، انطلاقا من النية، أو – على الاقل – الاستعداد لان تبقي على حاله الوضع القائم، هي الفجوة السياسية الاكبر. ليس في كثير من الديمقراطيات في العالم يمكن الاشارة الى مثل هذه الفجوة، التي تتعلق، شخصيا، بحياة كل مصوت ومصوت. ان الهرب من الموضوع الاهم على جدول الاعمال الاسرائيلي في الـ 52 سنة الاخيرة هو مثابة ترف. السؤال ليس اذا كان حزبا برئاسة شابين كفؤين يمكنه ان يضم علمانيين ومتدينين في صف واحد بل اذا كان من شأنهما ان يواصلا قيادة اسرائيل نحو الهوة في سياسة الضم، التشريع بأثر رجعي للسكن على اراض خاصة والمس الشديد بمكانة المحكمة. المسألة ليست غلاء المعيشة بل الحياة نفسها: هل أمننا متعلق بحيازة أرض أكبر أم بالذات هذه الحيازة هي مصدر المشكلة الامنية. هذا هو الفيل الذي في الغرفة. واذا كنا نسير على اطراف اصابعنا كي لا نراه، فيجدر باحد ما آخر، ربما ترامب، ربما ماكرون، ان يذكرنا بان هذا هو الاساس.

 

كلمات دلالية