خبر ثلاثة سيناريوهات محتملة لما يمكن أن ينتهي إليه الصراع في غزة

الساعة 11:11 م|17 يناير 2009

فلسطين اليوم – غزة

أوردت مجلة تايم الأميركية تحليلا هذا الأسبوع حول النزاع في قطاع غزة رسمت فيه ثلاثة سينايورهات محتملة لما يمكن أن ينتهي إليه الوضع.

 

وقالت المجلة إنه على الرغم من تحقيق تقدم بشأن اتفاقية وقف إطلاق النار، إلا أن كلا الطرفين لديه أهداف تختلف عن أهداف الطرف الآخر، ويبقى التوصل إلى اتفاق يقرب الهوة الواسعة بينهما تحديا دبلوماسيا كبيرا.

 

وقد كانت حركة حماس وقبل بدء العمليات الإسرائيلية العسكرية في غزة نهاية الشهر الماضي، قد عرضت تجديدا للهدنة التي انتهت مدتها بشرط فتح المعابر بين قطاع غزة ومصر وإسرائيل، وكانت إسرائيل أغلقت هذه المعابر كجزء من استراتيجية تهدف إلى فرض حصار اقتصادي على سكان غزة على أمل أن ينقلبوا على حماس، وما زالت إسرائيل غير راغبة في فتح المعابر كجزء من اتفاقية وقف إطلاق النار لأن ذلك سيعني انتصارا لحماس. أما حماس، فتطالب بانسحاب فوري وكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، غير أن إسرائيل ترفض الموافقة على ذلك الى حين التوصل إلى آليات تمنع حماس من إعادة تسليح نفسها.

 

والهدف المعلن من حملتها العسكرية في قطاع غزة هو منع إطلاق الصواريخ من القطاع على البلدات الإسرائيلية ومنع حماس من إعادة تسليح نفسها بتهريب الأسلحة عن طريق مصر. غير أن إسرائيل ما تزال ملتزمة بهدفها طويل الأمد نحو إنهاء سيطرة حماس على غزة، وتصر على أن الحركة لا ينبغي أن تحقق أي اعتراف أو شرعية من خلال الهدنة، رغم أن ذلك ليس واقعيا إذ إنها عنصر أساسي في الجانب الفلسطيني.

 

فكيف يمكن للصراع أن ينتهي؟

أوردت مجلة تايم السيناريوهات التالية:

السيناريو الأول: تغيير النظام في غزة

نظرا لهدف إسرائيل طويل الأمد في الإطاحة بحماس في قطاع غزة، يحث بعض القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين على توسيع أهداف الحملة الحالية واستغلالها من أجل الإطاحة بحكم حماس في غزة، ومن هؤلاء زعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو الذي يقول إن الحملة ستعتبر فاشلة في حال بقيت حماس في السلطة.

 

غير أن بعض المتحفظين على هذه الاستراتيجية وبمن فيهم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع أيهود باراك، يحذرون من أن ذلك سيتطلب أن تستمر العملية لمدة أشهر وقد تؤدي إلى عزلة ديبلوماسية لإسرائيل وإلى مزيد من الضحايا. كما أن مؤسسة الأمن في إسرائيل تشكك في جدوى إعادة فرض محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في غزة إذ لا يتمتع فيها بشعبية كبيرة، كما الحملة العسكرية الحالية قللت من شعبيته إلى حد أبعد، حتى إن سيطرته في المستقبل على الضفة الغربية أصبحت موضع شك.

 

وحتى إذا أزيحت حماس عن السلطة، ستحافظ على دورها في القطاع بحيث تمنع أي طرف آخر من حكمه.

 

السيناريو الثاني: اتفاقية طويلة الأمد لوقف إطلاق النار

وتصر إسرائيل أن يكون أي اتفاق لوقف إطلاق النار قابلا للاستمرار وذلك بمنع حماس من إعادة التسلح. غير أن نزع سلاح حماس بشكل فعلي لا يرجح أن يتحقق من غير إعادة احتلال واسع النطاق للقطاع، مما يتطلب عشرات آلاف آخرين من الجنود الإسرائيليين ويستغرق عدة أشهر. لذا فإن الأولوية بالنسبة لإسرائيل هي خنق حماس بمنعها من تهريب الأسلحة عن طريق مصر، وتريد إسرائيل أن تدير مصر المعابر بمراقبة أميركية، أما مصر فتخشى من أن يؤدي ذلك إلى أزمة سياسية داخلية إذا ما سمحت بقوات أجنبية على أراضيها لمراقبة المعابر، كما أن مصر لا تريد لإسرائيل أن تفرض عليها القبول بمسؤولية أكبر حيال قطاع غزة.

 

أما إدارة المعابر من الجانب الفلسطيني فقد يصبح مسؤولية السلطة الفلسطينية، غير أن ذلك سوف يستلزم اتفاقات جديدة بين حماس والرئيس عباس، كما أن أي اتفاقية لوقف إطلاق النار سوف تعني ضمنا اعترافا بأن سيطرة حماس على غزة هو أمر واقع.

 

السيناريو الثالث: توقف القتال من غير هدنة رسمية

إذا لم تؤد الحملة العسكرية إلى الإطاحة بحماس، فقد ترى إسرائيل منفعة في وقف إطلاق النار من جهتها، بالتزامها بالمرحلة الأولى من الخطة المصرية لكن من غير أن تلتزم بالضرورة بالخطة الشاملة لوقف إطلاق النار. ويرى بعض القادة الإسرائيليين في الحملة الحالية فرصة لإسرائيل لإحياء قوة "الردع" التي ربما تضررت جراء حرب لبنان عام 2006.

 

وقد يسمح هذا الخيار لإسرائيل أن تتجنب أية قيود جديدة على أعمالها في غزة، كما سيسمح لها بتجنب نشر قوات دولية مما قد يعقد عملياتها العسكرية في المستقبل.

 

وتشير بعض التقارير الإسرائيلية أن وقف الهجمات من غير اتفاقية هو الخيار المفضل للوزيرة ليفني، كما أن فرص هذا الخيار تعززت بعد أن تبين أن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار قد يستغرق أكثر من 10 أيام، وقد لا تنتهي قبل انتخاب حكومة إسرائيلية جديدة.