أزمة معبر رفح تفتح جرح الغزيين من جديد

الساعة 05:46 م|27 يناير 2019

فلسطين اليوم

عادت أزمة معبر رفح البري بين قطاع غزة ودولة مصر، تتصدر المشهد من جديد، بعد إغلاق المعبر في وجه الحالات الإنسانية، والسماح فقط للعالقين في الجانب الآخر بالعودة إلى القطاع.

وجاء إغلاق معبر رفح بعد إعلان هيئة الشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية، في بيان، أنها قررت سحب موظفيها العاملين في معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر ابتداءً من صباح الاثنين 7 يناير/كانون الثاني 2019، حتى إشعار آخر.

وتسلمت السلطة الفلسطينية المعبر لأول مرة منذ عشر سنوات، في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بالإضافة إلى معابر قطاع غزة، من حركة حماس، حسبما نص اتفاق المصالحة، ويُعد بند تسليم معابر غزة الوحيد الذي تم تطبيقه من اتفاق المصالحة.

إغلاق المعبر أعاد للأذهان المعاناة التي استمرت طيلة الأعوام الماضية للطلاب والمرضى والمسافرين، مما استدعى المواطنين إلى تنظيم وقفات أمام المعبر، لمطالبة الجانب المصري بالعودة إلى آلية فتح المعبر السابقة التي استمرت قرابة السنة دون انقطاع.

وقال مصطفى النجار أحد المشاركين في الوقفة: "إذا كان إغلاق المعبر ناتج عن تجاذبات سياسية داخلية، فنحن شباب مستقل ليس لنا علاقة بأي حزب، يكفي إدخال معبر رفح في الخلافات، فهو معبر إنساني إذا أغلق تدمر المواطنين".

وأضاف في حديثة لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية": "هناك مستقبل يضيع لعشرات الطلاب، إضافة لمعاناة المرضى وأصحاب الإقامات، فهناك إقامات تنتهي، وفرص عمل وحياة تضيع بسبب إغلاق المعبر".

وناشد السلطات المصرية بضرورة تكثيف الجهود من أجل تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، والعمل على حلِّ أزمة المعبر، وتوفير التسهيلات للمسافرين من قطاع غزة، والعائدين إليه.

وفي ذات السياق أكد الطالب العالق محمود رزق أن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، والفصائل أجمع يتحملون المسؤولية عن إغلاق معبر رفح، ومعاناة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.

وأوضح زرق في حديثه لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، أن حرية التنقل حق كفلته كافة القوانين والدساتير، مطالبًا الجانب المصري بوضع حل لأزمة العالقين، دون التطرق للأمور الحزبية.

 لم تقتصر المعاناة على المسافرين لأمور الحياة اليومية، بل كانت الصدمة الكبرى بعد إغلاق المعبر لمن تأملوا بزيارة الكعبة المشرفة، ومدينة رسول الله وأداء مناسك العمرة، إذ أصبح الأمر أكثر تعقيدًا بعد الوعود التي تلقوها بتسيير رحلات العمرة هذا العام، بعد 4 أعوام من الانقطاع.

وقال رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة بغزة عوض أبو مذكور، إن إغلاق معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، أثر على تسيير رحلات العمرة من قطاع غزة إلى الديار الحجازية.

وأوضح أبو مذكور أن الظروف غير مهيأة لانطلاق رحلات العمرة من قطاع غزة إلى الديار الحجازية، بسبب إغلاق معبر رفح.

وأشار إلى وجود تفاهمات بين وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وشركات الحج والعمرة، مع مسؤولين في الجانب المصري بشأن ملف العمرة لسكان القطاع.

وأعرب أبو مذكور عن أمله، أن يتم فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، ويتم تسيير رحلات العمرة من القطاع للأراضي السعودية؛ لإداء مناسك العمرة، بعد توقف استمر أربعة أعوام.

وكانت شركات الحج والعمرة، تنتظر ردًا نهائيًا من الجانب المصري، بشأن الموافقة على تسيير رحلات العمرة من قطاع غزة إلى الديار الحجازية، إلا أن إغلاق المعبر حال دون ذلك.

يذكر أن أهالي غزة محرومون من أداء مناسك العمرة منذ عام 2014 بسبب رفض السلطات المصرية السماح بسفرهم عبر معبر رفح البري؛ لدواعٍ أمنية.

وكانت آخر رحلة عمرة خرجت من قطاع غزة عبر معبر رفح البري الحدودي، جنوب القطاع، لأداء مناسك العمرة بالديار الحجازية في تموز/ يوليو2014، بمعدل 15000 معتمر سنوياً.

كلمات دلالية