استبعدوا اندلاع الحرب

محللون: ثلاثة أسباب أجبرت "إسرائيل" على نشر القبة الحديدية

الساعة 03:58 م|24 يناير 2019

فلسطين اليوم

أجمع محللان سياسيان في الشأن الإسرائيلي وآخر عسكري، بان نشر القبة الحديدية في مستوطنة "غوش دان" ومحيط مطار "بن غوريون" يأتي كإجراء احتياطي وقائي لأي خطر قادم سواء من سوريا أو لبنان أو قطاع غزة.

واستبعد المحللون في تصريحات لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" مساء الخميس، بأن تُقدم إسرائيل على حرب في الجبهات المختلفة في الوقت الحالي خاصة مع قُرب الانتخابات الإسرائيلية، مؤكدين بأن نتنياهو يستخدم القبة الحديدية إلى جانب الإجراءات الوقائية كأسلوب دعائي ونفسي.

وأشار المحللون إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعاني من أزمات كبيرة، لذلك يلوح أمام الجبهة الداخلية بالخطر القادم من الجبهات المختلفة على "إسرائيل" وبتصدير العمل العسكري لحل أزماته.

وتباينت أراء المحللون حول نشر القبة الحديدية رداً على المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي هدد بقصف مطار "بن غوريون" إذا استمرت "إسرائيل" بانتهاك السيادة السورية.

وكانت شبكة الأخبار الإسرائيلية الرسمية "كان"، كشفت ظهر اليوم الخميس، عن إقدام الجيش الإسرائيلي على نشر المزيد من بطاريات القبة الحديدية في الجنوب، إلى جانب استدعاء جنود الاحتياط في منظومة الدفاع الجوي، على خلفية التصعيد على جبهتي غزة وسوريا.

وكان المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، هدد بقصف مطار "تل ابيب"، على حد قوله، إذا لم يتدخل مجلس الامن الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.

التهديد السوري سبباً في نشر اسرائيل للقبة الحديدية

الخبير واللواء العسكري المتقاعد واصف عريقات، يرى بأن نشر الجيش الإسرائيلي للقبة الحديدية في "غوش دان" ومحيط مطار "بن غوريون" يأتي في إطار الرد على المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي هدد بقصف "بن غوريون" إذا لم يتدخل مجلس الامن الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، إضافة إلى أنها تأتي في إطار الحرب النفسية والدعائية والوقائية التي يتبعها نتنياهو مع الجبهة الداخلية الإسرائيلية خاصة في ظل اقتراب موعد الانتخابات.

وقال عريقات في تصريح لـ"فلسطين اليوم": "لدى نتنياهو أزمات كثيرة ومشاكل كبيرة تقف أمامه قبل الذهاب للانتخابات؛ لذلك يسعى نتنياهو لحل هذه الأزمات بتصدير العمل العسكري وبتهديد الجبهة الداخلية من خطرِ قادمِ سواء كان في الأراضي الفلسطينية أو في سوريا أو لبنان".

وأوضح أن القبة الحديدية تستخدم لهدفين هدف الاستعداد العسكري والهدف الثاني وهو الحرب النفسية والدعائية التي يستخدمها نتنياهو، لافتاً إلى أن القبة الحديدية في الفترة الأخيرة سجلت فشلها الذريع في التصدي لصواريخ تطلق على "إسرائيل".

وبين أن القبة الحديدية أسقطت 7 صواريخ من أصل 45 صاروخاً في الفترة الماضية وهذا يدلل على فشل القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة، ونسبة نجاح القبة تقدر فقط بـ15% إلى 20% لإسقاط صواريخ المقاومة.

وأكد عريقات إلى أن نشر القبة الحديدية فقط يعطي انطباع بأن الجيش الإسرائيلي قادر على التصدي لأي صواريخ تطلق سواء من سوريا أو لبنان أو قطاع غزة.

وعن الجبهات الأكثر خطورة والأكثر قرباً للانفجار في وجه "إسرائيل" قال عريقات: "إن معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي صنف المناطق الأكثر خطورة على إسرائيل أولها إيران ثم حزب الله ثم الجولان المحتل وفي الدرجة الرابعة قطاع غزة؛ لكنه صنف انفجار قطاع غزة بالدرجة الأولى عن الجبهات الأخرى".

اسرائيل تراقب استنفار حزب الله

من جهته يرى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطالله أن نشر الجيش الإسرائيلي القبة الحديدية في منطقة "غوش دان" خطوة وقائية تهدف لطمأنة الجبهة الداخلية باستعدادات لأي حدث ما سواء كان في الجبهة الشمالية أو الجنوبية.

وتوقع الكاتب عطالله، في تصريح لـ"وكالة فلسطين اليوم"، أن نشر القبة الحديدية مرتبط أيضاً بطبيعة التصعيد القائم والتوتر على الجبهة الشمالية والجنوبية، لافتاً إلى أن الجيش ومعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي يتوقعون اندلاع حرب في الجبهتين في آن واحد.

وأوضح، أن "إسرائيل" تراقب الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة والأوضاع المتوترة مع المقاومة الفلسطينية، فيما تراقب في ذات الوقت الجبهة الشمالية مع حزب الله والتي يرى الجيش بأنها الجبهة الأكثر توتراً خاصة مع التهديدات الإيرانية واللبنانية بعد الاستهداف المتكرر للإيرانيين ولحزب الله داخل الأراضي السورية.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يتحدث عن استنفار كبير في صفوف حزب الله ولهذا السبب فهو يستعد لأي طارئ مع الجبهة الشمالية الأكثر خطورة.

وأشار إلى أن "إسرائيل" لا ترغب في اندلاع حرب في هذا الوقت بالذات، لافتاً إلى أنها تسعى لتمرير انتخابات هادئة بعيدة عن اندلاع أي معركة في الشمال أو الجنوب.

استبعد الحرب والمقاومة تدير المعركة بشكل ممتاز

فيما يرى مدير مركز أطلس للدراسات والأبحاث عبد الرحمن شهاب أن نشر القبة الحديدية في "إسرائيل" يأتي كإجراء احتياطية من الجيش الإسرائيلي بسبب التوتر القائم على جبهات المقاومة وخاصة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن الواقع العملي يدلل على عدم استخدام جيش الاحتلال للقوة الحديدية في المنظور القريب.

واستبعد شهاب في تصريح لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن يكون هدف نشر القبة الحديدية داخل "إسرائيل" هو استعداد لحملة واسعة أو مقدمة لحرب على قطاع غزة.

وقال شهاب "هناك استحقاقات في الحملة الانتخابية الإسرائيلية يدفعها نتنياهو تفرض عليه أن يكون تعامله خشناً بشكل كبير على حدود قطاع غزة خاصة وأن وزير الحرب السابق ليبرمان يقف له بالمرصاد ولا يسمح له بالتخفيف عن قطاع غزة ويتهمه بأنه يشتري الهدوء بالمال".

وأضاف: "من ناحية أخرى فإن الجيش الإسرائيلي لا يضمن بأن الأمور لن تتدهور إذا استمر السياسي الإسرائيلي بالضغط على الميدان بالتصعيد سواء كان في السجون أو على حدود قطاع غزة".

وفي رسالة وجهها المختص في الشأن الإسرائيلي عبد الرحمن شهاب قال: "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تدير المعركة بشكل جيد منذ بداية مسيرات العودة وكسر الحصار وأداء المقاومة عالي الدقة وعالي الحذر وعالي الجودة فهم يستخدمون الشدة في الوقت المناسب، واعتقد أن غرفة العمليات المشتركة تقوم بجهود جيدة وممتازة".

نتنياهو يهدد غزة ومصادر التهديد السوري وراء نشر القبة

وكانت مصادر "إسرائيلية" ذكرت اليوم الخميس أن جيش الاحتلال نشر بطارية "القبة الحديدية" في منطقة "جوش دان" في "تل ابيب"، عقب تهديدات الرئيس السوري بشار الأسد بالرد على الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مطار دمشق قبل يومين.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين قد هدد أمس برد قاس على قطاع غزة، في حال استمر التصعيد.

وذكرت "كان" أنه وقعت خلال الاسبوع الاخير العديد من الحوادث الأمنية على حدود قطاع غزة، كان من بينها حادثة إطلاق النار على جنود الاحتلال وإصابة ضابط بجروح بعد أن اخترقت رصاصة خوذته التي يلبسها على رأسه.

القبة الحديدية
قبة حديدية
القبة
 

كلمات دلالية