الوكالة الاميركية للتنمية توقف مساعداتها للفلسطينيين

الساعة 10:49 م|22 يناير 2019

فلسطين اليوم

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019 أن عشرات آلاف الفلسطينيين لم يعودوا يحصلوا على مساعدات غذائية أو خدمات صحية أساسية من الولايات المتحدة، وان مشاريع البنية التحتية التي كانت تمولها الولايات المتحدة قد توقفت، كما وقلص برنامج بناء السلام المبتكر في القدس أنشطته.

واشارت الصحيفة إلى أن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام الماضي حجب أكثر من 200 مليون دولار من مساعدات التنمية للفلسطينيين اجبر المنظمات غير الحكومية على خفض برامجها وتسريح الموظفين، ما اثار امتعاضا في الاوساط التي قضت أكثر من عقدين من الزمن في تعزيز السلام في الشرق الأوسط.

ويشير التقرير إلى أن وكالة التنمية التابعة للحكومة الأميركية "يو.إس.أي.آي.دي" (USAID)، والوكالة الأميركية للتنمية، قدمت أكثر من 5.5 بليون دولار للفلسطينيين منذ عام 1994 لتطوير البنية التحتية والصحة والتعليم والإدارة وبرامج المساعدات الإنسانية، وكلها ترمي إلى دعم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف، إلا أن الحكومة الأميركي ومنذ تسلم إدارة ترامب الرئاسة قبل عامين تخلت عن فكرة حل الدولتين وفق المعايير التي كانت الإدارات الأميركية السابقة تلتزم بها، كما وأوقفت المساعدات الأميركية المخصصة للسلطة الفلسطينية، واوقفت الدعم بشكل كامل (وفق إعلانها يوم 1 أيلول 2018 الماضي) لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-"الأونروا".

وفشلت "وزارة الخارجية الأميركية حتى الآن في إقناع الكونغرس الأميركي بالإبقاء على المساعدات الملية المخصصة لدعم أجهزة الأمن الفلسطينية وتمكين التنسيق الأمني مع السلطات الإسرائيلية، وهي المساعدات التي تسعى الإدارة للإبقاء عليها منذ شهر تشرين الثاني 2018 الماضي" بحسب المصدر.

واضاف المصدر "الكونغرس مثقل بأولوية التوصل لاتفاق مع الرئيس (ترامب) بشأن إعادة فتح الحكومة الأميركية التي مر على إغلاقها شهر كامل اليوم ، وبالتالي لم يرفض هذا الجزء من الدعم -دعم الأجهزة الأمنية- كون أنه منشغلا بإغلاق الحكومة وتداعياتها الكثيرة جدا" مؤكدا أن "إسرائيل تحاول من وراء الكواليس أن تقنع الأعضاء المؤثرين في اللجان المعنية بأهمية ذلك بالنسبة لأمنها".

وكان يتم توجيه الكثير من هذه المساعدات الأميركية التي اتخذ قرار بقطعها من خلال المنظمات غير الحكومية الدولية، التي أبلغت فجأة بالتخفيضات في الصيف الماضي، وبدأت تسعى جاهدة للإبقاء برامجها على قيد الحياة.

من جانبه قال الرئيس الأميركي ترامب إن تلك التخفيضات تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين للعودة إلى محادثات السلام، لكن المسؤولين الفلسطينيين يقولون بأن هذه الخطوة أدت إلى تسميم العلاقات بشكل أكبر، بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل خلال العام الماضي.

وتقول جماعات الإغاثة -التي لا يرتبط الكثير منها أو لا صلة لها بالسلطة الفلسطينية- إن التخفيضات أضرت بالفلسطينيين الأكثر ضعفا، وأولئك الملتزمين بالسلام مع إسرائيل.

ويلفت التقرير إلى أن المنظمات غير الحكومية تواصلت مع مانحين آخرين غير الولايات المتحدة، لكن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي واحدة من أكبر مصادر التمويل لمجتمع المعونة العالمي الغارق في الصراعات في سوريا اليمن وأماكن أخرى.

وكانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID قد أعلنت العام الماضي أنها ستوقف جميع عملياتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وغزة بحلول أوائل عام 2019 ، ما سيؤدي لتسريح أكثر من نصف موظفيها في غضون أسابيع.

وأبلغت وزارة الخارجية الأميركية USAID أنه سيكون لديها حتى كانون الأول 2018 لتقديم قائمة تضم 60 في المائة من موظفيها الذين سيتم تسريحهم. وستمثل عمليات الفصل الخطوة الأولى نحو إغلاق عملياتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.

كلمات دلالية