تقرير تحذيرات من "خطورة" قرار نتنياهو عدم تمديد ولاية البعثة الدولية بالخليل

الساعة 01:55 م|21 يناير 2019

فلسطين اليوم

تسابق دولة الاحتلال الإسرائيلي الزمن لزيادة تغولها في الأراضي الفلسطينية بفرض قرارات جديدة محاولة فرض سيادتها في الأراضي المحتلة، كان أخرها قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدم تمديد ولاية "التواجد الدولي المؤقت في الخليل".

وتتمثل مهمة التواجد الدولي في أعمال المراقبة وكتابة التقارير عن الوضع في الخليل في المناطق الخاضعة لعمل البعثة في المدينة من أجل إعادة الحياة الطبيعية إلى مدينة الخليل وخلق الشعور بالأمن والأمان عند الفلسطينيين.

"مؤشر خطير"

المختص في الشأن السياسي طلال عوكل، قال " إن القرار الإسرائيلي بعدم تمديد ولاية البعثة مؤشر خطير على أن الخليل مُقبلة على حملة إسرائيلية استيطانية واسعة، من قمع وتهويد إلى جانب ما يجري في مدينة القدس المحتلة.

وأضاف عوكل لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن قرار نتنياهو يهدف إلى القضاء على العيون التي ترصد الجرائم الإسرائيلية، مشيراً أنه جزء من السياسة العملية التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية خاصة القدس المحتلة والخليل.

وأوضح، أن الاحتلال يسعى لإلغاء رمزية الأمم المتحدة باعتبارها الراعي الرسمي لقضية اللاجئين، لافتاً أن قرار نتنياهو الأخير سبقه قرار إغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين  الأونروا في مدينة القدس.

وحذّر عوكل، من نية الاحتلال قيامه بهجمة استيطانية قوية على الخليل، مشيراً إلى أنه يسعى لمصادرة الحرم الإبراهيمي وتقسيمه زمانياً ومكانياً، داعياً في الوقت ذاته إلى توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام لمواجهة قرارات قادة الاحتلال.

"تثبيت سياسة الاستيطان"

بدوره، اعتبر الحقوقي صلاح عبد العاطي، أن قرار الاحتلال بعدم تمديد ولاية بعثة التواجد الدولي في الخليل، تهرّب من كل الالتزامات والقوانين الإنسانية الدولية، مشيراً إلى أن القرار تم تفريغه من مضمونه وتحويله من مهمة حماية الفلسطينيين إلى المراقبة وإصدار تقارير فقط.

وأكد عبد العاطي في تصريح خاص لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن قرار نتنياهو يُمهّد لتثبيت سياسة الاستيطان وضم كتل استيطانية جديدة في الخليل لدولة الاحتلال، مبيناً أن نتنياهو ضاق ذرعاً من البعثة الدولية رغم مهمتها التي تقتصر على المراقبة والتوثيق.

وأشار إلى حكومة الاحتلال تُمعن في ممارساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين ضاربة بعرض الحائط كافة القرارات الدولية، مطالباً طرح قضية حماية الفلسطينيين على طاولات المجتمع الدولي في ضوء تطور مكانة فلسطين في الأمم المتحدة، لمساءلة الاحتلال ووضع حدٍ للقرارات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

"استفراد إسرائيلي"

من جهته، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني ، توجه رئيس وزراء حكومة الاحتلال بعدم تمديد ولاية "التواجد الدولي المؤقت في الخليل" (بعثة تيف) العام المقبل، يأتي في اطار محاربة الاحتلال لكل ما هو قانوني ودولي ، ولتسهيل مهمة عصابات المستوطنين وجيش الاحتلال بمزيد من الجرائم في البلدة القديمة في الخليل .

وتابع، حكومة الاحتلال مهدت بالسابق لذلك عبر التقارير والتحريض المباشر على البعثة الدولية والتي تتعرّض لهجوم وتحريض من قبل الإعلام الاسرائيلي الذي يتّهمها بـ "محاباة وتأييد الفلسطينيين"، في الوقت الذي يرتكب فيه جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين أبشع الجرائم ضد المواطنين.

ودعا، الدول السَّت المشاركة في البعثة، الدنمارك، وإيطاليا، والنرويج، والسويد، وسويسرا، وتركيا، إلى رفض الاجراء الاحتلالي وعدم الرضوخ لإنهاء عمل البعثة، وخصوصا أن تواجدها في المناطق الساخنة، مثل: البلدة القديمة، وتل الرميدة، وطارق بن زياد، وجبل جوهر، التي تتعرض بشكل يومي لاعتداءات الاحتلال، محذرا من استفراد الاحتلال بالمواطنين الفلسطينيين.

وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر اليوم الاثنين، بأن رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو يعتزم عدم تمديد ولاية "التواجد الدولي المؤقت في الخليل" (بعثة تيف) العام المقبل.

وحسب الصحيفة، لم يذكر نتنياهو أسباب قراره عدم التمديد للبعثة المدنيّة غير المسلّحة، التي تراقب على الانتهاكات الإسرائيليّة في الخليل منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994.

وهاجمت وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة بعثة "تيف" أكثر من مرّة، واتهمتها بتقديم روايات "أحادية الجانب" حول الأوضاع في الخليل.

ووفقًا للموقع الرسمي للبعثة، فإن مهمتها الأساسيّة هي أعمال المراقبة وكتابة التقارير عن الوضع في الخليل في المناطق الخاضعة لعمل البعثة في المدينة.

وتنص الاتفاقية على أن البعثة تساعد في أعمال المراقبة وكتابة التقارير من أجل إعادة الحياة الطبيعية إلى مدينة الخليل، "وبالتالي خلق الشعور بالأمن والأمان عند الفلسطينيين في الخليل".

وتقوم البعثة بكتابة التقارير عن خروقات القانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان الدولية، وكذلك خروقات الاتفاقيات الموقعة حول مدينة الخليل.

وتشارك البعثة هذه التقارير مع السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بما يتصل بالتقارير وكذلك مع الدول السَّت المشاركة، وهي: الدنمارك، وإيطاليا، والنرويج، والسويد، وسويسرا، وتركيا.

وتحاول بعثة "تيف" الحفاظ على تواجد مرئي في مدينة الخليل، وخاصة في المناطق الساخنة، مثل: البلدة القديمة، وتل الرميدة، وطارق بن زياد، وجبل جوهر، وتسيّر دوريات يومية طيلة العام، من أجل الملاحظة ومراقبة الوضع في المدينة.

كلمات دلالية