تغييرات في عادات الرد -معاريف

الساعة 01:08 م|21 يناير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ملمان

          (المضمون: تغييران في نمط تراشق النار في الجبهة السورية: اسرائيل لم تسارع الى الرد على اطلاق الصاروخ واسرائيل لم تعد تخفي ملاحقتها للتواجد الايراني في سوريا - المصدر).

          مع مرور الساعات منذ الهجوم المنسوب لاسرائيل والرد السوري ، يمكن ان نلاحظ تغييرين كبيرين مقارنة لما اعتدنا عليه في الفترة الاخيرة. الاول هو أن اسرائيل لم ترد رسميا وهكذا عادت في واقع الامر الى سياسة الغموض التي في ضوئها لا تنفي ولا تؤكد بان سلاح الجو هو الذي هاجم. هذه السياسة انكسرت في بداية الشهر، حين تباهى رئيس الاركان المعتزل الفريق غادي آيزنكوت في مقابلة مع "نيويورك تايمز" بان اسرائيل هاجمت في السنوات الاخيرة الاف المرات، وبعد يوم من ذلك اخذ رئيس الوزراء المسؤولية عن هجوم ضد هدف في المطار في دمشق.

          أما التغيير الثاني فهو ان اسرائيل لم تسارع بالرد بالنار على اطلاق الصاروخ الذي اطلق نحو شمال هضبة الجولان (ووفقا لبيان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي اعترضته بطارية القبة الحديدية، اغلب الظن في الاراضي السورية). في الماضي كانت اسرائيل تسارع الى الرد فور كل اطلاق نار من سوريا، حتى لو كان هذا تسللا للنار كنتيجة للمعارك بين الجيش السوري والثوار.

          أما هذه المرة فلم يكن هذا تسلل للنار. فقد عاد الجيش السوري قبل بضعة اسابيع للسيطرة في معظم ارجاء الحدود من الجانب السوري لهضبة الجولان، باستثناء الجنوب، حيث لا يزال تواجد صغير لمنظمات الثوار. يمكن التقدير بان هذا كان ردا سوريا مبادرا اليه، في نية مبيتة لاطلاق صاروخ كرد على ادعاء سوريا بغارة سلاح الجو.

          وحسب البيانات الرسمية السورية والتقارير في وسائل الاعلام، فان طائرات قتالية من سلاح الجو هاجمت اهدافا في مطار جنوب شرق دمشق. يمكن التقدير بان هدف الهجوم، مثلما في الماضي، كان قوافل سلاح انتقلت من ايران الى حزب الله، عبر سوريا. وحسب تقارير مواقع تتابع الطائرات، ففي موعد قريب من الحدث شوهدت طائرة انطلقت من ايران نحو دمشق وعادت على اعقابها. وحسب ناطقين سوريين رسميين، فقد فشل الهجوم، ودفاعاتها الجوية نجحت في اعتراض ستة صواريخ اطلقت من طائرات سلاح الجو. اما الصاروخ السابع فسقط في منطقة مفتوحة ولم يحدث اضرارا.

          وتجدر الاشارة الى أنه بخلاف احداث الماضي، فان روسيا لم ترد رسميا على هذا الحدث. يحتمل أن يكون سبب ذلك هو أن الامر وقع يوم الاحد وان الرد لا بد سيأتي. اما رئيس الوزراء فقد قال اثناء زيارته الى تشاد انه حتى حين يكون خارج البلاد فان السياسة لا تتغير.

          ومن هنا يمكن الاستنتاج بان الوضع سيبقى في هذه المرحلة مثلما هو: ايران ستواصل محاولة تثبيت تواجدها في سوريا، نقل الصواريخ الدقيقة أو عناصر الصواريخ وكذا الصواريخ المضادة للطائرات الى حزب الله، واسرائيل بالمقابل ستهاجم كي تحبط هذه المساعي. ولكن الى هذه المعادلة المعروفة والمتوقعة، قد يدخل متغير آخر – ردود بالنار واطلاقات صواريخ من الجيش السوري، الذي اخذت ثقته بنفسه تتعزز أكثر فأكثر.