قرار إغلاق مدارس "الأونروا" في القدس.. تحدٍّ للمؤسسة الدولية وإتمام لخطوات إفراغ القدس

الساعة 09:40 ص|20 يناير 2019

فلسطين اليوم

اجتماع سرّي لما يسمى بمجلس الأمن القومي" الإسرائيلي" في مكتب رئيس الحكومة "الإسرائيليّة"، بنيامين نتنياهو منذ عدة أسابيع ، يُفضي الليلة الماضية بقرار اغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس المحتلة، بدءًا من العام الدراسي المقبل وقد يكون القرار هو الأخطر منذ بداية العام الحالي في مواصلة لإتمام نصب الشباك لإنهاء الوجود المقدسي من القدس واتمام خطة ترامب.

ومن المتوقع أن تؤثر إجراءات الاحتلال على 1200 طالب في مدرستين للبنات وأخرى للبنين في شعفاط، وعلى 150 طالبًا وطالبة في مدرسة الوكالة الابتدائية في وادي الجوز، بالإضافة إلى مدرسة الوكالة الابتدائية للبنات في سلوان التي تضم حوالي 100 طالبة، ومدرستي الوكالة الابتدائية والثانوية للبنات في صور باهر اللتين تضمان نحو 350 طالبة.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كشفت وسائل إعلام" إسرائيليّة "عن مخطط بلدية الاحتلال "الإسرائيلي" في القدس، يهدف إلى سلب جميع صلاحيات الأونروا وإنهاء عملها وإغلاق جميع مؤسساتها في المدينة المحتلة، بما في ذلك المدارس والعيادات ومراكز الخدمات المعنية بالأطفال، بالإضافة إلى سحب تعريف شعفاط كـ"مخيم للاجئين" ومصادرة جميع الأرض المقام عليها المخيم.

قرار مقلق

سامي مشعشع الناطق باسم الاونروا قال ان المحاولات والنقاشات في المطابخ السياسية لا تزال متواصلة لإضعاف وجود "الاونروا" في القدس منذ عدة سنوات ، مشيراً الى ان الاونروا تنظر بقلق لمثل ذلك الإعلان رغم انه قد يكون مجرد نية ، ولكن لن نقبل بأي تجاوزات كون ان هناك اتفاقية دولية ملزمة بوجودنا ولابد من احترام دور الوكالة .

واكد ان  الوكالة لم تتلق أي بلاغ رسمي بخصوص النية "الإسرائيلية" بإغلاق مدارسها في مدينة القدس. مؤكدا أن "الأونروا" تعمل شرق القدس حسب تفويض الجمعية العامة وستواصل عملها في المدينة حسب ذات التفويض.

واشار إلى أن وجود وكالة "الأونروا" في القدس ليس منة من إسرائيل، وانما هو بقرار أممي دولي، وهناك اتفاقيات ثنائية ملزمة للجانب الإسرائيلي باحترام منشآت وولاية وحصانة الوكالة في القدس، إضافة إلى أن إسرائيل طرف في اتفاقية اللاجئين لعام 1946، وهي بهذه المحاولات تنتهك هذه الاتفاقية.

واوضح ان الاحتلال "الإسرائيلي" في القدس شن العام الماضي حملة محمومة ضد المناهج التعليمة في القدس ، ولكنه فشل ، إضافةً الى محاولات الدخول في خدماتنا ، ولكن هذه المحاولات  لم تنحج ايضاً

وأشار الى ان المقر الرئيسي للأونروا متواجد في القدس ويوجد داخله 500 موظف في القدس  ويواصلون أعمالهم وتقديم خدماتهم للمقدسين .

 

مخطط للتفريغ

سمير جبريل مدير التربية والتعليم في محافظة القدس أكد ان قرار الاحتلال بإغلاق كافة المؤسسات التعليمية للأونروا في القدس يأتي لتنفيذ مخطط لتفريغ المدينة المقدسية من أي رموز فلسطينية ، وخاصة ان هناك عدد كبير من اللاجئين فهو يسعى لإنهاء وجودهم  ووقف عمل المدارس وشل المدينة .

وقال جبريل في تصريحات خاصة ان الهجمة "الإسرائيلية" على التعليم ليست بجديدة في القدس ، حيث ان هجمته على التعليم والسكان الموجودين في المدينة تمارس منذ فترة طويلة ، ولكن الهجمة اشتدت منذ وعود الرئيس ترامب بتحويل القدس عاصمة لما يسمى ب"إسرائيل" سواء كان من خلال فرض المنهج "الإسرائيلي" لإلغاء الطابق الفلسطيني عنها .

وتابع ان تغيير المناهج المدرسية تم التراجع عنه من قبل الاحتلال وخاصة بعد الرفض الجماهيري لتلك الخطوة .

وبين ان عدة خطوات من اجل تقويض أي خطوات قادمة من الاحتلال من خلال الرفض الجماهيري والتمسك بحقهم في التعليم وخاصة في مدارس الأونروا ، اما الخطوات الأخرى ان  يكون هناك موقف من قبل وزارة التربية والتعليم لكشف الاحتلال وفضحه امام العالم ، بالإضافة الى دور الاعلام لتفعيل القضية.

خطط متدرجة لإنهاء الاونروا

ويأتي تلك الخطوات في أعقاب وقف المساعدات المالية الأميركية المقدمة للوكالة الأممية التي يعمل فيها آلاف الفلسطينيين وتوفر خدمات صحية وتعليمية، وتزود الغذاء معظم اللاجئين، وسط مساع أميركية "إسرائيلية" إلى تغيير تعريف اللاجئين الفلسطينيين، ليقتصر على الجيل الأول من اللاجئين الفلسطينيين الذين أخرجوا من بلداتهم الفلسطينية قسرًا عام 1948، دون الالتفات إلى الأجيال التالية التي أوصلت عدد اللاجئين إلى خمسة ملايين لاجئ في جميع أنحاء العالم.

وكان رئيس بلدية الاحتلال في القدس السابق، نير بركات، قد صرّح بداية أيلول/ سبتمبر الماضي، أنه سيعمل على طرد الأونروا من المدينة المحتلة، وعبّر عن ذلك في المؤتمر الذي عقدته "شركة الأخبار" حينها، زاعما أن "إزالة أونروا ستقلص التحريض والإرهاب".

وتسعى البلدية لنقل الخدمات والمؤسسات التي تقدمها الأونروا، للاجئين الفلسطينيين إلى يد ما وصفته القناة بـ"السيادة"، وبالتالي إلى سلطة بلدية الاحتلال بالقدس، على اعتبار أن "نهج الأونروا تجاه السكان كلاجئين يمنع نموهم ولم يعد ذا صلة، يجب وقف التعامل معهم كلاجئين، والنظر إليهم كسكان والعمل على إعادة تأهيلهم".

وستعرض الخطة التي صيغت بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، خلال المدّة القريبة المقبلة على الحكومة؛ التي من المتوقع أن تصدق عليها تلقائيًّا، إذ ستصدر وزارتا التعليم والصحة أوامر فورية بإغلاق جميع المؤسسات التابعة لـ"أونروا"، في حين سيستوعب الطلاب والمرضى في إطار المؤسسات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، وفق القناة.

وعلى المدى البعيد، ستصادر قوات الاحتلال جميع مباني "أونروا" في القدس، وتحوّلها إلى مبان تابعة للبلدية، في حين سيلغى التعريف الرسمي لمخيم شعفاط مخيما للاجئين، وستعمل سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" على مصادرة الأراضي المقام عليها لصالح الاحتلال، وفق المخطط.

ووفقًا لخطة بلدية الاحتلال؛ فلن تسلم مراكز الخدمات الاجتماعية التابعة للوكالة، بما في ذلك المراكز الطبية ومراكز خدمات الرفاه الاجتماعي وجميع البنى التحتية التابعة لها من مخطط الاحتلال، حيث سيتم وقفها وإغلاقها ومصادرتها تباعًا، بما في ذلك المركز الطبي في مخيم شعفاط، الذي يقدم خدمات لعشرات النساء والأطفال وخدمات للصحة النفسية والعناية بالأسنان، بالإضافة إلى عشرات المراكز الرياضية، ومركز خدمات للمرأة.

 

كلمات دلالية