البرد القارس ينخر عظامهم!!

الساعة 05:55 م|17 يناير 2019

فلسطين اليوم

تتجدد معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال في كل عام من فصل الشتاء، فالبرد القارص ومنع إدارة مصلحة السجون إدخال الأغطية والملابس الشتوية يفاقم من حالتهم الصحية والنفسية والجسدية، لاسيما تزايد انتشار فيروس الانفلونزا بين الأسرى في السجون.

وتتعمد سلطات الاحتلال اتباع إجراءات مجحفة تَزيد من معاناة الأسرى، كاقتحام الأقسام ليلًا، وإجبار الأسرى على الجلوس في ساحات السجن لساعات طويلة بزعم تفتيش الغرف، وعقابهم بالحرمان من المياه الساخنة للاستحمام.

مدير دائرة الإعلام في مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر صالح، قال، إن ثلثي الأسرى في سجون الاحتلال التي تقع جنوب الأراضي المحتلة يتضررون بشكل كبير من فصل الشتاء، خاصة في سجن نفحة والسبع وايشل والنقب.

"انتشار الأمراض"

وأضاف صالح لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: "الاحتلال يحاول التضييق على حياة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون بمنع الملابس والأغطية الشتوية على مدار العام"، مشيراً إلى هناك بعض الأسرى يمنعهم الاحتلال من حق الزيارة على مدار العام ولا يسمح بدخول أي شيء لهم.

وأوضّح أن إدارة مصلحة السجون تتعمد الإهمال الطبي بحق الأسرى في فصل الشتاء لاستشراء الأمراض بين الأسرى، لافتاً أن الاحتلال يكتفي بإعطاء مسكنات خفيفة المفعول ولا تفي لعلاجهم.

وأكد صالح، أن الأسرى في سجن الرملة يموتون مئة مرة في اليوم نتيجة عدم العلاج اللازم والفحص الدوري لهم، وعدم وجود طبيب مختص لدى الأسرى والأسيرات، وتعمّد تأخير إجراء العمليات الجراحية، الأمر الذي أدى لارتقاء أكثر من 60 شهيداً جراء الإهمال الطبي.

"سياسة مبرمجة"

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، ينتهج سياسات مبرمجة ضد الأسرى الفلسطينيين يهدف من خلالها لقتل رمزية الأسرى وقتل روح المقاومة لدى أبناء شعبنا الفلسطيني ومحاولة التأثير على الأسرى نفسياً وجسدياً، مثمناً دور الأسرى الأبطال لدفاعهم عن عزة وكرامة شعبنا ومقدساته.

وشدّد صالح على ضرورة كشف وتعرية انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين ومخاطبة الجهات المختصة وحقوق الانسان، مطالباً فصائل العمل الوطني والإسلامي بجعل قضية الأسرى على سلم الأولويات حتى تحرير كافة الأسرى.

وفي السياق، أكد مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، أن أحوال الأسرى في سجون الإسرائيلية صعبة وسيئة جداً لحاجتهم الماسة إلى الأغطية والملابس الشتوية، مبيناً أن الاحتلال يتعمد منع زيارة أهالي الأسرى ويرفض إدخال ما يجلبه الأهالي لأبنائهم في حال السماح بزيارتهم.

"اعتقالات يومية"

وأوضّح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاعتقالات اليومية لقوات الاحتلال تزيد معاناة الأسرى جراء تكدّس المعتقلين داخل الغرف، مشيراً إلى أن الأسرى يتضامنون مع الجدد ويمنحونهم ممتلكاتهم الخاصة من أغطية شتوية وغيرها، مبيناً أن يشكّل عبئاً على الأسرى المعتقلين ويؤثر على صحتهم.

وتابع: الاحتلال يرفض تغطية الأبواب المفتوحة "المغطاة بالشباك الحديدية" في المنخفضات الجوية بحجة أن ذلك مخالف للقانون والأمن، كما أن السجون تكثر فيها الأمراض وتنتشر العدوى بين الأسرى في ظل المنخفضات بالشتاء، مبينا ان الاحتلال يقوم بصرف  دواء "الأكامول" والذي لا يكفي لعلاج ما يصاب به الأسرى.

وطالب حمدونة، الجهات الحقوقية وخاصة الصليب الأحمر الدولي التحرك بشكل عاجل لتأمين زيارات الأهالي لذويهم الأسرى بشكل عام والسماح لهم بإدخال الأغطية والملابس الشتوية لأبنائهم. حسب ما جاء في المادة (85) من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12آب/أغسطس 1949.

"سجون الجنوب"

على الصعيد ذاته، حذّر مركز أسرى فلسطين للدراسات من تداعيات المنخفضات الجوية المتكررة على حياة الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة الأسرى القابعين في سجون الجنوب، والتي تضاعف من معاناتهم وتعرضهم للخطر الشديد.

واوضح الباحث رياض الاشقر الناطق الإعلامي للمركز ان المنخفضات الجوية لها تأثيرا سلبيا على أوضاع الأسرى، حيث أن غالبية السجون غير مهيأة بشكل يوفر الحماية للأسرى من البرد والرياح الشديدة والمطر الغزير، الذي يصاحب المنخفضات ويستمر لأيام، وخاصة السجون التي تقع في صحراء النقب، وقد تتسرب الأمطار من الشبابيك غير المغلقة بشكل جيد، أو من شقوق في أسقف الغرف وخاصة في السجون التي أنشأت منذ عشرات السنين.

وأضاف الأشقر ان الأسرى يفتقرون الى الاغطية والملابس الشتوية والتي ترفض ادارة السجون توفيرها او حتى ادخالها عبر الاهل والمؤسسات، وقد فاقمها استمرار عمليات الاعتقال ودخول اعداد جديدة من الاسرى للسجون، حيث يضطرون الى تقاسم الملابس والأغطية الموجودة في السجون، ما يحدث نقصاً كبيراً فيها، وبالتالي لا تكفى حاجة الأسرى.

وأشار الأشقر الى أن الأسرى نتيجة هذه الظروف القاسية معرضون الى الإصابة بالأمراض الكثيرة والمتنوعة التي يسببها البرد والرطوبة، والتي تلازمهم سنوات بعد رحيل الشتاء، ويتعمد الاحتلال عدم تقديم علاج مناسب لهم، من اجل فرض مزيد من التنكيل بهم، وتركهم عرضة للأمراض تنهش في اجسادهم الضعيفة بفعل الظروف السيئة في السجون.

ويلفت إلى أن إدارة سجون الاحتلال تحاول بشكل مستمر خاصة في فصل الشتاء مضايقة الأسرى وتفتيشهم بشكل عار ونقلهم من سجن لآخر، بالإضافة إلى اقتحام غرفهم ونقلهم في سيارة "البوسطة" وعزلهم بغرفة الانتظار لساعات بملابس خفيفة حتى انتهاء عمليات التفتيش التي تستمر لنحو سبع ساعات ما يجعلهم عرضة للمرض.

وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال نحو 6500 أسير، بينهم 50 أسيرة، منهن 19 مريضة، في حين يعاني 25 أسيرًا من مرض السرطان من أصل 1200 أسير مريض مصابين بأمراض مختلفة.

كلمات دلالية