بالصور هل مقابر المسلمين في غزة أصبحت "خرابة"؟

الساعة 04:14 م|17 يناير 2019

فلسطين اليوم

في الساعة الثالثة مساءً توجه المواطن "جعفر" إلى المقبرة القريبة من منزله وسط حي الشجاعية لزيارة قبر والده، وأثناء مروره داخل المقبرة تفاجأ بالحالة السيئة المترهلة التي أصابت بعض القبور لأسباب مختلفة ودون أدنى مراعاة لحرمة وكرامة الميت.

"نبشٌ للقبور، وأطفال يحرقون النحاس، وحيوانات تتجول بين القبور، وأناس يوسعون منازلهم على حساب الموتى، وأجزاء من القبور تنهار" هذه مشاهدٌ مؤلمة من مقبرة التركمان وسط حي الشجاعية، فتحت باب التساؤل من جديد عن دور وزارة الأوقاف في توفير الحماية للموتى.

فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "كسر عظم الميت ككسر عظمه حياً" ومن هنا لا بد من التأكيد على حرمة الميت وضرورة صون كرامته وتذكير وزارة الأوقاف بدورها المنوط منها في توفير الحماية لهم بطرق ووسائل مختلفة.

المواطن "جعفر" أكد لمراسلنا أن ما شاهده في المقبرة جعله يخشى كثيراً على قبر والده المتوفى منذ أكثر من 7 سنوات، مشيراً إلى عدم وجود حارس لحماية المقبرة وتذكير المارة بحرمة وعظمة وكرامة الميت.

وقال: "كثيرٌ من الأيام عند زيارة والدي أجد المقبرة نظيفة؛ لكن لم أشاهد من قبل انهيار أجزاء من القبور كما يحدث اليوم، إضافة إلى وجود بعض مخلفات الحيوانات على القبور، هذه مصيبة!".

ودعا المواطن "جعفر" الجهات المختصة إلى "توفير حُراس للمقبرة على مدار الساعة صباحاً ومساءً لأن الميت له حقوق ويجب أن نصون تلك الحقوق والحرمات".

وتشرف وزارة الأوقاف على 61 مقبرة في قطاع غزة، بعضها مغلقة نظراً لامتلائها وعدم وجود مساحات مخصصة لدفن الموتى.

مدير وزارة الأوقاف في مدينة غزة منذر الغماري نفى وجود ظاهرة لنبش القبور في قطاع غزة، مستدركاً بالقول: "هناك بعض الحالات الفردية ونلاحق من يرتكبها على الفور وخاصة رعاة الحيوانات".

وأشار الغماري لـ"فلسطين اليوم" إلى أن الإشكالية التي تواجه وزارة الأوقاف في مقبرة (السويسي) في حي الشجاعية هو عدم احاطتها بسور يمنع الناس من دفن موتاهم فيها-يدفنون موتاهم رغماً عن الوزارة والحكومة-، إضافة إلى أن بعض المواطنين يتخذون من المقبرة مسكناً لهم، وهذا يشكل أكبر عقبة في طريق المحافظة على المقبرة".

وكشف أن بعض المواطنين يتوسعون في المقابر ويتجاوزون القانون ويعتدون على حرمة الميت؛ لكن نحن كوزارة أوقاف لا نستطيع طرد المواطنين مطلقاً خارج المقبرة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية والمأساوية التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة، داعياً الحكومة لتوفير منازل لهؤلاء للمواطنين.

وفيما يتعلق بمكب النفايات على سور المقبرة قال الغماري: "خاطبنا البلدية أكثر من مرة لنقل مكب النفايات لكن دون استجابة منها، معللاً السبب وفقاً لقوله إلى عدم وجود أماكن في حي الشجاعية يحتوي مكب النفايات.

وشدد على أن الوزارة تقوم بمتابعة حثيثة ومتواصلة لحماية المقابر بشكل عام، ومقابر داخل البلد بشكل خاص من خلال توفير حراسة دائمة، وعمال للتنظيف وصيانة القبور، لافتاً إلى أن وزارته تتواصل مع الجهات المختصة في وزارة العمل لتوفير عدد 40 عاملاً بهدف تنظيف وصيانة المقابر.

وأشار الغماري، إلى وجود مخطط لدى وزارته يهدف إلى هدم المقابر وسط البلد وتحويلها إلى مدارس ومؤسسات يستفيد منها المواطنين، مستدركاً بالقول: "تنفيذ المخطط يحتاج إلى عدد من النقاط الهامة والتي منها اغلاق المقبرة بسور اسمنتي، وعدم الدفن فيها مطلقاً لمدة 40 عاماً"، وهذا الأمر يحتاج إلى توعية الناس وتثقيفهم لعدم الدفن في المقابر داخل البلد".

عميد كلية الشريعة والقانون سابقًا في الجامعة الإسلامية د. ماهر السوسي قال: "المال السايب يعلم الحرامي السرقة".

وأكد السوسي لـ"فلسطين اليوم"، أن ما تشهده مقابر المسلمين من انتهاكات واضحة بحق بعض الموتى يستوجب تنفيذ العقوبة ضد المعتدي، قائلاً: "الميت في الإسلام كالحي له حقوقه وحرماته، وأهم حقوق الميت عدم نبش قبره وعدم الاعتداء على مكان دفنه".

وأشار إلى أن المعتدي حكمه في الإسلام (عاصي) ويجب أن يعاقب وفق الشريعة الإسلامية، وكما يراه القاضي مناسباً، مستعيناً بقوله صلى الله عليه وسلم (كسر عظم الميت ككسره حياً).

انتهاك القبور يجري دون أدنى مراعاة لحرمة الأموات ما يتطلب اتخاذ قرارات ومواقف جادة لحماية هذه المقابر من الجهات المختصة وتحديداً وزارة الأوقاف.

1
2
3
4
5
6
مقبرة-الشجاعية
 

كلمات دلالية