تقرير إلغاء الواجبات الدراسية البيتية حتى الصف الرابع .. قرار يثير الجدل !!

الساعة 11:12 ص|16 يناير 2019

فلسطين اليوم

أثار قرار إلغاء الواجبات المدرسية التي أصدرها وزير التربية والتعليم صبري صيدم ، للطلاب من الصف الأول حتى الرابع الأساسي، ضجةً كبيرةً بين أهالي الطلاب رفضاً للقرار واعتباره منافياً للطرق التربوية السلمية، وإحدى طرق تجهيل الطلاب، خاصة أن قرار إلغاء الامتحانات يمثل بالنسبة للأهالي حتى اللحظة قرراً غير مرضي.

وكانت لجنة التربية والتعليم العالي، قد أصدرت قراراً بإلغاء الواجبات الدراسية البيتية لطلبة المرحلة الأساسية الدنيا للصفوف من (1-4)، والتقليل من تلك الواجبات لصفوف المرحلة الأساسية العليا من (5-9)، وذلك ابتداءً من الفصل الدراسي الثاني المقبل.

كما قرّرت اللجنة خلال اجتماعها برئاسة الوزير صبري صيدم، التركيز على الاهتمام بملف الإنجاز للمرحلة الثانوية للصفوف من (10-12)، والعمل على تشجيع التعلم بالمشاريع، اعتباراً من العام الدراسي المقبل 2019-2020، بما يشمل البدء في إلزامية العمل بملفات الإنجاز للطلبة ابتداءً بالصف العاشر .

تبرير الوزارة

وبررت الوزارة، أن هذا القرار يأتي انطلاقاً من أهمية إعطاء الفرصة لطلبة المرحلة الأساسية الدنيا لتعزيز تفاعلهم الاجتماعي والحرص على نموهم الشمولي، من خلال تشجيعهم على ممارسة النشاطات الثقافية والرياضية والعلمية وانخراطهم في النشاطات الاجتماعية في فترة ما بعد الدوام المدرسي.

وأضافت "التربية"، أن ذلك سيتم ضمن سياستها التي تسعى لتعزيز الاهتمام بالنشاطات اللامنهجية والمهارات النوعية لدى الطلبة، مؤكدةً أهمية دور المدرسة في هذا السياق.

وكانت "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" اتصلت بوزارة التربية والتعليم بغزة لمعرفة تفاصيل القرار الا انه لم تصدر تعقيباً بشأن قرار إلغاء الواجبات المدرسية حتى اللحظة ، كون ان القرار لم يصلها بشكل رسمي وبعد ، وان الموقف لن يصدر حتى يتم استيضاح الامر من وزارة التربية والتعليم برام الله  .

بحاجة للتوضيح

ومن جانبه قال المختص التربوي الأستاذ محمد الحطاب ان قرار وزارة التربية والتعليم بإلغاء الواجبات او الأعمال البيتيه للطلبة في الصفوف من الصف الأول حتى الرابع  الأساسي و التقليل من تلك الواجبات للصفوف الأساسية العليا  جاء بشكل مفاجئ وبدون مقدمات وشكل نوعا من الصدمة لبعض الأمهات.

واعتبر الخطاب لـ"فلسطين اليوم" انه بالرغم من الضجة على القرار الى انه قرار جيد خصوصاً انه يشمل الصفوف الأساسية الأولى ولكن القرار بحاجة لتوضيح أهدافه للأهالي بشكل خاص وتدريب المعلمين على إيجاد بديل.

وقال ان القرار في حال تطبيقه بالشكل التربوي السليم من المدرسة والبيت سيأتي بآثار إيجابية على الطفل.

واقترح الحطاب مضاعفة حصص الرياضة والأنشطة اللامنهجية في المدرسة حتى تصبح المدرسة المكان المفضل للطفل لتكون العملية التربوية قد اكتملت .

فروقات بحاجة للدراسة

ومن جانبه اعتبر أكرم رضوان، محاصر في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة في تعليقه  على قرار الوزير د. صبري صيدم اليوم بإلغاء الواجبات الدراسية البيتية لطلبة المرحلة الأساسية الدنيا للصفوف من (1-4)، بأن نقل أي تجربة مطبقة في دول غربية أو آسيوية في ظروف وبيئة مختلفة لا يعني نجاحها في بلدنا، صحيح هناك العديد من الدول قد ألغت الواجبات البيتية لطلاب المدارس، وذلك لأن المدرسة تكون قد غطت كل ما يحتاجه الطالب من الناحية التعليمية.

وأشار الى بعض الفروقات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار:
- عدد الساعات الذي يقضيها الطالب في المدرسة طويلة تمتد الى ما بعد الظهر (حتى الثالثة أوالرابعة عصراً أحيانا)، في حين أنها أقل بكثير في حالتنا، وكذلك وقت الذهاب والعودة من والى المدرسة في بعض الدول قد يصل لساعات.
- عدد الطلاب الفصل في بلادنا يصل الى 45 مما يرهق المعلم ويضعف تركيز الطالب، في حين أن العدد الأنسب لطلاب الفصل هو عشرون (وهو المعيار العالمي).
- الثقافة المنتشرة لدينا، أن أبناءنا لا يدرسون في البيت ولا نستطيع اقناعهم بالدراسة إلا في حال وجود واجبات أو امتحانات ! وغير هيك يكون الرد ماذ اعلينا ان ندرس .
- اسلوب التدريس لدينا يعتمد على التلقين ويركز على الجانب النظري، في حين عند الغرب دور المعلم هو مُيسّر وليس مُفهّم أو مُلقّن للطالب.

 

وجدد تأكيده على الى أن الواجبات المنزلية لها أهمية في تعزيز عملية التعلم وتثبت المعلومات التي تعطى للطالب في المدرسة، وتتيح للطلبة الضعاف وسيلة تقوية وتشجعهم على الاعتماد على النفس.، موضحاً كل ما سبق لا يعني أن منظومة التعليم في بلادنا لا تحتاج الى تطوير وإصلاح، بل هناك الكثير من الممكن عمله في هذا المجال"

ردود الأهالي

ولكن أهالي الطلاب كان لهم  رأياً آخراً، حيث قالت لينا زيادة في تعقيبها على القرار " كل يوم بنزل قرار أقوى من اللي قبلوا في سبيل تجهيل وتدمير الأجيال هم بفكروا نجاح اولادنا من جهودهم الجبارة بالعكس فالأم هي  التي تتعب ليل ونهار وتشرح وبتعلم واذا ما فعلت ذلك فسيضيعوا ، وتابعت المعلم امامه شرح الدرس فقط ومن فهم فقد فهم والباقي حر.

واعتبرت احدى أمهات الطلاب ان قرار وزارة التربية والتعليم  فاشل بإمتياز ، وقالت ام عثمان جوابره : "بلاها المدرسة مادام الحياه بالأخر طلعت هيا الي بتعلم.. القرار فاشل جدا"  .

بالرغم من اجماع الردود على رفض القرار ولكن هناك من أهالي الطلبة ، من اعتبره إيجابي اذا ما تحويل القرار بالتخفيف من الواجبات ، وليس الغائها بشكل نهائي ، في حين اعتبر آخرين ان تبرير الوزارة للقرار لتشجيع التعليم بالمشاريع  ، مرفوض كون ان الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع لن تسمح للأهالي بالقيام المشاريع التي تتحدث عنها الوزارة .

ويبقى القرار المثار للجدل ، قيد الدراسة من قبل وزارة التربية والتعلية بغزة وعدم خروج موقف من الاونروا حتى اللحظة ، ليبقى الباب مفتوحاً للوصول لقرار يرضي الأهالي والطالب بالدرجة الأولى0

كلمات دلالية