وهم السيادة الذي تبدد

خاص اقتحامات الاحتلال لرام الله تثير غضب وسخرية الفلسطينيين

الساعة 09:34 م|13 يناير 2019

فلسطين اليوم

منذ أكثر من أسبوع، تقتحم قوات الاحتلال مدينة رام الله، وتنتشر الجيبات العسكرية والجنود في شوارعها متنقلة من حي إلى أخر، وتركزت في كثير من الأوقات حول مقرات الأمنية الفلسطينية، ووصلت أكثر من مرة إلى مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة الملاصقة.

هذه الصورة التي باتت تتكرر كل يوم وتنقلها وسائل الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم خلقت حالة من الغضب من جهة، والسخرية من جهة أخر، على وهم السيادة والدولة التي تحاول السلطة ترسيخها، وعلى عدم وجود مقاومة على الأرض لهذا الاقتحام بالرغم من وجود الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تصرف السلطة عليه أكثر من ثلث ميزانيتها، داخل مقراتها.

ونشر المئات من نشطاء التواصل الاجتماعي صور الجيبات التي تواجدت وسط رام الله، مع عبارات السخرية والاستهجان، ومنشورات تتهكم على استباحة المدينة التي عملت السلطة على مدار سنوات لتحويلها لمكان معزول عن واقع الاحتلال اليومي للقرى والمدن الأخرى.

وبدأت سلسلة الاقتحامات منذ الخامس من شهر كانون أول- يناير الفائت بعد اقتحام واسع لقوات الاحتلال لمناطق واسعة من مدينتي رام الله والبيرة، لمصادرة كاميرات المراقبة بحثا عن منفذ عملية إطلاق النار على حافلة نقل مستوطنين بالقرب من بيت إيل شمال البيرة، أصيب خلالها سائق الحافلة بجراح.

وبالعادة، يبدأ اقتحام ظهر أو عصر اليوم، كما اليوم الأحد، حيث اقتحمت جيبات مناطق البالوع ووصلت إلى مناطق عين منجد والإرسال، ويستمر لساعات متأخرة من الليل، وهو ما اعتبره النشطاء أنه إمعان في استباحة السيادة الفلسطينية.

ومن منشورات التي رافقتها صورة لأكثر من سبعة جيبات صفت خلف بعضها في منطقة حي "الماسيون" (جند فاشيون...احتلوا الماسيون...في إم الشرايط ...صاروا يمرحون...يتساءلون ... يتهامسون... اتفاقيات أوسلو ...أين ستكون ؟؟...الجنود حائرون...متى ستحردون ؟؟).

وربطت بعض المنشورات بين عجز السلطة في الحفاظ على صورتها وبين استقواء الأجهزة الأمنية على الفلسطينيين، والإجراءات التي اتخذتها السلطة ضد القطاع، فكان أحد المنشورات التي نشرت على الفيس بووك "من أراد قطع الهواء عن غزة عليه ألا يسمح للجيب الإسرائيلي بقطع الإشارة الحمراء الماسيون".

فيما ذهب أخرون إلى مقارنة ما تواجهه قوات الاحتلال خلال اقتحامها لقرى صغيرة مثل "كوبر" التي شهدت في الشهر الأخير مواجهات عنيفة خلال تصدي أهالي القرية للاقتحامات ومواجهات عنيفة، جعلت الاحتلال يتأهب بأعداد كبيرة خلال الاقتحام، وبين العدد المحدود للجنود الذين يقتحمون رام الله، المدينة الأبرز في الضفة الغربية، ورمز السلطة.

" المشكلة ليست في اقتحام رام الله والبيرة وبيتونيا (المدن الثلاث المتشابكة) بشكل شبه يومي، فهو يقتحم أيضا نابلس وجنين وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية. المشكلة في ثقة الجندي بأنه سيخرج سالماً! وفي ثقة الجيب العسكري بأن أقسى ما سيتعرض له هو رشقات متفرقة من الحجارة الصغيرة.. في أماكن أخرى قريبة جداً، تجمعات سكانية صغيرة للغاية (تعد ما بين ألف إلى خمسة آلاف مواطن فقط) كوبر، النبي صالح، أبو شخيدم، دير نظام، بيت ريما، مثلاً، هناك لا ثقة للجندي أو الجيب العسكري بأن الأمور ستمر على ما يرام".

كلمات دلالية