القطاع ورقة رابحة للانتخابات "الإسرائيلية"

غزة أمام مفترق طرق..ضبابية بشأن معبر رفح وتلاعب في "الأموال القطرية" وضربات ليلية

الساعة 01:14 م|13 يناير 2019

فلسطين اليوم

تحاول "إسرائيل" خلال الأيام الحالية جر قطاع غزة، إلى سيناريو تم اخماده سابقاً بعد تدخل وسطات مصرية وقطرية، ومعالجة الأمور بتعهدات سياسية، ومالية واقتصادية ، تم البدء بتطبيق بعض منها، مع إصرار الفصائل على عدم إيقاف مسيرات العودة الا بتطبيق كافة التعهدات ورفع الحصار كاملاً على غزة .

مماطلة الاحتلال المستمرة ، في تطبيق تفاهمات ما تم الاتفاق عليه وخاصة في إدخال الأموال القطرية ، ومواصلة استهداف المشاركين في مسيرات العودة  والضربات الجوية الاسرائيلية الليلية لعدد من المواقع بحجة اطلاق الصواريخ كانت احد الأسباب التي فجرت الأمور مؤخراً ، ولكن التحريض المستمر من قبل قادة السلطة للتضيق على القطاع ، وسحب الموظفين من معبر رفح لخنق القطاع مجدداً كانت الشرارة التي اطلقتها .

الشرارة

الوفد المصري في رام الله منذ أمس السبت ولم ترشح حتى اللحظة أي معلومات بشأن فتح معبر رفح وخاصة ان مصادر أمنية مصرية، اكدت أن إدارة معبر رفح تترقب وصول إخطار رسمي، لها منذ مساء أمس السبت، من السلطات المصرية، لتحديد مصير فتح المعبر بالاتجاهين، بناء على ما ستنجم عنه المباحثات التي يجريها الوفد الامني المصري في رام الله وغزة.

وأفادت المصادر، أن الجانب المصري لازال ينتظر رد السلطة الفلسطينية، في أعقاب جهود بذلها الوفد الأمني خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية، مع السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في قطاع غزة، لإعادة موظفي السلطة لمعبر رفح بعد مناقشة نقاط الخلاف بين الحركتين.

وأضافت المصادر أنه في حال وافقت السلطات الفلسطينية على عودة موظفيها إلى معبر رفح فإنه سيسنى لمصر اصدار قرار بمواصلة فتح المعبر بالاتجاهين، بدلا من عبور المسافرين باتجاه واحد من مصر لقطاع غزة.

وشهد معبر رفح حركة عبور من اتجاه واحد خلال ايام الثلاثاء والاربعاء والخميس من الأسبوع الأخير، بسبب انسحاب موظفي السلطة الفلسطينية من معبر رفح وتسليم ادارة المعبر لحركة حماس، ما دعا مصر لوقف حركة العبور من قطاع غزة للجانب المصري مؤقتا لحين انهاء الخلاف الجاري بين الحركتين.

احتمالين

تحاول "إسرائيل" اللعب على وتر أموال المنحة القطرية ، وتهديد بنيامين نتياهو رئيس وزراء الاحتلال بمنع إدخال أموال المنحة القطرية الأسبوع الجاري وربطها بصواريخ تم اطلاقها مؤخراً من غزة ، وربط ادخال الأموال بهدوء الأوضاع في قطاع .

من جانبه اعتبر المحلل في الشؤون الإسرائيلية عاهد فروانة بشأن توتر الأوضاع في قطاع غزة ، ان الأوضاع في قطاع غزة امام احتمالين لا ثالث لهما ، أولهما ان الاحتلال "الإسرائيلي" يسعى من خلال عدم تحويل الأموال القطرية لقطاع غزة تضاعف الفعاليات على الحدود ومنها وقوع عدد كبير من الشهداء مما يؤدي الي تغير قواعد الإشتباك واضطرار المقاومة للعودة لموجة تصعيد آخر.

وقال فروانة لمراسلنا ان الإحتمال الثاني له علاقة بالانتخابات "الإسرائيلية" فعندما يقوم بتحويل الأموال فإن نتياهو قد يخسر بعض الأصوات وخاصة في ظل الحملة التي يقودها ليبرمان بأن نتنياهو متساهل واذا حول الأموال سيكون ، هناك انتقادات ، فهو يحاول جلب اكبر فائدة بقرار منع تحويل الأموال.

وبين ان الأوضاع الأمنية هشة ولغة التهديد أفضل بالنسبة لنتنياهو وخاصة في معركته الانتخابية حتى لو تطلب ذلك ان يشن نوع من الضربات والتصعيد التي قد تعيد له نوع من الهيبة .

واعتبر فروانة ان الفلسطينيين امام ثلاثة قرارات حساسة قبيل الانتخابات فقرار تحويل الأموال يشكل قلقاً كبيراً على نتنياهو ، فهو لا يريد ان يصدر أي قرار يفقد اصواته في الانتخابات .

قالت مصادر صحفية "إسرائيلية" ان حكومة الاحتلال ستناقش اليوم مصير الدفعة الثالثة من المنحة القطرية، والتي منعت تحويلها لقطاع غزة قبل أيام.

وأشار الموقع والا" العبري إلى أن "على إسرائيل أن تأخذ في حسبانها خلال اتخاذ القرار سيناريوهين أساسيين: أولاهما أن "حماس تنظر بعين الغضب لتأخر إدخال الأموال التي تتيح لسكان القطاع إبقاء رؤوسهم فوق الماء، على الرغم من الوضع الاقتصادي، وبالتالي ستترك الحركة الأمور على الغارب وتسمح بتصعيد التظاهرات وإطلاق الصواريخ، ما قد يجر الجانبين إلى توتر لا يُعرف كيف سينتهي".

أما السيناريو الآخر، وفق الموقع، فهو "إعطاء المستوى السياسي الضوء الأخضر لتحويل الأموال، وبالتالي سيسلّم بالواقع القائم على الحدود، ما سيجر خلفه موجة من الانتقادات الحادة تجاه الحكومة من الجمهور الإسرائيلي".

ولفت الموقع إلى أن "الحكومة لا تبحث عن سبيل للاصطدام مع حماس، ولا تنوي المس بالوقود القطري المدخل لمحطة توليد الكهرباء في القطاع، لأنه يبدو مقدسًا"، على حد تعبيره.

وتبقى الاوضاع في قطاع غزة، مهددة بالإنفجار في ظل مماطلة "إسرائيل" في ادخال الأموال القطرية وضبابية الموقف بالنسبة لمعبر رفح حتى اللحظة .

 

 

 

كلمات دلالية