تقرير رفح: من يُعيد رائحة ورد القرنفل للشاب "محمد حجازي" ..؟

الساعة 12:01 م|13 يناير 2019

فلسطين اليوم

لم تعد رائحة القرنفل الجميلة تفوح في الأرض التي اعتاد أن يزرعها الشاب محمد حجازي من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن تكبد خسائر جمة في عمله في زراعة الورود التي طالما كانت مصدر رزقه لسنوات طوال.

حجازي، البالغ من العمر (31 عاماً) متزوج ولديه ثلاثة أطفال، تكبد خسائر جمة في زراعة القرنفل في مدينته، ولم يعد قادراً على زراعته، بعد أن خسر في زراعته التي كان يعتاش منها.

حجازي، كان أحد ضحايا الحصار "الإسرائيلي" الخانق على قطاع غزة، وإغلاق المعابر قبل عدة سنوات، فضلاً عن قلة توفير الدعم اللازم من قبل الجهات المسؤولة.

ويعاني قطاع غزة أوضاعاً اقتصادية صعبة، نتيجة الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، مما أدى إلى تراجع معدلات النمو وتصاعد معدلات الفقر والبطالة وقلة فرص العمل.

بدأت حكاية المزارع حجازي كما أوضح لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، عندما بدأت المعابر بالإغلاق بشكل تدريجي إمعاناً للحصار الخانق على قطاع غزة، منذ عدة سنوات، وقلة الاقبال على شراء الورود نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة لسكان قطاع غزة.

وأوضح حجازي، أن المزارعين سابقاً كانوا يعتمدون على تصدير الورود للخارج، حيث كانت هولندا تستقبل ورودهم وكانوا يعتاشون على ذلك، ويغطون كافة مصاريف زراعة الورود وتشتيلها.

وأضاف، بعد إغلاق المعابر في وجه التصدير للخارج، وخصوصا من قبل الاحتلال تكبد المزارعون خسائر حيث أدى ذلك لتلف الورود وفسادها، فتكيد المزارعون الخسائر وتحملوا الديون المتراكمة عليهم، ولم يستطيعوا تسديدها.

ونوه حجازي، إلى أن المزارعين كانوا يكسبون من عملهم خاصةً في المواسم، كالأعياد والمناسبات خاصةً عيد الحب وعيد الأم ورأس السنة، الأمر الذي يدفعه لمطالبة وزارة الزراعة بالاهتمام بالمزارعين ودعمهم للعودة لعملهم.

ونتيجة لهذا الوضع، يوضح حجازي أنه تكبد خسائر وديون بسبب هذه الأوضاع، مشيراً إلى أن العودة للزراعة صعب خاصةً أن الأرض تحتاج لتجديد التشتيل وهو غالي الثمن، منوهاً إلى وجود ديون عليه لإحدى الجمعيات التي كانت تساعدهم في الشتل.

ونوه حجازي إلى أنه طرق باب الجهات الرسمية التي لم تقم بمساعدته بحجة عدم وجود مشاريع الآن للمزارعين، داعياً لضرورة العمل على دعم المزارعين في مشروع يعيد شتات أوضاعهم المالية والإنسانية.

ودعا حجازي الجهات الرسمية الفلسطينية، لدعم المزارع الفلسطيني، خاصة زراعة الورود، لكي يعود لعمله، والعودة للزمن الذهبي للورود، بدلاً من استيراد الورود، حيث كانت فلسطين من أوائل الدول المصدرة للزهور.

يُشار إلى أن زراعة الزهور في فلسطين عرفت منذ القدم، إلا أنها اقتصرت على الزراعة المنزلية، وفي الحدائق العامة؛ أما زراعة الزهور لأغراض تجارية، فقد عرفت في قطاع غزة على وجه الخصوص عام 1991، واتسع نطاقها في عام 1998؛ إذ وصلت إلى أكثر من 100 مشروع على ما مساحته نحو ألف ومئتي دونم، معظمها يتركز في بيت لاهيا في أقصى الشمال، وكذلك في رفح أقصى الجنوب.

وقد تراجعت زراعة الزهور بعد عام 2000؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإغلاق المعابر أمام عمليات التصدير أو تعقيدها، بالإضافة إلى عمليات تجريف وقصف الأراضي الزراعية؛ ما أدى إلى خسائر فادحة مني بها لمزارع الفلسطيني؛ أدت إلى تحوله عن زراعة الزهور، لتتقلص المساحة المزروعة من 1200 دونم إلى 180 دونمًا؛ أي ما نسبته 6.5 % من حجمها الكلي، معظمها انحصر في محافظة رفح جنوب القطاع.

ورود محمد حجازي
ورود محمد حجازي1
ورود محمد حجازي2
ورود محمد حجازي3
ورود محمد حجازي4
ورود محمد حجازي5
ورود محمد حجازي7
ورود محمد حجازي6
 

 

كلمات دلالية