فوبيا بيبي - هآرتس

الساعة 02:04 م|10 يناير 2019

بقلم: جدعون ليفي

 

(المضمون: الغضب المقدس الموجه ضد نتنياهو فيه تعطش للدم وشهوة للانتقام. وكل اللامبالاة العامة والرضى عن النفس والعمى والصمت التي اظهرها الجمهور ازاء جرائم اكثر خطورة يتم تفريغها في كراهية نتنياهو - المصدر).

 

المرض ينتشر واعراضه تشتد مثل فوبيات اخرى، ايضا هذه الفوبيا مصدرها هو الواقع، هذا المرض تتم مفاقمته بالمخاوف التي تتحول الى كراهية وشيطنة ونزع الانسانية. فوبيا بيبي، مثل اسلاموفوبيا وهوموفوبيا واللاسامية، لكن بصورة شخصية، شخصية جدا. بنيامين نتنياهو هو رئيس حكومة سيء لاسرائيل، مثل اغلبية أسلافه. فوبيا بيبي حولته الى مسخ، عندما يبدأ المرض لا يكون أي احتمال امام المصابين بالشفاء، نصف الدولة. كل ما فعله وكل ما يفعله وكل ما سيفعله، هو مرفوض. سواء تحدث أم صمت. سواء سافر الى الخارج أو بقي في البلاد، سواء صنع السلام أو أشعل الحرب – حكمه هو واحد. ليس هناك اعتبارات موضوعية. المتلازمة تمس بقدرة الحكم وقياس الواقع.

 

مثال: رئيس الحكومة يعلن عن تصريح دراماتيكي سيطرحه هذا المساء. وسائل الاعلام حرة في تجاهل ذلك، لكنها تختار تضخيم الأمر. نقاشات وتخمينات وبث حي ونسبة مشاهدة مرتفعة جدا، كما يرغبون. نتنياهو يظهر ويحاول طرح عدد من الادعاءات الموضوعية، لا الدرامية كما وعد، لكن ادعاءات يحق له أن يطرحها – والجوقة تنفجر غضبا. كيف تجرأ على ذلك، كيف خدعنا، كيف لم يذكر موشيه آرنس (لو ذكره لكانوا قالوا: كيف استغل موته بصورة ساخرة). وسائل الاعلام لا تكف عن تضخيم الافعال من اجل أنباء مضخمة – جندي غرق، جزء من طائرة انفصل – مصدومة من رئيس حكومة يتبع نفس الوسائل لنفس الغاية: زيادة نسبة المشاهدة.

 

حسب مستوى الغضب نتنياهو يستحق الاعتقال فقط لأنه "جنن الدولة"، ايضا الافضل والاكثر تصميما من بين محققيه، غيدي فايتس، قال أمس في "هآرتس" إنه كان هناك منطق كبير في طلبه أن يواجه كل الشهود الملكيين، لكن من سيصغي. نتنياهو يحطم جهاز القضاء.

 

وزيرة العدل التقت مع والدي المتهمين بالقتل، بصورة فضائحية، يعني التعبير عن تأييدها لافعال اولادهم. تخويف من يحققون معهم وبعد ذلك القضاة – هذا لا يسمى تهديد نظام تطبيق القانون. فقط نتنياهو. الضرر الذي تسببت به اييلت شكيد لجهاز القضاء اخطر بدرجة لا تقدر من كل تهديدات نتنياهو. ولكن نتنياهو هو الاخطر الاكبر على جهاز القضاء. وشكيد تواصل كونها محبوبة الاعلام، واوساط كبيرة في الجمهور. كم هي جدية، مع امكانية كامنة لتصبح رئيسة حكومة.

 

ومثلها ايضا افيغدور ليبرمان: فاسد ومتعفن اكثر من نتنياهو. عدد من كبار كارهي نتنياهو، الذين لم يتوقفوا عن الثرثرة في وسائل الاعلام خلال سنوات والقول كم هو سياسي جدي ليبرمان هذا، كلمته كلمة، كم هو قوي ومعتدل، يصمتون على تعفنه وفساده وفساد حزبه. عدد قليل من الاشخاص دفعوا المستشار القانوني لتقديمه للمحاكمة، مثل الذين يحثون اليوم مندلبليت والزبد على شفاههم، حتى عندما اجتاز الروبيكون. الزمن يضغط وهم يريدون رؤية نتنياهو في السائل المطهر.

 

في الغضب الموجه لنتنياهو يوجد تعطش للدم وشهوة انتقام غريبة، غير متناسبة حتى مع أخطر الاتهامات الموجهة اليه. كل العجز العام وكل اللامبالاة والعمى والرضى عن النفس والبلاغة التي استمرت سنوات. ازاء ظواهر اكثر اجرامية يتم تفريغها في كراهية نتنياهو. ها نحن لا نصمت، نحن الذين صمتنا على قتل 300 متظاهر، وصمتنا على عهد التميمي وخالدة جرار، وصمتنا على الـ 1200 دونم التي اعطيت للمستوطنين من اجل خنق بيت لحم، وصمتنا عن كل جرائم غزة وذنوب جنين – نحن الذين سنقوض الشيطان. لن نصمت ولن نتنازل حتى نرى جثته تتدحرج في الميدان، ليس بسبب الـ 300 قتيل عبثا، بل بسبب ملف 1000. ليس لأنه وسع مؤخرا احتمال حل الدولتين، بل بسبب شاؤول الوفيتش. سنلتقي على المتراس، على متراس الحرية سنمشي، بالدم والنار، من اجل الوفيتش.

 

أنا لم أصوت له بالطبع، ولن أصوت له في أي يوم. ولكن ازاء من يدعون بأحقيتهم في التاج وازاء الفتك الذي يشن ضده، لا يمكننا الشعور بعدم الرضى. عدم الرضى الذي من الصعب التعبير عنه في اسرائيل المتنورة.

 

كلمات دلالية