من يريد أن يكون رئيس وزراء

الساعة 02:02 م|10 يناير 2019

بقلم: شموئيل روزنر

 

(المضمون: ليس مؤكدا على الاطلاق بان غانتس يريد أن يكون رئيس الوزراء. ولعله يعد نفسه لمنصب آخر - المصدر).

 

علم النفس المتعلق بالقرش هو موضوع مشكوك فيه، ومع ذلك من الصعب الامتناع عنه. وبالتالي خذوا قرشا (وفي هذه الحالة قرش مع ثقب): هل يحتمل أن يكون بني غانتس لا يريد أن يكون رئيس وزراء اسرائيل؟ هل يمكن ان يكون غانتس يفهم بانه ليس مستعدا لهذا المنصب؟

 

يخيل أن يكون هذا ممكنا. يخيل أن سلوكه حتى الان يدل على أن غانتس مبرمج للامكانية، ليست غير المعقولة، في أن يستدعى لان يؤدي منصبا في حكومة زعيم اكثر خبرة منه، هو بنيامين نتنياهو. غانتس يصمت. بمعنى انه يقل من مهاجمة نتنياهو. غانتس يصمت بمعنى أنه لا يتعهد الا يدخل الى حكومة نتنياهو. خير أنه لا يتعهد، لانه يحتمل جدا أنه غداة الانتخابات يتبين أن الخيار الوحيد لاقامة ائتلاف هو برئاسة نتنياهو ومشاركة احد احزاب الوسط. هذا ما تتنبأ به الاستطلاعات في هذه اللحظة – كتلة يمين لن تتمكن وحدها. ولكنها الوحيدة التي يمكنها مع قليل من المساعدة من الوسط.

 

يئير لبيد يريد أن يكون رئيس الوزراء. لا شك في هذا. امس، لدى آريه غولان في الاذاعة، كرر التزامه المتسرع الا يجلس مع رئيس وزراء ترفع ضده لائحة اتهام. هذا يعني ان من ناحيته إما كل شيء أو لا شيء. إما رئيس وزراء – او معارضة. بالطبع، على افتراض ان نتنياهو سينتصر.

 

نفتالي بينيت هو الاخر يريد ان يكون رئيس الوزراء. لا يوجد اي تفسير آخر للخطوة الخطيرة، المشوقة، التي اتخذها بينيت وآييلت شكيد. أن يترك حزبا مؤكدا، مقعدا مؤكدا، ويخاطر بكل شيء. بينيت – سيقول مؤيدوه – اثبت بان لديه شجاعة. بينيت – سيقول معارضوه – اثبت بان لديه روح مغامر. ومن يريد رئيس وزراء مع روح مغامر.

 

غانتس – نعود الى القرش – لا يغامر. كما انه لا يرتبط. فهدف الارتباط هو الانتصار في الانتخابات. ولكن يحتمل أن يكون غانتس ينظر يمينا ويسارا ولا يريد انتصارا. بمعنى انه يريد. ولكن ليس انتصارا كبيرا جدا. ليس انتصارا يجبره على أن يقفز القفزة العالية. اذا حصل على 15 او 17 مقعدا في الكنيست، سيكون يمكنه ان يكون وزير دفاع في الحكومة التالية لنتنياهو. اذا ارتبط، سيضطر ان يكون رئيس وزراء – وهو لا يشعر نفسه جاهزا. او ان يتوج احدا ما آخر رئيسا للوزراء – فلنقل لبيد – الذي لا يريده. يحتمل انه اذا اضطر غانتس لان يختار رئيس وزراء، فهو يفضل نتنياهو على لبيد. يحتمل أن يكون يعتقد ان نتنياهو ملائم اكثر. وبالمناسبة، فهو على اي حال محق.

 

علم نفس القرش. ولكن غانتس ايضا لا بد يعرف بان رؤساء الوزراء الناجحين يأتون الى منصبهم جاهزين، ناضجين. ليس في حالة نتنياهو الولاية الاولى الذي كان اشكاليا، والولايات التالية بخبرة اكبر بكثير. هذا ما حصل لاسحق رابين ايضا – ولاية اولى مشوشة، ولاية ثانية قيد التحكم. باراك انتخب لرئاسة الوزراء في وقت مبكر جدا. اما ارئيل شارون فقد انتخب وهو غني التجربة. الفارق واضح.

 

هناك قصة معروفة – لقد درج يوسي سريد أن يكررها بشرانية متسلية – عن ملابسات تعيين غولدا مائير رئيسة للوزراء بعد وفاة ليفي اشكول. "اعتقد"، قال لوبا الياف لرفاقه في الحزب، ان على غولدا يجب ان تكون رئيسة الوزراء "لانها هي اكثر من يريد". اما مائير فنفت بالطبع بشدة، ولكن بالمقابل قبلت حكم الرفاق. هي حقا اكثر من يريد، ومثلها ايضا بيرس وشمير، وكذا نتنياهو وباراك. معظم رؤساء الدول، في اسرائيل ايضا، يتميزون برغبة شديدة في أن يكونوا رؤساء دول. ينبغي ان نفرح بانه يوجد من لديه رغبة شديدة كهذه. إذ بدونهم فالمرء سيأكل اخيه.

 

هل يبدو لكم غانتس كمن له رغبة شديدة كهذه؟ لبيد – نعم. بينيت – نعم، غباي – غريب. ولكن نعم. باراك – نعم ومن السهل ان نصدق بان يوآف غالنت يريد ايضا. ويمكن أن نصدق بان جدعون ساعر يريد ايضا. بشكل عام نظرة قصيرة تكفي لان نعرف. وغانتس – علم نفس القرش – لا يبدو كمن يريد أكثر. هذا بالطبع سيضيف له بضع نقاط في الرأي العام. ولكن مشكوك أن يؤدي به الى رئاسة الوزراء.

كلمات دلالية