الجيش الاسرائيلي: تحديات رئيس الاركان الجديد - اسرائيل اليوم

الساعة 01:49 م|10 يناير 2019

بقلم: افرايم عنبر

 

(المضمون: اسرائيل لا يمكنها ان تبني جيشا لكل سيناريو، ولهذا فهي تبني خليطا من القوى. المفتاح هو التجربة، تقويم الوضع بوعي وحدس من يقف على رأس الجيش - المصدر).

 

إن الدور الاهم لكل رئيس أركان هو اعداد الجيش للحرب القادمة. وعليه فواجب على الجيش الاسرائيلي والقيادة السياسية أن يفكرا جيدا في أي نوع من الحرب يدور الحديث. فمنذ 1982، لم يقاتل الجيش الاسرائيلي حربا تقليدية واسع النطاق ضد خصم مسلح بالدبابات والطائرات، ولكنه حارب حروبا "صغيرة". معظم الاحتمالات ان يتواصل هذا الميل، في ظل غياب خصوم ذوي جيوش تقليدية كبيرة. اضافة الى ذلك هناك حاجة لتحسين الرسم البياني لنجاحات الجيش الاسرائيلي في الحروب الصغيرة. فحرب لبنان الثانية في 2006 لا تُذكر خيرا، وجزء من الجولات في غزة هي ايضا لن تنتهي بحسم اسرائيلي واضح.

 

للحقيقة، اسرائيل ملزمة للاستعداد ايضا لحرب كبيرة. مواجهة عسكرية ضد حزب الله في لبنان هي سيناريو ذو احتمالية عالية. ومحاولة القضاء على تهديد الصواريخ الكثيرة على اسرائيل لا تنتمي الى صنف الحرب الصغيرة. سوريا التي تلعق جراحها بعد سنوات من الحرب الاهلية، توشك على بناء جيش جديد. محظور ان ننسى بان مصر ايضا ذات جيش تقليدي كبير ومتطور، ومن شأنها ان تغير سياستها تجاه اسرائيل اذا عاد الاخوان المسلمون الى الحكم. وبالتوازي فان اسرائيل ملزمة بان تحافظ وتحسن قدرتها على أن تبث قوة الى مسافات بعيدة ولا سيما اذا ما اضطرت لان تعالج التهديد النووي الايراني.

 

ان القرار لاي حرب نستعد هو إذن، بقدر كبير رهان تاريخي عاقل. نأمل أن يراهن أفيف كوخافي على نحو صحيح. فتشخيص الحرب التالية يؤثر مباشرة على بناء قوة الجيش. في السنوات الاخيرة اهملت القوة البرية؛ فرق الدبابات اغلقت ووحدات الاحتياط في سلاح البرية لم تتدرب بما يكفي. والجدالات التي جرت مؤخرا على جاهزية الجيش الاسرائيلي تركزت اساسا على وضع القوات البرية، ويجدر الاستثمار في تحسين هذه المنظومة. فالسيناريو اللبناني يستوجب قوة اجتياح كبرى، تتجاوز استخدام سلاح الجو، وكذا السيناريو الاقل معقولية لحرب تقليدية واسعة النطاق يستدعي استخدام القوة البرية الكبيرة والجيدة. في الجيش الاسرائيلي انطلق منذ الان الانتقاد بالنسبة للتشديد الذي وضع على النشاط الجوي القائم على الاستخبارات الدقيقة بحيث ان الامر تم على حساب بناء قدرة مناورة برية.

 

ان دولة صغيرة كاسرائيل، وكذا دول اكبر واغنى منها، لا يمكنها ان تبني جيشا لكل سيناريو مستقبلي معقول. وعليه فانها تبني خليطا من القدرات يمكنه أن يواجه في افضل شكل ممكن الحرب التالية. خليط من نظام القوات ليس قابلا للتغيير السريع، وعليه فيجب التطلع الى هوامش الامن. لا يوجد حل نظامي للخليط السليم. هنا ايضا، التجربة، تقويم الوضع الواعي، الحدس الشخصي لمن يقف على رأس الجيش، هي الامور الاساس.

 

على كاهل رئيس الاركان ملقاة المسؤولية لاستخدامه الجيش ضد الخصوم العنيفين. فاستخدام القوة يستهدف تحقيق اهداف سياسية، وهذا فن بحد ذاته. اما التوقيت، حجم القوة اللازم، عناصرها وشكل استخدام القوة العسكرية فهي مثل الادوات في الفرقة الموسيقية التي تحتاج اقصى قدر من التنسيق.

 

رئيس الاركان في اسرائيل هو عضو فعلي في الكابنت الامني، ومن هنا فان رأيه هام للغاية. قواعد اللعب في الكابنت تختلف عن القواعد في الجهاز العسكري، حيث خدم كوخافي عشرات السنين. وقد سبق أن تعرف على اللعبة السياسية الداخلية والخارجية، ومع ذلك علينا أن نتمنى له النجاح في هذه الساحة. فالتفاهم الجيد بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية حيوي لنجاح الفعل العسكري. وفي النهاية، نذكر ان نابليون بحث دوما عن جنرالات لهم حظ. نأمل ان يكون أفيف كوخافي محظوظ. نجاحه هو نجاح الدولة.

 

كلمات دلالية