أكَّد نائب رئيس حركة "حماس" في غزة د. خليل الحية أنَّ حركته لا تمانع إشراف هيئة وطنية على إدارة معبر رفح البري، مشدداً على أنَّ مصر طلبت فور سحب السلطة لموظفيها من معبر رفح الأجهزة الأمنية في غزة تولي إدارة المعبر.
وطالب الحية -خلال تصريحِ خاص لـ"فلسطين اليوم" على هامش جلسة في المجلس التشريعي- الأشقاء المصريين بضرورة أنْ يستمر عمل معبر رفح بالاتجاهين وفقاً لتوصيات وتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل لرفع المعاناة عن أبناء شعبنا، وحتى لا يكون إغلاقه –لا قدر الله- سبباً في خنق غزة من البوابة المصرية.
جدير بالذكر أن السلطة الفلسطينية سحبت موظفيها قبل عدة أيام من معبر رفح البري جنوب قطاع غزة، في خطوة زعموا أنها رداً على حملة الاعتقالات التي شنتها حركة حماس بحق قيادات فتح بالقطاع، ولعدم تجاوب حماس مع المصالحة الفلسطينية.
في سياق آخر، أكد الحية أن رئيس السلطة محمود عباس لم يعد أهلاً لأن يبقى بمنصبه لا وطنيًا ولا أخلاقيًا ولا دستورياً، إذ افتقد المنصب من خلال تجاوزاته الوطنية والأخلاقية المتمثلة في تقديس الخيانة والتنسيق الأمني، وحصار غزة وفرض العقوبات عليها، ولا دستورياً إذ فقد شرعيته الدستورية منذ عام 2009.
وقال: الحالة الوطنية والتحديات الراهنة لا تحتمل بقاء عباس وفريقه، عباس دمر الوحدة الوطنية، وحارب المقاومة وناصبها العداء، وقدس التنسيق الأمني، وفتت حركة فتح، وتآمر على غزة، مضيفاً "الحل الأمثل أن لا يبقى هذا الرجل في منصبه، لذلك قام المجلس التشريعي بعمل قانوني ودستوري تجاه محمود عباس عندما صوَّت على قرار ينزع شرعيته".
وأشار إلى أنَّ محمود عباس عرقل جهود المصالحة واتمام الوحدة الفلسطينية وعزز الانقسامات داخل الشعب الفلسطيني.
وأوضح الحية أن الحل الأمثل لترتيب الحالة الفلسطينية، يكون بالتوجه لانتخابات عامة (تشريعية – رئاسية – مجلس وطني) لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.
يشار إلى أن عباس قد أعلن في 21 ديسمبر المنصرم عن حل المجلس التشريعي، قائلاً: "إن المحكمة الدستورية أصدرت قرارًا بحل المجلس والدعوة لانتخابات تشريعية خلال ستة أشهر، وقد تدارسنا ذلك بالمجلس المركزي.
وسببت تصريحات عباس الأخيرة حالة من الغضب، إذ توعد بفرض مزيداً من العقوبات على قطاع غزة، وبدأها بقطع رواتب 5 آلاف بينهم أسرى ومحررون.
في سياق آخر، قال الحية "إن المقاومة الفلسطينية تخوضُ معركةً مفتوحة مع الاحتلال على أكثر من صعيد ومتعددة الأبعاد، بينها البُعد الأمني وصراع الادمغة والعقول"، مضيفاً "أنَّ المقاومة استطاعت أن ترهق الاحتلال الإسرائيلي وتتفوق عليه بصراع الأدمغة وأن توجه له ضربة أمنية كبيرة من خلال كشفها لمنظومة العملاء بعد ارتدادات عملية حد السيف".
وقال: المقاومة في غزة استطاعت ان تبرهن من خلال كشفها لمنظومة العملاء أنها قادرة على ضرب الاحتلال في مقتل، وأنها قادرة على إرهاقه على المستوى السياسي والأمني والعسكري، الامر الذي جعل الاحتلال الإسرائيلي يتخبط عندما ضربت واصطادت المقاومة والأجهزة الأمنية في غزة عيونه (العملاء).
وتابع الحية: غزة أصبحت رافعة قوية للمقاومة وفلسطين في مواجهة الاحتلال عسكرياً وسياسياً وأمنياً بكافة أشكال المقاومة سواء السلمية او الشعبية أو العسكرية، واستطاعت المقاومة في الآونة الأخيرة توجيه ضربات مؤلمة في العمق الإسرائيلي وتخريب منظومته الأمنية التي يحاول العبث من خلالها بأمننا الداخلي وقدرات شعبنا، ونحن على العهد سنظل نتربص بالاحتلال وعيونه، وقاعدون للاحتلال كل مرصد.
وفي رسالة منه للعملاء، قال: آن الأوانُ لتعودوا إلى رشدكم وتعودوا إلى حضن شعبكم وتُكفروا عن خطيئتكم، قبل أن تصلكم أيدي الشعب، والمقاومة، والأجهزة الأمنية، ولن نتوانى عن ملاحقتكم وأخذكم إلى العدالة والقصاص لنريح شعبكم منكم.
وتوجه الحية بالتحية لأمن المقاومة والأجهزة الأمنية الباسلة التي استطاعت أن تعرقل عمل الاحتلال الإسرائيلي في غزة، واستطاعت أن توفر بيئة آمنة وخصبة للمقاومة في قطاع غزة.
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني كشفت، مساء أمس الثلاثاء، أن أجهزتها الأمنية اعتقلت 45 عميلاً للاحتلال منذ الحادث الأمني شرق خانيونس في نوفمبر من العام الماضي.