خبر الشهيد سعيد صيام .. ملامح هادئة تضمر قوة مكنته من تبوء مكانة بارزة في « حماس »

الساعة 03:35 م|16 يناير 2009

فلسطين اليوم : غزة

كان القيادي البارز في "حماس" الشهيد سعيد صيام "أبو مصعب"، وهو وزير الداخلية في أول حكومة تشكلها الحركة، الهدف الأعلى لـ "إسرائيل" نظراً لموقعه التنظيمي.

فالشهيد الذي رأس كتلة حركته في دورة المجلس التشريعي ، يعتبر واحداً من قادة حماس الثلاثة في الداخل الذين تصدروا واجهة العمل السياسي، إلى جانب د. محمود الزهار، و إسماعيل هنية.

صيام، تصدر في السنوات الأربع الأخيرة واجهة "حماس" ما أعطاه شعبية كبيرة لدى كوادر الحركة، ليتمكن من الحصول على أعلى الأصوات في الانتخابات التشريعية شتاء العام 2006.

أثناء توليه منصب وزير الداخلية برز اسم صيام، قيادياً هادئاً، يضمر قوة مكنته من إدارة السجال بين حركته و حركة فتح وقوات السلطة الفلسطينية، إبان الاضطرابات التي شهدها القطاع صيف العام 2007، والتي انتهت بسيطرة عسكرية لحماس ينسب فضله إلى "القوة التنفيذية" التي أشرف صيام على تأسيسها، وفجر تشكيلها الصراع على السلطة بين الحركتين.

"أبو مصعب" شغل الحيز من الضوء الذي تسلط على "حماس" بعد دخولها المعترك السياسي الفلسطيني، الذي بقيت ترفض التعاطي مع مفرداته، وتحديداً اتفاق "أوسلو"، وهو ما زاد من خصومه في الطرف المقابل، حد أن أعلن غداة سيطرة حركته على القطاع الكشف عن "مخططات فاشلة لاغتياله".

والقيادي الراحل، اعتقله جهاز المخابرات العسكرية الفلسطيني العام 1995، على خلفية الانتماء السياسي لحركة "حماس"، ضمن حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطة ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي إثر تبنيهما لسلسلة من العمليات الاستشهادية، يحظى بنفوذ قوي داخل حركته، تجلى ذلك بتدرجه في المناصب داخلها، فعلى الصعيد السياسي مثّل حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وكان عضو القيادة السياسية، حيث تسلم دائرة العلاقات الخارجية.

أشرف صيام على 30 ألف شرطي يتولون إدارة قطاع غزة منذ منتصف حزيران/ يونيو 2007، عندما بدأت تلوح نذر المواجهة المحتومة مع "إسرائيل"، عاد من جديد إلى الواجهة، بجانبه الأمني، وإن صار أقل قياديي "حماس" ظهوراً على وسائل الإعلام.

وتجنب ذلك تحديدا أثناء اشتداد العدوان، على نحو مغاير لقيادات أخرى، ربما بدا لذلك أن استهدافه أمر صعب للغاية، ليشكل اغتياله صدمة كبيرة.