خطر: سند سُني متهالك - إسرائيل اليوم

الساعة 01:42 م|09 يناير 2019

بقلم: اوفير هعفري

 

(المضمون: من المهم أن نعترف بان علينا ان نواجه بانفسنا التهديدات حولنا، ونوضح لاصدقائنا الامريكيين بان الحلف السُني ليس فقط غير مجد بل هو سند متهالك؛ من يعتمد عليه ستثقب كف يده - المصدر).

 

في الاسابيع الاخيرة تزداد التصريحات من جانب محافل في اسرائيل، في الولايات المتحدة وفي العالم العربي، بشأن تبلور حلف بين اسرائيل والدول العربية السُنية، بمباركة وتأييد أمريكي. ظاهرا كوزن مضاد للتوسع الايراني؛ وفي حقيقة الامر، تطور خطير ينطوي في داخله على فضائل قليلة وعابرة بثمن نواقص حقيقية.

 

بالفعل يتعاظم التهديد الايراني على اسرائيل، في سيطرة طهران المتسعة في العراق، سوريا ولبنان، وفي اطلاق اذرعها الى غزة واليمن ايضا. بيد أن اتجاه تركيا تحت اردوغان نحو الاسلام، الغى امكانية تجنيدها ضد ايران. وكبديل، يحاولون في اسرائيل وفي الولايات المتحدة خلق حلف مع الدول العربية السُنية، وعلى رأسها السعودية، مصر والاردن. غير ان هذه انظمة ضعيفة ومهزوزة، أساس مقدراتها متجهة لقمع المعارضة من الداخل. يبيعوننا حلفا معهم كوزن مضاد لايران، ولكن رؤيا الارتباط بالسُنة مدحوضة من أساسها: تماثل مصالح محدود ومؤقت معهم، لا يستحق الثمن الذي سيطالبون به، وفي كل الاحوال فان الدول السُنية غير قادرة على توفير البضاعة.

 

مع ان اسرائيل والسُنة يتفقون حول التهديد الايراني، الا انه تكاد لا تكون لنا مصالح مشتركة اخرى. من ناحية اقتصادية أو عسكرية يوجد لهم القليل مما يعرضوه علينا، وكل تعاون علني مع اسرائيل من جانبهم يصطدم بتجند جماهيري هائل.

 

هل في مواجهتنا مع ايران سيقاتل السُنة الى جانبنا أم للاسف سيؤيدوننا بشكل علني ما؟ بالطبع لا، وعمليا معقول ان تحت ضغط "شارعهم"، سيرتبطون باعدائنا، حتى وان كان تظاهرا. فالانظمة السُنية "المعتدلة" ايضا لا تزال ملتزمة بالايديولوجية العربية العامة التي ترى في اسرائيل غرسة غريبة. وهم يعترفون بتواجدنا ويتعاونون بشكل موضعي، ولكن التطبيع الكامل والحقيقي مع اسرائيل سيقوض أساس وجودهم.

 

حتى عندما يكون قادة الانظمة السُنية معنيين بالعلاقة مع اسرائيل، ويستخلصون منها فضائل حقيقية، فانهم غير قادرين على عمل أو قول علني في صالح "الكيان الصهيوني". ولي العهد السعودي يرى فينا حبل نجاة في مواجهة التهديد الايراني، ولكن اذا قال ذلك بالعربية ستتضعضع سيطرته في دولته. الرئيس المصري يقول في مقابلة ما جملا عن التعاون الامني الوثيق مع اسرائيل، وعلى الفور يتراجع خوفا من الاثار على الراي العام. ملك الاردن، الذي اسرائيل هي سند أساس في حكمه المتهالك، بل وتمنع عن شعبه الموت ظمأ، يخرج ضدنا في تصريحات وخطوات دبلوماسية بينما تتعزز المعارضة لديه.

 

وبالتالي اذا لم يساعدوا، فلعلهم فقط لا يضروا بنا. هنا ايضا الجواب سلبي. فحلف سُني مع اسرائيل، حتى وان لم يكن علنيا وظاهرا، سيطالبنا بثمن باهظ بتنازلات سياسية وسيربط ايدينا حين نسعى الى عمل عسكري في سوريا او في غزة – مثلما سبق أن حصل في الماضي. في حرب الخليج الاولى، امتنعت اسرائيل عن الرد على اطلاق الصواريخ العراقية على اراضينا، من اجل الحفاظ على التأييد العربي للولايات المتحدة. والجائزة التي حصلنا عليها لقاء ذلك كانت مؤتمر مدريد، حيث مورس ضدنا ضغط غير مسبوق لتقديم تنازلات سياسية. الان ايضا هناك من يدعي بانه من اجل الحلف مع السُنة، علينا ان ندفع الثمن بقبول المبادرة السعودية الخطيرة او بتنازلات اخرى.

 

من المهم أن نعترف بان علينا ان نواجه بانفسنا التهديدات حولنا، ونوضح لاصدقائنا الامريكيين بان الحلف السُني ليس فقط غير مجد بل هو سند متهالك؛ من يعتمد عليه ستثقب كف يده.

كلمات دلالية