بين اليمين واليسار

ستة مناهج للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني - يديعوت

الساعة 01:36 م|09 يناير 2019

بقلم: غيورا آيلند

 

(المضمون: التقسيم بين يسار يؤيد حل الدولتين وبين يمين يعارضه لا يعكس كامل مجال البحث – من المهم ان نعنى ليس فقط في الاشخاص بل وبالاراء والافكار - المصدر).

 

تعنى حملة الانتخابات ظاهرا بالصدام بين اليمين واليسار، ولكن ما هو اليمين وما هو اليسار؟ وبالفعل فان المسألة الوحيدة الجوهرية تتعلق بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ظاهرا، اليسار لا يزال متمسكا بحل الدولتين واليمين يعارض ذلك. غير أن مجال البحث الحقيقي أوسع.

 

توجد ستة مناهج بالنسبة لهذا الموضوع الهام، وجدير استعراضها – من اليمين الى اليسار. وفقا للنهج الاول، فان الحل هو دولة واحدة، وعلى اسرائيل أن تضم كل يهودا والسامرة وان تضع حدا لنية اقامة كيان فلسطيني مستقل في المستقبل. وحسب هذا النهج، لا ينبغي الخوف الزائد من الموضوع الديمغرافي، وذلك لانه اذا تجاهلنا غزة، واستنادا الى التغييرات الديمغرافية الجارية، فان الاغلبية اليهودية مضمونة.

 

بالمقابل، وفقا للنهج الثاني، فانه الى جانب معارضة اقامة دولة فلسطينية هناك تأييد لضم مناطق ج فقط، مع التشديد على كل المنطقة في يهودا والسامرة حيث توجد بلدات يهودية. وحسب هذا النهج، فان الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق أ و ب سيتمتعون بحكم ذاتي مدني، وتبقى لاسرائيل سيطرة عسكرية كاملة بين نهر الاردن والبحر المتوسط.

 

والى جانب هذا النهج فان النهج الثالث لا يزال يؤيد مبدئيا حل دولة ما، ولكنه يدعي بانه لا يمكن تحقيق ذلك في المستقبل المنظور – وبالتالي فان السياسة الصحيحة يجب ان تكون "ادارة النزاع" وليس الرغبة في حلها.

 

وحتى حسب النهج الخامس، وعلى الفور سنعود الى النهج الرابع – لن يكون ممكنا الوصول في المستقبل القريب الى اتفاق، ولكن بالمقابل بموجبه ينبغي انهاء الاحتلال، اخلاء معظم مناطق الضفة الغربية والانسحاب الى خط الجدار الامني، الى هذا الحد او ذاك، بينما بالمقابل مواصلة الاحتفاظ بغور الاردن – حيث لا يكاد يكون فلسطينيون – وهكذا نقل العبء السياسي الى الطرف الفلسطيني. وهذا النهج اسماه اولمرت في 2006 "خطة الانطواء"

 

النهج السادس يؤيد المفاوضات هنا والان على أساس فكرة الدولتين. هناك مناهج فرعية تكتيكية مختلفة تتعلق بكيفية كيف من السليم العمل على ذلك، بدء من الشروع في مفاوضات بلا شروط مسبقة وحتى فكرة وضع العرض الاسرائيلي بالنسبة للحدود كفعل بداية، ولكن الامر المشترك هو الثقة في انه يمكن ومن الحيوي الوصول الى تسوية دائمة الان على اساس مبدأ الدولتين.

 

النهج الرابع يعرض صورة كالتالية: من المهم لاسرائيل الوصول الى حل دائم للمشكلة الفلسطينية، ولكن لا يمكن عمل ذلك على اساس المبدأ البسيط للدولتين، الذي هو سيء للطرفين. فمبدأ الدولتين يقوم على اساس اربعة افتراضات: يجب حل النزاع في الوسط الذي بين البحر والنهر: يجب ان تقوم دولة فلسطينية ذات سيادة؛ غزة والضفة ستكونان جزءا من كيان سياسي واحد؛ والحدود بين اسرائيل وفلسطين تقوم على خطوط 67 مع تعديلات طفيفة. من قال ان هذه الفرضيات صحيحة بالضرورة؟ اذا تجاهلناها، سيكون ممكنا أن نلاحظ على الاقل حلين بديلين للنزاع: الاول يقوم على اساس تبادل الاراضي خماسي بين اسرائيل، مصر، الاردن، فلسطين والسعودية، والثاني على اقامة اتحاد فيدرالي بين الاردن والضفة الغربية.

 

ان التقسيم بين يسار يؤيد حل الدولتين وبين يمين يعارضه لا يعكس في الحقيقة كامل مجال البحث. اكثر من ذلك، من السهل ان يكون المرء ضد هذه الفكرة او تلك، ومن الصعب اكثر القول ما الذي تؤيده. الانتخابات ليست فرصة للانشغال بالاشخاص فقط بل وايضا بالافكار والاراء – وليس كافيا ان تقول فقط ماذا لا، من المهم ان تعرف كيف تقول ايضا ماذا نعم.

كلمات دلالية