صخرة كأداء - معاريف

الساعة 01:35 م|09 يناير 2019

بقلم: ران ادليست

 

(المضمون: متى سنتعلم أخيرا بان الوضع في هذه اللحظة يستوجب اتخاذ القرار: إما المستوطنات أو دولة إسرائيل؟ متى نفهم بان رحاليم وعمونا تتغذيان من ذات جذر كل شر: سلب الاراضي وطرد الفلسطينيين في صالح مشروع الاستيطان - المصدر).

 

"للعدل للعدل اسعى"، قال الحاخام المتفرغ السياسي للمستوطنين الذي توجه علنا الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كي يحرر الفتيان. "هم ليسوا مخربين"، شرح حاييم دروكمان، "وأنا حريص على الادارة السليمة والعادلة لدولة اسرائيل".

 

"الفتيان" مشبوهون بالضلوع في قتل عائشة الرابي من سكان بديا وأم لتسعة. "اذا كانت هناك مشكلة ما"، تطوع دروكمان لحلها، "يجدر التحقيق معهم مثلما يحقق مع كل شخص آخر في دولة اسرائيل، ولكن ليس في اي حال في أقبية الشاباك. يجب الامر فورا بوقف هذا الظلم".

 

إحدى المشاكل لدى أناس من نوع دروكمان هي انهم ليسوا ابدا على وعي بالعالم الذي يعيشون فيه. وهو بالطبع ليس وحده. حاخام مدينة القدس آفي شتيرن وحاخام مدينة صفد شموئيل الياهو هما ايضا من المتذمرين على مصير "الفتيان" أما القتيلة؟ فما لهم ولها.

 

من خلال خلطات سياسية وعملاء عديمي الضمير تشكل ائتلاف تغطية قفى على افعالهم. فلم أسمع أيا من اعضاء الائتلاف، الذين هم في معظمهم علمانيون، شجبا لعملية القتل نفسها، ناهيك عن تهنئة المخابرات على القبض على المشبوهين. في عالمهم البديل تتحدث وزيرة العدل، بعطف يمس شغاف القلب مع أم أحد المشبوهين وتقول لها انها تحدثت مع النائب العام للدولة في هذا الشأن. وبالمناسبة، فان أيا من رجال المخابرات أو الشرطة لم يرفع الهاتف ليعقوب الرابي، زوج عائشة، كي يضعه في آخر تطورات التحقيق.

 

ومثلما هو الحال دوما، فان هذه العصبة تطلق النار على ساقها بسبب كل فزع مصادف. الارهاب الفلسطيني يرتدي في كل مرة شكلا آخر. مرة السكاكين، مرة البالونات، مرة اطلاق النار، مرة الدهس، هذا ارهاب من يحشرون في الزاوية. وقد رفع صوت المستوطنين حتى مكاتب المشرعين في الكنيست، وفي 2015 تقرر ان يتحدد في القانون سقف عشر سنوات لراشقي الحجارة. فاذا كان الهدف هو المس بالانسان، فان العقوبة القصوى هي عشرين سنة في السجن، حتى لو لم يصب احد باذى حقا. والان ماذا؟ هل لعشرين سنة سيجلس الفتيان الذين خرب حاخاموهم لهم العقل والروح؟ هذا بالطبع لم يحصل. سيثبت لنا جهاز القضاء مرة اخرى بان دولة اسرائيل والمستوطنات تعمل بشكل مشترك، وفقا للنمط الاجرامي، لتثبيت أسس دولة الابرتهايد.

 

متى سنتعلم اخيرا بان الوضع في هذه اللحظة يستوجب اتخاذ القرار: أما المستوطنات أو دولة إسرائيل؟ متى نفهم بان رحاليم وعمونا و"مؤسسات تعليمية" مثل "ثمار البلاد" تتغذي من ذات جذر كل شر: سلب الاراضي وطرد الفلسطينين في صالح مشروع الاستيطان.

 

لا فرق بين فتيان التلال وبين شيوخ التنظيم السري اليهودي. هذا لا يعني انهم كلهم هناك راشقو حجارة وقتلة امهات. هذا يعني ان لهم هدفا واحدا ووسائل مختلفة. وبالاساس ليس واضحا لماذا لم يعتقل جهاز المخابرات عصبة المستشارين التي نزلت الى رحاليم يوم السبت الذي ذاعت فيه الاشاعات عن القتل. لقد قيل أن هذه العصبة شرحت لكل من كان كفيلا بان يعتقل كيف يتصرف في اثناء التحقيق.

كلمات دلالية