رئيس الوزراء يقرر جدول اعمال الانتخابات -اسرائيل اليوم

الساعة 03:18 م|08 يناير 2019

فلسطين اليوم

رئيس الوزراء يقرر جدول اعمال الانتخابات -اسرائيل اليوم

بقلم: ماتي توخفيلد

(المضمون بعد حملة انتخابات كاملة يكون موضوع التحقيقات في مركزها، فيما يجعلها نتنياهو استفتاء شعبيا واحدا كبيرا على التحقيقات، سيجد الشركاء الائتلافيون التالون انفسهم صعوبة في المطالبة باستقالته اذا ما رفعت ضده لائحة اتهام - المصدر).

الآن بات هذا واضحا: رئيس الوزراء معني بان يملي جدول اعمال ووحيد حملة الانتخابات. من ناحيته، يمكن ان تزاح جانبا مواضيع مثل الامن، السياسة، الاقتصاد وكل ما تبقى. ومع أنه يمكنه أن يتنافس حول هذه المواضيع مع خصومه، الا ان نتنياهو غير معني بكل هذه – بل بالتحقيقات، وفقط بها. كل الوقت. من الان وحتى فتح صناديق الاقتراع بعد ثلاثة اشهر ويوم.

مر اسبوعان منذ حل الكنيست، وحتى الان عنيت كل التصريحات السياسية لرئيس الوزراء بموضوع التحقيقات فقط. عن هذا غرد، عن هذا أصدر أشرطة مسجلة وعن هذا صادر دقائق بث طويلة من قنوات التلفزيون في ذروة وقت المشاهدة. كل مرة خبا فيها الموضوع قليلا وبات الاعلام يهتم بشيء آخر، كان يرفع تغريدة او شريطا جديدا ويركز مرة اخرى على الموضوع.

لا يعنيه حقا ان يقول الناس بعد الحدث أمس بان ادعاءاته ليست دراما حقا حتى لو قررت احدى القنوات قطع الخطاب وعدم بثه كله. كما أنه لا يؤثر فيه حقا بان بعد الخطاب يجلس المحللون المتجهمون في الاستديو وينزلون عليه على مدى كل النشرة. ولا حتى هجمات المعارضة بل العكس، ليس هناك شيء يعزز القصة افضل من هجمات اليسار. والخلفية الكاملة لمسرحية الفرد التي قدمها نتنياهو في انتخابات 2019 هي صرخات تسيبي لفني، آفي غباي، يئير لبيد وتمار زندبرغ.

قبيل بدء حملة الانتخابات كان يتعين على رئيس الوزراء أن يعيد اختراع نفسه. بخلاف المرة السابقة التي كان السباق فيها متلاصقا بين الليكود والحزب الخصم، هذه المرة يتصدر الليكود بثبات ويمشي نحو نصر مؤكد فيما ان كل الباقين يراوحون وراءه بفارق كبير. لقد فهم نتنياهو بانه طالما لم يتغير هذا فسيكون صعبا عليه حتى التعذر تكرار الادعاء بان حكم اليمين في خطر، ذاك الادعاء الذي كان نجاحه يفوق التقدير قبل اربع سنوات – والليكود كفيل بان يفقد في المصاف الاخير مقاعد غالية للاحزاب المرافقة. وبالتالي كيف يصار الى دمج الانتصار شبه المؤكد من جهة ومواصلة الادعاء من جهة اخرى بالملاحقة وخطر فقدان الحكم؟ بالحديث عن التحقيقات – واجبار كل الباقين على الحديث في ذلك، فقط في ذلك.

ولكن الاحاديث عن الملاحقة بسبب التحقيقات والظلم الذي باجراء الاستماع قبل الانتخابات والاجراء الفاسد على حد قوله الذي يثبت نزعتهم الا يسمحوا له بالمواجهة مع الشهود الملكيين، لا تستهدف فقط زيادة عدد مقاعد الليكود قبل الانتخابات بل مساعدته في تشكيل الائتلاف بعدها. إذ بعد حملة انتخابات كاملة يكون موضوع التحقيقات في مركزها، فيما يجعلها نتنياهو استفتاء شعبيا واحدا كبيرا على التحقيقات، سيجد الشركاء الائتلافيون التالون انفسهم صعوبة في المطالبة باستقالته اذا ما رفعت ضده لائحة اتهام. فضلا عن ذلك، فان احد الحجارة الاساس للائتلاف التالي، اذا ما شكله نتنياهو، سيكون الافتراض بانه يواصل العمل كالمعتاد اذا ما رفعت لائحة اتهام نهائية ومقررة ضده. نتنياهو لا ينتظر نهاية الانتخابات كي يتأكد من ذلك، بل هو يتأكد عمليا من ذلك منذ الان.

كلمات دلالية