خبر ما بعد غزة وما قبلها ..علي عقلة عرسان

الساعة 11:17 ص|16 يناير 2009

 

 

اليوم الحادي والعشرون للعدوان الصهيوني الهمجي على غزة أسطورة الصمود والفداء، غزة المقاومة الباسلة والشعب المنكوب بأمته وبعدو قذر بلا قيم ولا خُلُق، يلغ في دم الأطفال والنساء، ويمارس الإرهاب، ويكذب على العالم.. عدو لم يدخر وسعاً في إلحاق الموت والدمار بالمدينة المنكوبة وسكانها وبإرادة الحياة لديهم.. لقد شطر قطاع غزة إلى أقسام كما شطر الشعب الفلسطيني والأمة العربية إلى أقسام، وهو يزحف نحو أحياء شديدة الكثافة السكانية كما يزحف على الصلات والكرامة العربية.

 إنه لم يحصل على راية بيضاء مرفوعة، ولم يستطع أن يضع الشعب في غزة ضد مقاومته المسلحة، ولم يجتث المقاومة أو يجبرها على تنفيذ مطالبه، ولم صواريخها التي تعني أولاً وأخيراً رفض الاستسلام والتمسك بالحقوق كافة وعلى رأسها حق العودة والقدس، وإثبات الوجود. المقاومة الباسلة في غزة تتصدى للزحف الهمجي الصهيوني، والسكان هناك يعانون ويستغيثون ويتعفرون بدمهم وتهدم بيوتهم على رؤوسهم ولكنهم صامدون ويتحملون العبء عن الأمة العربية كلها، والأمة رسمياً في سبات.

لقد تجاوز عدد الجرحى خمسة آلاف ومئتين وبلغ عدد الشهداء ألفاً ومئة وثلاثة وثلاثين شهيداً حتى الآن، ثلثهم من الأطفال وأكثرهم من المدنيين وبينهم ثمانون امرأة وقادة كبار كان آخرهم الشهيد سعيد صيام وأفراد من أسرته وجيرانه.. وطال القصف الصهيوني مدارس ومساجد ومساكن ومقرات تابعة لمؤسسات دولية ومستودعات هيئة الأمم المتحدة التي اشتعلت فيها النيران وأتت على مخزونها الهائل من الأغذية والأدوية.. الأمر الذي جرأ بان كي مون على أن يحتج ثم يطمئن إلى قول المجرم باراك بأنه يأخذ الأمر على محمل الجد؟ يا لطف الله .. يأخذه على محمل الجد؟!.. هذا يكفي ويزيد.. لكن العدوان من البر والجو والبحر لم يتوقف، وقرار مجلس الأمن رقم 1860 لم ينفذن وأمين عام الأمم عاد مرتاحاً إلى جدية باراك؟!.. هكذا الهمجية وإلا فلا.. وهكذا الدول التي تملك القوة وتستخدمها بوحشية، وتحتقر القانون الدولي وممثليه، وتضع نفسها فوق القانون، وتضع مسؤوليها فوق المساءلة.. فانظروا وتعلموا واتعظوا يا أولي الألباب.

الجانب الرسمي العربي يتفرج على المأساة، وترن في آذان مسؤوليه أصوات الاستغاثة: "أنجدونا.. أغيثونا.. أين أنتم..  وا معتصماه.."، فيستيقظ من يستيقظ من كابوس، ويرسل الطحين والبطانيات والأدوية إلى مراكز تجميع عربية ستنقلها إلى غزة بعد موت الإنسان وفوات الأوان.. إنهم يستيقظون وتحركهم النخوة فيرسلون الطحين ولكنهم يبخلون بالمقاتلين والمساعدات والمواقف المؤثرة في سير الأحداث الرهيبة، ويحافظون على الجيوش التي أول مهامها وآخرها حماية النظام والحاكم الهمام. ويجيد كل من العرب الرسميين وغير الرسميين التخاصم الداخلي، فيزعزع ذلك كل ثقة بإمكانية اتخاذ قرار مجد من أي نوع حتى في قمة الدوحة التي " ما إن يكتمل نصابها حتى يُنقض" ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد انعقدت أخيراً بمن حضر، في يوم جمعة أغر هو اليوم الحادي والعشرين للعدوان، ونرجو أن تكون نوعية وفاعلة بكل المقاييس.. فتتخذ قرارات أبعد من إرسال الرز والسكر، كأن تتكلم كما تكلم النيكاراغوي رئيس هيئة الأمم المتحدة، وتغلق سفارات العدو الصهيوني ومكاتبه في عواصم عربية كما فعلت فنزويلا، وتجرم التطبيع ودعاته كما ينبغي أن يكون، وتسحب المبادرة العربية البائسة، وتقطع النفط والغاز عن آلة العدوان التي تحرث الأرض والأجساد، وتلتفت إلى مطالب الجماهير العربية التي تشق أصواتها عنان السماء في شوارع القرى والمدن تطلب نجدة أهل غزة وردع العدوان وتغيير الأحوال.  

لكن واقع الحال يشير إلى إن من يحتضنون سفراء إسرائيل وممثلي مكاتبها في عواصمهم من العرب يحرصون على أمن أولئك أكثر من أعينهم، ولا يسمحون لأحد بأن يقترب منهم أو يعكر مزاجهم ولو بكلمة.. كما يشير إلى أن " إسرائيل ليست فوق القانون الدولي والإنساني وخارج حدود المساءلة والمحاسبة دولياً فقط، بل هي فوق قبل ذلك وبعده تتربع على رؤوس بعض الرسميين العرب وتأمرهم فيطيعون.. ويقوم نفر منهم بأدوار ومناورات لإطالة أمد العدوان وتركيع المقاومة، ويبدع في تشويه المواقف إلى الحد الذي يصعب تصوره. ويؤكد واقع الحال أنه في الوقت الذي دخلت فيه وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبورا ليفني إلى غرفة قيادة العلميات العسكرية مع أولمرت وباراك قام وزير خارجية دولة عربية بدور وزير خارجية إسرائيل على أكمل وجه، وعبرت ليفني عن ارتياحها لما يقوم به وانصرفت كلياً لممارسة الإبادة الجماعية للشعب العربي في غزة.

الناس في غزة محاصرون بالموت، وأبناء الأمة العربية محاصرون بالعجز، والرسميون العرب محاصرون بأحقاد وقصر نظر وولاء مشبوه، ومشغولون بتصفية حسابات داخلية فيما بينهم، ينتجون البغضاء ويثمِّرونها ضعفاً وبغضاء، ويدورون في فلك رسمه أعداء الأمة لهم.. بعد أن صنفوهم ووصفوهم ووظفوهم فجعلوهم: تحالف "معتدلين" ضد محور "متطرفين"، أي فريق مفاوضين يستعدون للتنازل حتى عن القدس وحق العودة وفريق مقاومين يرفضون التنازل والاستسلام ولا غنى لهم عن كل أبناء أمتهم ليحققوا شيئاً مجدياً في معركة هي معركة الأمة كلها وليست معركة فريق منها.

علينا أن نقر بأن جهود الوزيرة رايس قد أثمرت.. نحن الآن فريقان يتناحران بسَفَه في حومة وغى تدور رحاها حول مستنقعات الموت في غزة التي تدمر الأمة وتعريها أمام العالم.. كل منهم يريد أن يهزم الآخر ويضعه في موقع التقصير الإدانة وربما الخيانة، وكلهم في النتيجة مهزومون ومدانون ومستهدفون من العدو وحلفائه، ومتهمون من شعبهم العربي بما هو قريب من الخيانة.

إنهم يتهمون إيران بمناصرة المقاومة الإسلامية حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، وبتصدير مشروعها ومحاولة بسط نفوذها..إلخ، ولو أنهم نصروا شعبهم وقضيتهم ووقفوا خلف المقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية الشريفة برجولة لوضعوا إيران ودعواها وادعاءاتها على المحك، فإن هي صدقت ونجحت في الامتحان فهي حليف وشريك وإن ثبت غير ذلك فهي صاحبة مشروع خاص وتستثمر في الضعف العربي وينبغي الوقوف ضدها.. ولكنهم لم يفعلوا ذلك بل انقسموا حول الأمر، فخاض بعضهم معركة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ضد إيران من دون مراعاة للتاريخ والجغرافية والعقيدة والثقافة، ومن دون تفكير بالنتائج المستقبلية الكارثية على الطرفين في المدى البعيد.. وتمترس الآخرون في مواقفهم من دون تسويق رؤاهم، ونسوا جميعاً تجارب الماضي المرة ومن الذي استفاد منها.

لم يحقق العدو الصهيوني أهدافه الاستراتيجية ضد المقاومة الفلسطينية، ولم يكسب في غزة سوى العار من قتل المدنيين والأطفال، لقد تعرى أمام العالم، وأقطع بأنه كتب بدم الغزاويين، مدنيين ومقاومين، بداية نهايته ونهاية أسطورته وأسطورة السلام معه.. لأن من كان يقول من أبناء الأمة العربية بإمكانية السلام مع " إسرائيل" أيقن الآن بزيف كل هذه الأقوال والادعاءات والتوجهات، وأدرك تواطؤ المروجين لها مع العدو وحلفائه وعملائه أو قصر نظرهم وسقوطهم في الفخ الذي رُسم لهم.. وأبناء الأمة العربية يطالبون اليوم بهدم ما بنته اتفاقيات السلام ومفاوضاته وادعاءات المتوهمين بإمكانية قيام سلام  بين الكيان الصهيوني والشعب العربي، من وهم وضعف وتواكل وتآكل في الإرادة والرؤية، وما أقامته من حلقات ومخططات تآمر على القضية والحق والمستقبل شارك ويشارك فيها من يتاجرون بالقضية والدم، ويتهربون من المسؤولية الوطنية والقومية، ويريدون تسويغ خياراتهم البائسة والمحافظة على منطقهم المتهافت ووجودهم الباهت.

لقد أيقن الشعب العربي أخيراً أنه لا يمكن التعايش مع الكيان الصهيوني ومشروعه الذي يستهدف العرب هوية وعقيدة ووجوداً، يستهدفهم قطراً بعد آخر وفئة بعد أخرى وواحداً بعد الآخر. لقد أفاق الشعب من سحر الوهم، وآمن بأنه لا بد من تحرير فلسطين كل فلسطين بامتلاك استقلال الإرادة والقرار وامتلاك القوة الشاملة: "علمية ومعرفية واقتصادية وعسكرية وأمنية وثقافية واجتماعية.. إلخ، وأن في ذلك وحده سلام المنطقة واستقرارها وازدهارها وتقدمها الحضاري الشامل.. إن ذلك مكلف وطويل الأمد ولكنه المدخل الوحيد للبقاء الآمن المستقر.. ويحتاج ذلك على أهداف واحدة، ومواقف موحدة، ورؤى ناضجة، وإمكانيات وعقول ورجال. لقد ارتفع الصوت العربي بذلك المطلب من طنجة إلى بغداد، فهل بقي بعد مأساة غزة أي مجال لاستمرار: اتفاقيات الذل التي تحول بيننا وبين ذلكن تلك التي كبلتنا طويلاً بما لا يمكن قبوله: " كامب ديفد، وادي عربة، أوسلو.." ؟ وهل هناك مجال لبقاء مبادرة عربية حملها قرار قمة بيروت 2002 وضرب العدو بها وجوهنا، ولم يأتنا منها سوى المزيد من الهزال واللغو والاتكال؟ وهل بقي شيء من " أنا بوليس" التي رسخت يهودية دولة الكيان الصهيوني وشرعت ما يبنى على ذلك وينتج عنه؟ وهل يبقى بعد كارثة غزة أي مجال لتحالف مع العدو الصهيوني الهمجي المحتل يسمى "التحالف من أجل المتوسط"، وهو تحالف من أجل إسرائيل أولاً وآخراً، أثمر المبادرة المؤامرة الملطخة بالدم على يدي رئيسي التحالف البائس.؟ وهل تبقى مفاوضات ينمو في ظلها الاستيطان، ويقام جدار العزل العنصري، وتهوّد القدس، ويُطرد السكان العرب من فلسطين، ويستمر فيها الاعتقال والحصار والتهديد والملاحقة والتصفيات الجسدية والإهانات اليومية.؟

إن علينا أن نراجع إرث بوش ورايس، إن رايس التي حرثت وزرعت بأمر بوش تغادر السياسة وتترك لمن تبنى أفكار رئيسها وأدارته  ومشاريعه وخططه، وتحالف معه، إرثاً هو: الحقد العربي المتبادل، وانعدام الثقة، والاصطفاف وفق أوامر العدو ومصالحه، وترك الصراع مع العدو الصهيوني لخوض صراع مفتعل في غير مكانه وزمانه مع من يمكن أن يكونوا حلفاء وأصدقاء، وذلك الإرث المر ستتولى هيلاري كلنتون تثميره واستثماره لمصلحة إسرائيل قبل الولايات المتحدة الأميركية، وستكون هيلاري أشد على العرب "معتدلين ومتطرفين" من سلفها رايس، فتاريخ تعصبها الأعمى لليهود وإسرائيل، وحقدها الدفين على العرب والمسلمين معروف للجميع.. ومن يعلق أهمية على التغيير الذي قد يحدثه أوباما في السياسة عليه أن يتذكر أن "التكيتيك" سيتغير والاستراتيجية الأميركية ثابتة، وعليه أن يتذكر أيضاً أن التحالف العضوي بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل راسخ في أيديولوجية الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وفي نهج المؤسسات وإرث الرئاسات الأميركية، وفي عمل الإعلام وصنع الرأي العام.. ولن يستطيع أوباما أن يغير ذلك حتى لو أراد.. والذي يمكن أن يغير ذلك أو يضعه "قضية على بساط البحث" في الأوساط الأميركية المعنية، هو تغير جذري في السياسة والاستراتيجية والخيارات العربية الحالية، وفي أساليب معالجة قضية العرب المركزية .. قضية فلسطين، والموقف المبدئي من الكيان الصهيوني.     

 لقد آن الأوان لإدراك أنه لا اعتراف بالكيان الصهيوني ولا تطبيع للعلاقات معه، ومن يفعل ذلك يسحب اعترافه بحق الشعب الفلسطيني في وطنه التاريخي ويقر بنتائج استخدام القوة وبالواقع الذي يفرضه الاحتلال بالقوة.. وأنه لا طاعة بعد اليوم لمن يسير في هذا المسار ولا مهادنة مع من ينتهجه ويدعوا إليه.. وأن المقاومة هي الخيار الوحيد، والسبيل الوحيد، والمدخل المنطقي والتاريخي أمام شعبنا للتحرير والتحرر، وهي قرار الشعب الذي لا يمكن أن يلغيه قرار. لقد كان ذلك قولنا منذ كامب ديفيد وحتى اليوم، وفي كل مواجهة يتأكد صواب ذلك.. ولكن لا يتغير شيء جذري..فإلى متى ننتظر؟!.

لقد آمن أبناء الأمة العربية بقوة الآن بنهج المقاومة ونصرها والوقوف معها، وانكشف أمامهم الطابور الخامس من السياسيين والمثقفين والكتاب والإعلاميين والمأجورين الذي كان وما زال يروّج للولايات المتحدة الأميركية واحتلالها، ولإسرائيل وجرائمها، وللأوربي المتواطئ معهما ضد العروبة والإسلام، وضد أطفالنا ومستقبلنا، وضد غزة والمقاومة.. وذلك الطابور يشوه صورة كل من يقف ضد دعواته وتلفيقه وتجارته وتآمره بذرائع واهية.. إنه يقدم الانهزام واقعية سياسية، والخيانة " وجهة نظر"، والتبعية الثقافية والسياسية حرية وديمقراطية وتقدماً وازدهاراً.. إلخ، ويسوطنا بسياطه وسياط أنظمة منحازة لهذه السياسة لكي يبقى سدنتها فوق الكراسي والرقاب.. لقد عانينا من أولئك فوق حدود التصور، وسكتنا عنهم فوق حدود الاحتمال، وهُمّشنا بسببهم أبعد من حدود الظلم والظلمة.. غنها الحرب الفكرية التي هدد بها بوش وقرر أن ينتصر فيها.. ودخل التاريخ مع حذاء " منتظر" والعار،  ولكن ما زال الطابور الخامس ومنه المطبعون والمدعون والمتآمرون.. في مواقع قرار وتأثير ونفوذ، يتحركون من دوائر، ويسيطرون على منابر، ويحكمون بجهلهم وادعائهم على الآخرين، ويغيرون جلودهم في كل مرحلة، ويبقون حيث هم مع كل تغيير، ويشترون بالدعم الذي يقدم لهم جهلة وأغبياء، لا يفقهون ولا يميزون، يستخدمونهم أدوات حادة لتجريح مفكرين ومبدعين ومناضلين ومقاومين ومثقفين شرفاء مقتدرين ومنتمين.

 لقد آن الأوان لخيارات مبدئية، وقرارات وطنية وقومية أصيلة وسليمة، وآن الأوان لإسقاط أدوات الهدم والتخريب واستبدالها بأدوات بناء على أسس من الوعي والمعرفة والانتماء.. وإن لم نفعل الآن خسرنا جولة وزمناً وضحايا، ودارت دورة الزمن وتكررت مأساة ودورة إراقة الدم والقتل والدمار والتآمر على الأمة وقضاياها العادلة باسم " محاربة الإرهاب" أو سواه.. وحصد العدوان والتآمر من أبنائنا وأطفالنا الكثير، وأعادتنا القوى المتواطئة علينا إلى مربعات ما قبل غزة وما قبل انتصار 2006 في لبنان.

إن ما بعد غزة يجب ألا يشبه ما قبلها.. وما بعد الانصهار في مطهر الدم والنار لا يمكن أن يكون مثل ما قبله.. فلتكن غزة يا أمة العرب مفصل الزمن والخيارات والمواقف والقرارات، مفصل الفرز والاصطفاف والوضوح، مفصل المبدئية وبوابة القضية، ولتكن مدخل الشعب إلى ساحة صنع القرار بمسؤولية واقتدار، ولتكن مرآة مقعرة تحرق العفن أينما كان.. ليتجدد فينا العزم ونستعيد المبادرة ونصنع المستقبل.

 وليس ذلك على أمة العرب بعزيز إن هي آمنت وعملت وأخلصت وجاهدت، وتركت ما لا يليق بها إلى ما هي خليقة به.

والله من وراء القصد.

       

دمشق في 16/1/2009