الفلسطينيون لا يؤمنون بالسلطة الفلسطينية- اسرائيل اليوم

الساعة 03:15 م|07 يناير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: ايال زيسر

 احتفلت السلطة الفلسطينية الاسبوع الماضي بـ 54 سنة على تأسيس حركة فتح التي تسيطر على م.ت.ف وتقود الحركة الوطنية الفلسطينية في العقود الخمسة الاخيرة. تعود بداية الحركة الى نهاية الخمسينيات، ولكن مؤسسيها، وعلى رأسهم ياسر عرفات، اختاروا تحديد يوم تأسيسها بالذات في 1 كانون الثاني 1965، حين نفذ نشطاؤها عملية الارهاب الاولى لهم ضد اسرائيل.

 على احتفالات يوم الميلاد المتواضعة على اي حال، خيم رفض حماس السماح لرجال م.ت.ف في قطاع غزة احياء يوم عيدهم. فقد ذكر الناطقون بلسان حماس بانهم قبل اقل من شهر من ذلك، في 15 كانون الاول، احتفلت حماس بـ 31 سنة على قيامها، وقوات الامن الفلسطينية في السامرة ويهودا فرقت مهرجانات نظمها مؤيدو حماس في المناسبة. قبل سنة فقط وقعت السلطة الفلسطينية وحماس على اتفاق مصالحة، تبين كقطعة ورق عديمة القيمة لم يعتزم احد تحقيقها. ومنذئذ اتسعت المسافة والفجوة بين غزة ورام الله والعداء بينهما وصل حتى الى ذروة جديدة بعد أن خرجت السلطة الفلسطينية الى معركة علنية ضد حكم حماس في غزة، واجبرته على طلب مساعدة اسرائيل وقطر لانقاذ نفسه من الازمة الاقتصادية التي احلها عليه ابو مازن. لا غرو ان اجزاء واسعة من خطابه بمناسبة يوم الذكرى لتأسيس فتح، كرسه ابو مازن للهجوم على حماس، الى جانب الشتائم الاعتيادية ضد حكومة اسرائيل والنظام الامريكي.

 غير أن ابو مازن وزملاءه في قيادة السلطة، وكذا ايضا خصومهم في قيادة حماس، تركوا الشارع الفلسطيني غير مبال. يخيل انه في نظر الكثير من الفلسطينيين لا تعد السلطة الفلسطينية أو حماس اليوم مناسبتين – وبالاساس قادرتين – على ادارة شؤون الفلسطينيين، فما بالك قيادتهم نحو تحقيق اهدافهم. يحتمل أن يكون الامر يتعلق بحقيقة أن ابو مازن احتفل مؤخرا بيوم ميلاده الـ 83، بصحته الهزيلة وهو يعتبر كمنقطع عن الواقع. اما زملاؤه في القيادة فليسوا اكثر شبابا منه. فهم ينتمون الى الجيل القديم المتمسك بكرسيه، لا يعترف باخفاقته ويرفض الاعتراف بان الواقع في المنطقة، حتى في اوساط الفلسطينيين تغير من الاساس في العقود الخمسة الاخيرة. وبالمناسبة، فان مروان البرغوثي هو الاخر، الذي ذكر على مدى سنوات كثيرة كـ "الامر التالي" لدى الفلسطينيين، اذا ما رضيت اسرائيل فقط وحررته من السجن – سيحيي في حزيران القادم يوم ميلاده الستين، من خلف القضبان. هو الاخر ليس بالضبط ابن الجيل الشاب، القادر على احداث التغيير والانعطافة اللذين يحتاجهما الجمهور الفلسطيني جدا.

ولكن يخيل أن المشكلة لا تكمن فقط في هوية الزعيم وعمره، بل في الطريق قبل كل شيء. فطريق السلطة الفلسطينية في قيادة م.ت.ف وفتح ولكن أيضا طريق منظمة حماس، الذي ليس فقط لم يؤد الى اي انجازات، بل ادت بالفلسطينيين الى طريق مسدود.

طريق طويل قطعته الحركة الوطنية الفلسطينية في الخمسين سنة الاخيرة. في العام 1974 اعترفت الدول العربية بـ م.ت.ف كممثل وحيد للفلسطينيين. وفي ذات السنة دعي ياسر عرفات للخطابة امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، وفي وقت لاحق، في التسعينيات، مال الكثير من الاسرائيليين ايضا ان يروا فيه زعيما شرعيا وبالاساس شريكا في طريق السلام.

غير أنه في العقد الاخير، وعمليا قبل ذلك فقد الفلسطينيون كل ما انجزوه حتى ذلك الحين. ففي اعقاب الانتفاضة في بداية سنوات الالفين فقدت اسرائيل الثقة بالقيادة الفلسطينية وبنوايا السلام للحركة التي تمثلها. وفي السنوات الاخيرة يفقد الفلسطينيون ايضا العالم الواسع بل وحتى العالم العربي إذ مرة اخرى لا يوجد احد يبدي اهتماما بهم وبالتأكيد لم يعد مستعدا لان يقاتل حروبهم.

اما الان فيخيل ان القيادة الفلسطينية، ومعها الفكرة الوطنية الفلسطينية يفقدان الثقة في اوساط الجمهور الفلسطيني نفسه. هكذا مثلا، يختار عرب شرقي القدس الاسرائيلية، سواء في الهويات الزرقاء، ام في شهادات البجروت، أم بالالقاب الاكاديمية في المؤسسات الاسرائيلية التي تضمن مستقبلهم. هكذا كفيل بان يتصرف فلسطينيون كثيرون آخرون اذا ما اتيح لهم الحديث. وبالتالي فالحديث يدور عن شرخ فلسطيني، وخير تفعل اسرائيل اذا ما استعدت له اسرائيل قبل الاوان.

كلمات دلالية