البزات تنزع والقذارة تخرج- يديعوت

الساعة 03:02 م|07 يناير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: اليكس فيشمان

هذه ليست "حرب جنرالات" –¬ هذه حرب بين سياسيين كانوا ذات مرة جنرالات، خرجوا الى الغابة السياسية واصبحوا حيوانات مفترسة. وليس للوحل الذي يرشقونه - او يعدون بانهم لا بد سيرشقونه على رفاقهم في السلاح – أي صلة بماضيهم العسكري. فقد نزعوا البزات، دخلوا الى المستنقع السياسي ويقاتلون في سبيل بقائهم في مواجهة تماسيح صغيرة وكبيرة يسبحون حولهم.

في هذه الغابة لا توجد قوانين، لا توجد مدونات أخلاقية، لا توجد كرامة للبزات ولم يعد هناك رفاق في السلاح. عندما ينزعون البزات – فانهم جميعهم يتقلصون بل هناك من يتقلصون أكثر ويفقدون حتى بعضا من القيم التي تربوا عليها. أو أنهم يفتحون الواحد تلو الاخر الجوارير التي جمعوا فيها الذخائر لليوم البارد – الثرثرة الناعمة، المعلومات التشهيرية، قصص المعارك الفاشلة، زلات اللسان – ويبيعون بضاعتهم كي يفشلوا سياسيا منافسا كان يجلس منذ زمن غير بعيد الى جانبهم في هيئة الاركان. ليس هذه حرب جنرالات بين جبابرة على نمط مونتجمري في مواجهة باتون. ولا حتى حرب الجنرالات في الجيش الاسرائيلي ما بعد حرب يوم الغفران. ولكن الأنا هي ذات الأنا – والكراهية، الحسد والمحاسبات من عهد الخدمة العسكرية تشعل إوار المنافسة السياسية.

اذا كان ضابط ثري الحقوق مثل يوآف غالنت مثلا، اعتقد ان بني غانتس، المظلي البطل بحد ذاته – هو رئيس أركان سيء، فلماذا لم يشركنا بهذه المفاهيم حين كان غانتس ذا صلة شديدة بأمن الدولة؟ فجأة، قبل اسبوع، في مناسبة "تبرعات" ما – اجتماع ناءٍ لمتقاعدين متثائبين – يروي للامة ما يعرفه الاف الضباط والجنود عن غانتس رئيس الاركان، بحق السماء. أمس ايضا نشر في "يديعوت احرونوت" بانه في مكتب رئيس الوزراء يعدون ملف عن غانتس، ولكن على ماذا بالضبط يعدون ملفا؟ فغانتس ونتنياهو كانا شريكين مئة في المئة في تلك الحملة الشوهاء في غزة. اذا كان اليعيزر شتيرين اعتقد بان ميري ريغف وصلت الى رتبة عميد بطريق ليس طريقا – فلماذا صمت عندما اودعت في ايديها المنظومة الحساسة جدا للرقابة العسكرية؟ واذا كانت ريغف اعتقدت بان شتيرن هو ضابط غريب يحتاج كل الوقت "لان ينظف خلفه" من ناحية جماهيرية، فلماذا سكتت. وهم بالطبع ليسوا وحيدين. اذا كان يوم طوف ساميا – الذي لا يزال على خشبة القفز في هوامش المستنقع السياسي – يهاجم غانتس، وفي الخارج يسخن نفسه غابي اشكنازي. اذا كان يرغب او لا يرغب، فانه سيضيف منذ الان زيته الى الشعلة.

حرب الوحل هذه تستدعي المزيد فالمزيد من التشهيرات: هذا سيوسخ، وذاك سيعيد له بذات العملة. اذا كان هذا هو ما يعتقده الجنرالات الواحد عن الاخر – فماذا يفترض بالجمهور ان يعتقده عن القادة في الماضي وعن القادة في الحاضر؟ هم لا يلحقون ضررا بانفسهم فقط، هم يقزمون الجيش الاسرائيلي على مكانته يبنون لانفسهم حياة سياسية.

كلمات دلالية