اضراب غانتس.. هآرتس

الساعة 05:46 م|04 يناير 2019

فلسطين اليوم

بقلم: سامي بيرتس

(في الوقت الذي يصمت فيه غانتس يكفي النظر الى سلوكه اثناء توليه رئاسة الاركان عندما وضع التدريبات واعداد الجيش في اسفل سلم اولوياته وهدد بالاضراب الذي نفذه من اجل الضغط على وزارة المالية لزيادة ميزانية الدفاع، ووضع على رأس اولوياته زيادة رواتب المتقاعدين العسكريين).

بني غانتس يراكم المقاعد في الاستطلاعات رغم أنه لم يكشف عن خططه. في ظل غياب معلومات عن رؤيته السياسية يمكننا الآن فحص لحظة شاذة في سلوكه كرئيس للاركان. صحيح أنه في الجيش لا توجد لجنة للعمال ويمنع الاضراب، لكن في ايار 2014 قرر رئيس الاركان غانتس وقف التدريبات في الجيش الاسرائيلي من اجل الضغط على وزارة المالية لاعطاء ميزانية للجيش. لجنة لوكر التي عينت في حينه لفحص ادارة ميزانية الدفاع، اعتبرت وقف التدريبات "فشل في الجهاز". وزير الدفاع في حينه موشيه يعلون، أيد الاضراب من اجل استعراض العضلات امام وزارة المالية. يعلون يمكنه الآن الانضمام لحزب غانتس.

الاثنان يتمتعان بصورة الاشخاص العقلانيين، لكن الاضراب الذي قاداه في الجيش لم يكن عقلانيا أو مناسبا. الدليل على ذلك هو الطريقة التي اديرت بها ميزانية الدفاع في عهد رئيس الاركان الحالي غادي آيزنكوت. فقد فهم بشكل سريع القصور في الجهاز في نفس فترة وقف التدريبات، سواء من الناحية العسكرية أو من الناحية العامة، لقد غير الاسطوانة وعمل من اجل تحسين ادارة ميزانية الجيش وتحسين صورته.

إن وضع الاهلية التنفيذية في اسفل سلم الاولويات مثلما ظهرت في فترة يعلون وغانتس، بعد 8 سنوات من حرب لبنان الثانية، التي كشفت فيها قصورات كثيرة في استعدادات الجيش، كان مثابة صفعة للجمهور الاسرائيلي. لقد برهنت على أنه في نظرهم توجد أمور اكثر اهمية من التدريبات، مثل شروط تقاعد من يخدمون الخدمة النظامية. في نهاية المطاف هذا اضر اكثر من أي شيء آخر بالجيش ومن هم في الخدمة النظامية، الذين تم عرضهم في برنامج "ارض رائعة" كاشخاص يبحثون عن الوظائف ويأكلون بالمجان واشخاص سمينين. ضباط كثيرون قالوا لي إنه في تلك الايام حاولوا عدم التجول بالزي العسكري في المقاهي ومراكز المدن حتى لا يواجهوا نظرات وملاحظات مثل: نحن ندفع لكم رواتبكم وتقاعدكم السخي ليس من اجل جلوسكم في المقاهي.

في مؤتمر لرجال الاحتياط في ايار 2014 شرح رئيس الاركان غانتس أن "سلم الاولويات القومي يتغير ومعه للاسف تتغير ايضا القرارات القومية المتعلقة بالامن. ونتيجة لذلك، نحن نواجه تحد معقد في الموارد لم نعرفه من قبل ويمكن أن تكون له تأثيرات دراماتيكية على الجيش". بدلا من تنفيذ خطة ميزانية متعددة السنوات واعطاء رد على التحديات، اختار غانتس الاضراب. لجنة لوكر التي تجاهلها يعلون واستخف بها شملت في توصياتها مطلب أن يتم تخصيص مبلغ معين للتدريب لا يمكن المساس به. رئيس الاركان آيزنكوت فهم خطأ غانتس وشخص أن وقف التدريبات، مثل امور اخرى تتعلق برواتب المتقادين في الخدمة النظامية والشفافية والتخطيط بعيد المدى لميزانية الدفاع تضر بالجيش وبصورته.

لذلك قاد آيزنكوت الخطة متعددة السنوات للجيش الاسرائيلي (جدعون) التي تضمنت زيادة النجاعة وتسريح آلاف رجال الخدمة النظامية وتقليص الزيادات الخاصة لرواتب التقاعد التي اعطيت للمتسرحين من الجيش (زيادة رئيس الاركان) وتحديد ميزانية لخمس سنوات. إن وقف التدريبات اخرج من القاموس في ولاية آيزنكوت. لقد قام بتعويض الجيش بوضع مطلب اخلاقي للانحراف عن ميزانية الدفاع، وحتى ان وزير الدفاع في حينه افيغدور ليبرمان دفع لتحقيق ذلك.

يوجد امام الجيش الاسرائيلي طريق طويلة للسير فيها من اجل ترسيخ الثقة مع الجمهور في كل ما يتعلق بالميزانية، عليه تبني معايير اكثر تشددا من الشفافية والامتناع عن مناورات تخفي التكلفة الحقيقية لانظمة التقاعد في الجيش الاسرائيلي، ولكن في عهد آيزنكوت تحقق تقدم في مجال ادارة الميزانية. وهذا فقط يظهر الادارة الفضائحية للميزانية في عهد غانتس.