والد الشهيد وائل الجعبري وحيداً في معركته منذ 83 يوماً

الساعة 01:10 م|01 يناير 2019

فلسطين اليوم

يعتصمُ عبد الفتاح الجعبري (64 عاما) في خيمة نصبها وسط مدينة الخليل منذ 83 يوماً، من أجل عهدٍ قطعه على نفسه أن يبقى في هذا المكان حتى يفرج الاحتلال عن جثمان نجله الشهيد وائل الذي ارتقى برصاص الاحتلال يوم الثالث من سبتمبر/ أيلول العام الماضي.

يشكو الجعبري من غياب المساندة والدعم المعنوي له، منذ اعتصامه حسب ما قال تحركت مسيرتين فقط باتجاه خيمته، لوحده يحارب حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة اتخذت قرارا بقهر أهالي الشهداء، من خلال احتجاز جثامين أبناءهم.

رغم البرد القارس في هذه الأيام، إلا أنه يصر على أنه لا يشكو من برودة الطقس، ويقول: "أنا أشعر كثيراً بالدفء، مستعد أن أعطيه دفأ قلبي.. الحسرة على وائل المحجوز في ثلاجات الاحتلال".

يتمسك الجعبري بحبل الصبر، لكنه يتمنى أن يشاهد جموع الناس حوله، ويقول: "أنا هنا لوحدي في هذه المعركة، السند عامل مهم في رفع معنوياتي، لكني سأواصل هذه المعركة، لو كان هناك افتتاح محل للملابس أو مطعم ستشاهد حشوداً يصطفون".

يأتي بعض المواطنين لخيمة المواطن الجعبري خلال ساعات النهار ويشربون فنجان قهوة ثم يرحلون، ويصفهم بأنهم من بقي لديهم ضمير حي.

يستغرب من ندرة المساندة له، "هذا ابن الوطن، وليس ابني لوحدي، ولم يضح بدمه من أجل أحد، لقد ضحى للوطن".

يشفق على 39 أم شهيد اللواتي لا يعرفن النوم في الليل والنهار، يُردن أن يودعن أبناءهن، وأن يدفنوا بحرية وكرامة، هذا هو سقف مطالبهن فقط.

لا يطالب بتسليم جثمان ابنه فقط، بل جميع الجثامين المحتجزة، ويصر على أنه لو تم الافراج عن ابنه فإنه سيواصل الاعتصام حتى الافراج عن باقي الجثامين.

الجعبري اجرى قبل سنوات عملية قلب مفتوح وبحاجة إلى رعاية طبية لكن يفترش الأرض ويلتحف بالسماء طيلة هذه المدة، ولا يعود إلى بيته إلا من أجل تبديل ملابس أو من أجل الاغتسال.

أصعب سؤال سأله أطفال الشهيد أحمد ورنين ورنا، ولم يعرف إجابته، عن موعد عودة والدهم الذي طال انتظاره.

يؤكد، "العزيمة والإصرار لن تلين.. لن أغادر هذه الخيمة قبل أن تخرج جثامين الشهداء من ثلاجات الاحتلال.. حق الشهداء علينا دين.. يجب أن يدفنوا تحت التراب.. تراب الوطن الذي ضحوا من أجله"".

الشهيد وائل (28 عاماً)، كان خارجاً صباحاً من منزله الذي يقع قبالة مستوطنة كريات أربع الجاثمة على أراضي المواطنين وسط الخليل عند الساعة الرابعة فجراً، حيث يعمل في مصنع للنايلون بنظام الورديات، وحسب الأهالي في المنطقة فإن مستوطنا أطلق النار وأصابه في يديه وأكمل جندي الجريمة بإفراغ عشرات الرصاصات في جسده حتى ارتقى شهيداً.

الاحتلال يواصل احتجاز 39 شهيداً، وأقدمهم الشهيد عبد الحميد أبو سرور المحتجز منذ الثامن عشر من أبريل/ نيسان 2016، وخلال العام الماضي احتجز الاحتلال 25 شهيداً، وفي عام 2017 احتجز 9 شهداء، و2015 احتجز 5 شهداء.

 

كلمات دلالية