أكد مدير دائرة الإعلام في مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر صالح، أن حكومة الاحتلال وإدارة مصلحة السجون تسعى لكل ما لديها لإفراغ الأسرى من محتواهم الفكري والديني والثقافي، وتحاول قتل رمزية الأسير عند شعبه الفلسطيني.
وأضاف صالح خلال حديثه لإذاعة صوت الأسرى أن الأخطر في العام المنصرم هو التشريع الصهيوني الساعي لإظهار الأسرى كمجرمين وإرهابيين، متغاضيًا عن مشروعية الفلسطينيين بحقهم في المقاومة التي كفلتها كل القوانين الدولية.
وأوضح صالح أن محاولة الاحتلال تجريم العمل المقاوم هو الأسوأ، لكن المطلوب منا بالمقابل الوقوف بكل قوة لمواجهة التحدي القائم، وأن نعكس بواقعية ووضوح ما يعانيه الأسرى الأبطال داخل سجون الاحتلال من انتهاكات، وتفاصيل حياتهم داخل السجن، والقوانين التي شُرِّعت داخل المحكمة الصهيونية العليا وإيصال كل ما سبق عبر المؤسسات الحقوقية للمؤسسات الدولية للإيصال صوت أسرانا في المعتقلات.
ولفت صالح إلى أن الاحتلال لاحق بشكل جاد خلال العام الماضي أشكال الاعلام المختلفة، فتم اعتقال عدد كبير من الشبان والشابات على خلفية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وتم إغلاق عدد من وسائل الاعلام، وصودرت أجهزتها، واعتُقِل 27 صحفي.
وأشار صالح أن عام 2018 شهد عدة أشكال للتضامن من قبل الفلسطينيين مع ابنائهم الأسرى المغيبين خلف قضبان الأسر، من خلال وقفات، ومسيرات، وأعمال فنية، لعكس حالة الأسير ومعاناته، ولتحشيد قوى الشعب الفلسطيني للمطالبة بحقوق الأسرى الفلسطينيين والمطالبة بحريتهم وإيصال الصوت للمؤسسات الدولية كي لا تستمر بإدارة ظهرها وتجاهل كل الجرائم الواقعة على الأسرى الفلسطينيين، وحتى يشعر الأسرى الفلسطينيين أن هناك جدار قوي يستطيعون الاستناد إليه.
وأكد صالح على وجود انتهاكات عدة بحق الأسرى تتطلب تحرك جاد، وتتمثل الانتهاكات في استمرار ملف الأسرى الإداريين، والعزل الانفرادي، والتنقلات التعسفية، والإهمال الطبي وانتهاك خصوصية الأسيرات.
وعن مستوى التضامن خلال العام الماضي قال صالح إننا نمر بمرحلة غاية في الصعوبة في كل فلسطين، وهناك تصدع في الجدار الفلسطيني والعربي والاسلامي، ومع هذا التصدع الحاصل ازداد الهم على الشعب وتشعب أولوياته، فلا يمكن القول أن قضية الأسرى هي الأولى على سلم أولويات الشعب الفلسطيني خلال العام الماضي, فمع زيادة الهموم والعقوبات تم تفتيت الجهد؛ ولكن هناك فئة قليلة لا زالت تضع الأسرى على سلم أولوياتها وتقاوم لتبقي قضية الأسرى في الواجهة.
وبالنسبة للدور المطلوب لإبقاء قضية الأسى حاضرة بقوة أكد صالح أن هناك دور على الفصائل الوطنية والإسلامية باعتبارها المسئولة الأولى عن الأسرى داخل سجون الاحتلال، فيجب عليها أن تكثف جهودها في دعم وإسناد الأسرى خاصًة على المستوى القانوني.
وأردف صالح أننا نلحظ وجود فعاليات داعمة لكنها مقصورة على فئة معينة وبعدد قليل، بالتالي يجب القيام بتحشيد أكبر من أجل قضية الأسير الذي يمثل عزة وكرامة الفلسطيني، مشددًا على أن هناك دور على الإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني، والأسرى المحررين؛ من أجل إيصال صوت الأسرى بكافة الوسائل.
أشار صالح أن مهجة القدس تحاول التشبيك مع عدة مؤسسات للقيام بفعاليات داعمة ومساندة للأسرى الأبطال، وتحاول إقامة فعاليات جادة على المستوى الدولي وتوحيد الصوت في ذات الفترة الزمنية وبعدة أماكن جغرافية ليكون الحراك أكثر جدوى.
وعن أجندة مهجة القدس في العام الجديد لدعم قضية الأسرى، قال صالح "نحاول الاستفادة من تجارب السنوات الماضية للخروج بأفضل طريقة لدعم الأسرى الأبطال، بحيث تصبح الفعاليات أكثر نوعية وأكثر حشد، والتركيز على الجانب القانوني والاستمرار بتقديم أوراق للمؤسسات الدولية"، مشيراً إلى ضرورة تجنب الاخطاء التي حدثت في العام الماضي، والتشبيك مع المؤسسات الدولية لإبقاء صوت الأسرى مسموع وعلى قمة قائمة الأولويات، ودعم عائلات الأسرى والحفاظ على حياتهم الكريمة.