قرار شجاع ورهان ثقيل .. معاريف

الساعة 01:32 م|30 ديسمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: بن كسبيت

(مساء أمس قرر بينيت وشكيد ان يأخذا مصيرهما في ايديهما، وان ينقطعا عن السفينة الام وان يتنازلا عن القاعدة الطبيعية للصهيونية الدينية وان يجربا قوتهما. في 9 نيسان سنعرف اذا كانا محقين).

بذور خطوة نفتالي بينيت وآييلت شكيد زرعت في ذاك الصباح الذي اضطرا فيه الى النزول مكللين بالعار من شجرة الانذار، بالتنازل عن حقيبة الدفاع، لمسح البصاق عن الوجه، لبلع ما تبقى من عزة وفهم ما كان يفترض بهما أن يفهماه منذ زمن بعيد: فهما رهينتان في يدي نتنياهو. طالما كانا يرتبطان بالبيت اليهودي، فانهما لن ينجحا ابدا في التحرر وتنسم بعض الحرية. فبيبي يعزف على اوتار روح الصهيونية الدينية كعازف فنان. حيث دفعهما بصورة وعجل الى التراجع، فخسرا المعركة ولكنهما لم ينويا التنازل عن الحرب ايضا.

في الاسبوعين الاخيرين اجريا تقويما للوضع. تبين لهما ان بيني غانتس لم يرتبط باي من احزاب اليسار. ولا يوجد في هذه المرحلة انفجار كبير في الوسط – اليسار. حكم نتنياهو مضمون (تبعا للاستماع). هذه فرصة ذهبية. هذه المرة، فيما انه يوجد امامه ثلاثة احزاب متوسطة فقط (لبيد، غانتس، غباي)، لن يتمكن نتنياهو من تشغيل الشفاطة الشهيرة لاجتذاب المقاعد في صالح فنجانه بمصاصة قش طويلة. هذه فرصة للقيام بعمل ما، لقطع السلسلة التي تكبلهما لحجر رحى الحاخامين الاكثر تطرفا وجنونات بتسلئيل سموتريتش واوري ارئيل، والاقلاع. نعم، هما يعرفان بان هذا الاقلاع يمكن أن ينتهي بالتحطم. توجد فيه مخاطرة جسيمة، ولكن يوجد فيه امل لا بأس به. هما يعرفان بان عصر نتنياهو يوشك على الانتهاء. حتى لو كان أعلن عن ذلك بعد الانتخاب فقط، يخيل لي بان شكيد وبينيت يعرفان ما يوشك المستشار القانوني على الاعلان عنه. لا يوجد ولن يكون ائتلاف لمتهم بالرشوة. هذا هو الزمن لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، هذا ما فعلاه امس.

وماذا اذا كان رغم ذلك انفجار في الوسط – اليسار؟ سيكون بالتالي توحيد في اليمين ايضا، يقولان. يوجد وقت. في اللحظة الاخيرة، اذا ما وعندما يحصل هذا، سيكون ممكنا الاعلان عن ربط عاجل بين الليكود و "اليمين الجديد". لماذا لا؟ هذا سيسهل عليهما الانضمام بعد ذلك الى الليكود، في اليوم التالي لنتنياهو. حين لا تكون السيدة تحبط مبادرة من هذا النوع.

كان يمكنهما أن يستثمرا اكثر قليلا في الحدث نفسه. فهو لم يظهر في صورة جيدة ولم يبث جدية. فقد تحدثا على التوالي، كثنائي مذيعين منفعلين في احتفال تخريج مدرسة في مجال علم الاجتماع. ولرش الملح على الجراح جاء هناك ايضا احد متظاهري الاحتجاج (المحامي غونين بن يتسحاق) واطال المؤتمر الصحفي، فاحرجهما واحرج نفسه واحرج كل الحاضرين. ومع ذلك، فقد كانت هذه ضربة صغيرة في الجناح. اما الاختبار "اليمين الجديد" فسيكون في الاسابيع القريبة القادمة وهو لن يكون بسيطا.

الحدث دراماتيكي ايضا من ناحية شبكة العلاقات الخاصة بين بطلين. بينيت وشكيد ليسا ثنائي شراكة سياسية اخرى. فانا لا اتذكر تحالفا سياسيا من هذا النوع في الساحة السياسية. حلف يقوم على اساس الصداقة الحقيقية، الشراكة، الثناء والتقدير المتبادلين العميقين. غير ان شيئا ما مفاجئا حصل في الطريق. شكيد، التي كانت دوما رقم 2، وجدت نفسها اكثر شعبية من رقم 1. منصب وزيرة العدل، الذي رتبه لها بينيت، رفعها الى موقع من الشعبية النادرة حتى بتعابير وطنية. وقد عرفت هذا وهو عرف انها عرفت، وسيد القشطة الذي في الغرفة لم يسهل على اي منهما.

في الاشهر الاخيرة وقعت بينهما ازمة غير بسيطة. ففجأة كان يسمع مقربو بينيت يقدمون آخر الانباء وان كان سرا وبخصوصية، ضد آييلت. لم يسبق ان كان شيء كهذا ولكن النار اطفئت. لا يوجد ثنائي سياسي آخر في اسرائيل كان سيبقى على قيد الحياة بعد هذا الحدث. اما هما فقد بقيا. هي أقسمت على اعطاء نفتالي الفرصة للتنافس على رئاسة الوزراء مرة واحدة. وبالفعل، يدور الحديث عن هذه المرة.

في الانتخابات التالية ستكون انتخابات تمهيدية في "اليمين الجديد" بما في ذلك على رئاسة الحركة. اما في هذه اللحظة فيوجد رئيسان. بينيت وآييلت. القرارات تتخذ منهما الاثنان، بشكل مشترك. هو رقم 1 في القائمة، هي رقم 2. هو يحصل على الحقيبة الاعلى، هي تحصل على الحقيبة التالية في الطابور. في المرة التالية، كل شيء يكون مفتوحا، هذا اذا كان لا يزال "يمين جديد" في المرة التالية. سيكون مشوقا أن نتابع في النصف سنة القادمة كيف سيتطور هذا. فهل الاخوة ستبقى. هل الصداقة ستبقى. هل هذه الثنائية اللطيفة التي احتلت بعصف المكان الاول في القائمة السوداء لبلفور في كل الازمنة توجد هنا، معا، كي تبقى. لست مستعدا لان اتعهد بجواب على هذا السؤال.

في هذه الاثناء، نجحا في أن يأخذا معهما رئيسة الكتلة، شولي معلم رفائيلي. واليوم سيتبين ايضا بان الحاخام ايلي بن دهان سيكون معهم. هاتفاهما يتفجران من اتصالات لاناس يعرضون أنفسهم. النهج سيكون ديني – علماني، نصف نصف. هل ستكون عودة لايلي وحنا اسماء ساخنة اخرى هي الصحافي يوعز هندل، اللواءان يعقوب عميدرور وغيرشون هكوهن، وربما حتى العميد عوفر فنتر، السكرتير العسكري لوزير الدفاع عديم المنصب (لان وزير الدفاع هو ايضا رئيس الوزراء)، الذي لا ينتظر حقا منصبا نوعيا في الجيش الاسرائيلي.

لقد اتخذا قرارا شجاعا جدا. فيه رهان ثقيل، ولكن أمل لا بأس به ايضا. وسيعرضا على الجمهور حزبا نقيا، عديم التطرف والحاخامين منفتلي العقال، حزبا منقطعا عن السموتريتشيه ولكنه يميني بلا مساومة. وهما يهددان على الاصوات من الليكود، اسرائيل بيتنا، غانتس، لبيد، اورلي ليفي أبقسيس وغيرهم. الاحتمال قائم، والسؤال هو كم سيستنفدانه. شيء واحد يمكن أن يقال في صالح هذا الثنائي: فهما لا يبعثا على الملل. مساء أمس قررا ان يأخذا مصيرهما في ايديهما، وان ينقطعا عن السفينة الام وان يتنازلا عن القاعدة الطبيعية للصهيونية الدينية وان يجربا قوتهما. في 9 نيسان سنعرف اذا كانا محقين.

ولا يمكن ان ننهي المقال دون كلمة عن مستشار الامن القومي مئير بن شباط. فقد أكد بينيت امس في اقواله النبأ اياه الذي اذاعه عميت سيغال في أن رئيس الوزراء نتنياهو بعث ببن شباط الى منزل الحاخام دروكمان كي يقنعه بان يقنع زعماء الصهيونية الدينية ليمارسوا الضغط على بينيت كي لا ينسحب من الحكومة. هذا خرق فظ للقواعد، وفي دولة سليمة كان مستشار الامن القومي سيستقيل في الغداة. لحظنا اننا لسنا في دولة سليمة، وبالتالي يمكننا أن نواصل التمتع بخدمات بن شباط، يا لحظنا.

كلمات دلالية