الحواجز في رام الله تتزايد والتوتر في الضفة يزداد.. هآرتس

الساعة 05:32 م|21 ديسمبر 2018

فلسطين اليوم

بقلم: عميره هاس

(المضمون: العصبية الشاملة وصلت الى ذروتها في شجار بين طلاب من فتح ومؤيدي الكتلة الاسلامية في جامعة بير زيت. العقبات واغلاق الطرق ليست حاجة أمنية، حيث أن الفلسطينيين يسافرون في طرق ملتوية يعرفها الجيش جيدا).

الاحتفال بتدشين المرحلة الاولى لانشاء سجل الاعمال الاداري الفلسطيني، تأخر قليلا. العاملون في الوزارات الحكومية استغلوا هذا التأخير من اجل تبادل الشائعات قليلا عن رؤسائهم، وبالاساس من اجل تبادل معلومات بشأن الطرق القروية، التي تتجاوز الحواجز التي يمكن من خلالها الخروج من رام الله والعودة الى البيت.

قبل اسبوع اغلق الجيش الاسرائيلي عدد من مداخل مدينتي رام الله والبيرة والقرى التي تقع في محافظة رام الله، وعلى مداخل اخرى وضع جنود يعيقون حركة السيارات الخارجة. احيانا تمر خمس سيارات في الساعة واحيانا 15 سيارة. هذا خاصة بعد الظهيرة وفي المساء، حيث تمتد طوابير طويلة من السيارات. السائقون يتصلون مع البيت ويشرحون بعصبية منضبطة أنه لا يوجد ما يمكن فعله، الاحتلال يقوم بعملية انتقام جماعية.

ليس بالامكان تسمية العقبات "اتخاذ وسائل امنية استنادا الى معلومات استخبارية"، حيث أن كثير من السائقين يجدون طرق ملتوية (يعرفها الجيش جيدا، ولو أراد كان يمكنه اغلاقها) من اجل الخروج من القفص. يفضل السفر الطويل "بدلا من الوقوف ساعة أو ثلاث ساعات والنظر الى الجنود في جيل الـ 19 وهم يتحكمون بنا ويلعبون بوقتنا"، قال أمس موظف في وزارة الاعلام لزميله الذي تعرف عليه للتو من وزارة الاقتصاد الوطني.

مواقع الاخبار تنشر صور الوضع في الحواجز التي تقع في محيط رام الله للتسهيل على السائقين. ايضا في الفيس بوك توجد اخبار متواصلة عن ذلك، أين توجد حركة بطيئة لكنها تتدفق، وأين توجد اختناقات للسيارات ليس لها بداية ولا نهاية. احيانا غيوم سوداء مصدرها الاطارات المشتعلة تجعل السائقين يبتعدون عن اماكن المواجهات، مثلا قرب مخيم الجلزون للاجئين، وهكذا فان الشوارع الموازية تختنق على الفور.

في كل صباح الجميع يستيقظون على اخبار جديدة، بما في ذلك عدد المعتقلين في الليلة السابقة وعدد الاقتحامات العسكرية. أمس مثلا، خمسة معتقلين: 3 من كوبر وواحد من رام الله ووالدة أسير من حزما. أول أمس العدد كان 28 معتقل، منهم 15 معتقل من العيسوية، كما نشر في وسائل الاعلام الفلسطينية: اول أمس رفضت المحكمة العسكرية في عوفر اطلاق سراح عمر وعاصف، وهما والد وشقيق صالح البرغوثي الذي اتهمته اسرائيل باطلاق النار على اسرائيليين في عوفرا، وحسب تقاريرها، فقد قام الجنود بقتله.

العائلة وممثلو جمعيات حقوق انسان اعلنوا أنهم لا يستطيعون تصديق التقارير عن موته طالما أنهم لم يروا الجثة، حيث أن شهود عيان قالوا إنهم شاهدوا صالح وهو يخرج حيا من سيارته، بعد أن أطلق الجنود النار عليه قرب سوبرماركت في قرية سردا. في اقتحام كوبر أمس قام ضابط الشباك بالتحقيق بشكل مطول، كما يبدو (في وسائل الاعلام الفلسطينية يتحدثون عن "قوات الاحتلال") مع سهير، والدة صالح. نادي الأسير الفلسطيني قال إنه اثناء اعتقال الأب (67 سنة) والتحقيق معه فان المحققين في المسكوبية لم يسمحوا له بالنوم سوى ساعتين في اليوم، وأنه تم ابقاءه ساعات طويلة وهو مكبل الأيدي من وراء ظهره على كرسي قصير.

مستهلكو الاخبار يتخيلون، بمزيج من الغضب والعجز، ما يمر ببالهم عندما يمنع من النوم وظهره محني في وضعية مؤلمة – وهو لا يعرف ما الذي حدث مع أحد أولاده، ويخاف على ابنه الثالث الذي اعلن أنه مطلوب، ويعرف أن بيوت أبنائه وعائلته تتعرض لخطر الهدم بما سمي "الردع الاسرائيلي"، الذي يفسر في الضفة كانتقام جماعي. الاذاعة ايضا تتحدث عن شيء آخر يقلق الجمهور، على الأقل الجمهور الموجود في منطقة رام الله: ارتفاع اسعار السفر في المواصلات بسبب الوضع. هل يحق للسائق أخذ سعر أعلى مقابل السفر بسبب الانتظار الطويل في الحواجز، أو زيادة كمية الوقود المستهلكة في السفر؟ اذا كان الامر كذلك، كم؟ الشكاوى في قسم الشكاوى في وزارة المواصلات ازدادت، قال المتحدث بلسان الوزارة.

مقدمة برنامج صباحي محببة دعت الى الامتناع عن تقديم تقارير غير دقيقة (التي يمكن أن تؤجج النفوس)، هي ايضا تجري مقابلة مع امرأة تربوية عن الحاجة الى المراقبة المشددة على الاطفال، "لأنه لدينا ليس من المعتاد مشاركة المشاعر" وضمهم، وتركهم يستمتعون من اجل "أن لا يمروا بما مررنا به في الانتفاضة الاولى"، في حينه تم اتخاذ قرار بالامتناع عن اجراء الحفلات والاحتفالات الاخرى. هكذا، أكدت موظفة في قسم الثقافة في بلدية رام الله، في يوم الاربعاء مساء كان قصر الثقافة قرب متحف محمود درويش مليئا، 750 مقعد، بالاشخاص الذين جاءوا لسماع الثلاثي جبران من الناصرة في البومهم الجديد "الرحلة الطويلة". واضافت: اليوم، الخميس، يوجد للاخوة الثلاثة، عازفي العود، حفل آخر. التذاكر عند المدخل.

اذا كانت الحفلات الموسيقية تجري كالمعتاد، فان اللقاءات التجارية تتواصل والجلسات في المكاتب الحكومية كذلك. ومثل تدشين سجل الاعمال الذي جرى أول أمس في قاعة المحاضرات في وزارة المالية، وعلى بعد اقل من كيلومتر عن حاجز بيت ايل، الذي الشارع حوله لونه اسود من الاطارات التي اشعلت ومغطى بالحجارة التي رشقت. مقدمة الاحتفال قارنت سجل الاعمال بالنبتة الغضة التي ستنمو، لقد احتجنا الى شرح من مكان آخر: "سجل الاعمال هو قائمة بالوحدات الاقتصادية (اعمال من القطاع العام والقطاع الخاص) المعدة للتصنيف، مثال وملخصات احصائية. سجل الاعمال موجود في معظم الدول المتقدمة وهو يدار من قبل مكاتب الاحصاء ويرتكز على مصادر معلومات ادارية"، شرح موقع مكتب الاحصاء المركزي الاسرائيلي.

السجل الفلسطيني يتضمن فقط اعمال من القطاع الخاص. المكتب الفلسطيني المركزي للاحصاء بدأ قبل حوالي اربع سنوات في انشاء السجل، بمشاركة وزارة المالية والاقتصاد القومي الفلسطينية وبدعم مهني ومالي (700 ألف يورو) من الحكومة الفرنسية. هذا مصدر للفخر، جزء من عملية بناء مؤسسات الدولة، قال متحدثون فلسطينيون وفرنسيون رسميون. الفرنسيون أكدوا على أن الدعم يعبر عن الثقة بمستقبل الدولة الفلسطينية. طاقم التأسيس في مكتب الاحصاء حظي بالثناء، وهكذا ايضا روح التعاون وتبادل المعلومات بين الجهات المختلفة: وزارة الاقتصاد الوطني، قسم ضريبة القيمة المضافة في وزارة المالية، مكتب التجارة، البلديات. في محادثة خاصة شكر أحد اعضاء طاقم التأسيس بلدية رام الله: من بين كل البلديات، المعلومات التي قدمتها كانت الاكثر دقة.

من بحث في وسائل الاعلام الرسمية عن معلومات دقيقة عما حدث في جامعة بير زيت في يوم الاثنين الماضي استصعب أن يجد أي معلومات. كانت هناك حاجة الى تجميع شيء ما من البيان الذي اصدرته الادارة عن وقف التعليم واغلاق البوابات امام الطلبة في يوم الثلاثاء، من بيانات استنكار ومن افلام فيديو قصيرة، عصبية، عرضت في الفيس بوك. وهذه اظهرت عدد من الاشخاص قويي البنية الذين يرتدون الملابس المدنية وهم يوقفون السيارات على مفترق الطرق الموجود امام الجامعة، ويحاولون اخراج المسافرين من السيارات. اختناق سيارات كبير نشأ حولهم. "هؤلاء بالتأكيد مستعربون"، قالت التي كانت تصور بالهاتف المحمول "انظروا، يوجد لديه مسدس"، قالت اخرى تقف قربها.

في الافلام القصيرة نرى كيف يهرب عدد من الشبان برشاقة من السيارات التي اوقفت، ويركضون نحو الحرم الجامعي. بعض الرصاص في الجو اذهلت المصورة. طالب تحدث للصحيفة قال إنه كان يسافر في السيارة طلاب من التربية الرياضية، احدهم - المقرب من الكتلة الاسلامية في مجلس الطلاب – قام قبل يوم بوضع تعليق في الفيس بوك ينتقد فيه السلطة الفلسطينية ويدعو الجميع الى مهاجمة مراكز الشرطة الفلسطينية، في ظهيرة يوم الاثنين. ساعة "الهجوم" مرت بلا شيء – هكذا من الواضح أن هذا كان مجرد بطولة فيس بوك فقط. ولكن أحد ما في المخابرات العامة الفلسطينية قرر ارسال عدد من رجاله من اجل اعتقاله، قال الطالب.

المراقبون ومن كانوا لا يزالون في الحرم الجامعي كانوا على قناعة بأن هؤلاء مستعربين، الذين جاءوا قبل بضعة اشهر لاعتقال رئيس الكتلة الاسلامية، لكن المسافرين في السيارة فهموا أن الامر يتعلق بالأمن الفلسطيني، وربما ابلغوا اصدقاءهم في الكتلة الاسلامية الذين انتظروهم في الحرم الجامعي وبدأوا يهتفون ضد "الشبيبة" (كتلة فتح الطلابية). شجار كبير نشب بين الكتلتين في الجامعة، وتم تحطيم النوافذ والاثاث. عندها الناس ونشطاء آخرون جاءوا الى المكان وتدخلوا من اجل تهدئة النفوس وتهدئة الاعصاب المتعبة للجميع.

كلمات دلالية