موشيه كحلون: عليك أن تكون عربيا فخورا - هآرتس

الساعة 05:45 م|17 ديسمبر 2018

بقلم: عودة بشارات

 

(المضمون: سيد كحلون، عليك أن تكون فخورا بثقافة والدتك العربية الليبية وأصلك وإلا فان الاشكناز سيواصلون مطاردتك بهذه التهمة. وعليك عدم السماح باستخدامك كسوط ضد الثقافة العربية والثقافة الغربية الساحرة - المصدر).

 

حسب شركة الاخبار، نعت الوفيتش، أحد كبار رجال الاقتصاد الاسرائيلي المتهم بالرشوة في ملف 4000، نعت وزير المالية موشيه كحلون بـ "العربي". بهذا، بالنسبة لي كعربي، ليس سهلا العيش في مجتمع فيه الاصل القومي لي هو كلمة ادانة في فم زعمائه. ولكني كشخص جرب المعاناة، تبنيت مقولة الشاعر أبو الطيب المتنبي الذي لسوء حظه كان هو ايضا عربي "إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنني كامل". بالطبع، المتنبي بالغ في اقواله، حيث أن العربي مثل أي شخص آخر محكوم عليه بالموت، ليس كاملا. ولكن بالنسبة لـ الوفيتش الغارق حتى عنقه في اتهامات ثقيلة بالرشوة، هو نموذج مثالي. على كل الاحوال، ولأنه حتى كتابة هذه السطور، الوزير كحلون موضوع الادانة لم يرد، كعربي فخور أنا اقترح عليه رد آخر، ربما مفاجيء لكنه متوجب بهذه الصورة: اجل، قال الوفيتش، أنا عربي – يهودي فخور. ماذا تقول، يا سيد كحلون؟.

 

لماذا أقول ذلك؟ أنت تسأل. لأنك اذا قلت بأنك لست عربي، وستبذل جهد لاثبات ذلك، فقط سيواصلون مطاردتك بهذه الشتيمة "العربي جاء" و"العربي قال". ولكن اذا قلت إنك عربي، وهذا لن يجعلك تشعر بالخجل، فان العنصريين سيوقفون حملتهم. ذات مرة قال الشاعر توفيق زياد إن الشخص السيء الذي يطاردك هو مثل الكلب الذي يكثر النباح: اذا هربت منه سيستمر في مطاردتك، لكن اذا وقفت امامه بشجاعة وقامة منتصبة فسيخاف.

 

ما الذي اذا لم تقم به، يا موشيه كحلون، لاثبات أنك مخلص لرئيس الحكومة نتنياهو وسياسته التي تقصي العرب. لقد أيدت تقريبا كل القوانين التي تستهدف تدمير جهاز القضاء، التي كل هدفها هو انقاذ جلد نتنياهو، لقد أيدت وزيرة الثقافة، ميري ريغف، حول قانون التهديد الذي وضعته: "الولاء للثقافة"؛ لم تعارض القوانين المناقضة للديمقراطية لوزراء البيت اليهودي، التي كل هدفها هو تدمير المجتمع المدني. وفي النهاية تجد نفسك، يا للخجل، عربي!.

 

ولكن اكثر من ذلك، يا كحلون، الى متى ستخجل من أصلك؟ الحقيقة هي أنك عربي، عربي – يهودي. صحيح أنك عربي جيد مثلما سموا العرب الذين تساوقوا مع السلطات في الايام الاولى للدولة. ولكن مهم أن تعرف بأن السلوك العربي في حينه كان نتيجة الظروف القاسية، سيف الطرد حلق في تلك الايام فوق رؤوسهم. الآن وضع العرب في اسرائيل تغير، وهم يثقون بعدالة طريقهم وبالقدرة على تحدي سياسة التمييز والاقصاء، والكف عن أن يكونوا عرب جيدين.

 

ايضا وضع الشرقيين، الذين طوائفهم تُعد معهم، تغير. ألم يحن الوقت لتتوقف أنت ايضا كواحد من الزعماء البارزين للشرقيين عن أن تكون عربي جيد، الذي يريد اليمين في اسرائيل منه من جهة أن يستخدم كسوط على العرب ومن جهة اخرى كسوط ضد الاشكناز الديمقراطيين، وبالاساس أن يبقى أسيرا داخل القومية المتطرفة العمياء لرؤساء اليمين المتطرف وعلى رأسهم نتنياهو؟ وهناك وظيفة اخرى يعدونها لك في الليكود وهي استخدامك كسوط لقمع الثقافة – بالاساس الثقافة الغربية – وأنت ترقص على نغمة قيثارتهم. وفي نفس الوقت لا شك لدي أنهم في الغرف المغلقة يشمئزون منك لأنك في نظرهم بالمجمل عربي، وليس أي عربي، بل عربي ودود ينفذ من اجلهم الافعال القذرة.

 

اقترح عليك، يا سيد كحلون، أن تتذكر والدتك المتوفاة وعربيتها الليبية. وأن تتذكر الفضاء الثقافي الذي تربت فيه وأن تتفاخر به. بدون أن تكون مقتنعا بثقافة والدتك وحتى مشجعا لها، لن تستطيع التخلي عن عادتك السيئة لمحاكاة الاشكناز، دون أن تفهم ماهية الثقافة الغربية العميقة جدا والساحرة جدا.