أعمال وقائية - معاريف

الساعة 05:44 م|17 ديسمبر 2018

بقلم: أفرايم غانور

 

(المضمون: رد اسرائيل على تعاظم احداث الارهاب يجب أن يكون خلق ردع يؤثر على تابعي ايران، وكذا كشف وجه لبنان الحقيقي - المصدر).

 

تعاظم الاعمال العدائية في يهودا والسامرة هذه الايام، مثل اطلاق النار في مفترق عوفرا وفي بنيامين، احداث الدهس في اذنا وفي منطقة الخليل، في الجفتلك في الغور مثل احداث اخرى لا تصل الى وسائل الاعلام، ليست صدفة. فمن خلف موجة الارهاب هذه توجد يد توجهها، وعنوانها هو ايران، الذي من خلال حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة، توقظ الخلايا النائمة في يهودا والسامرة من العمل بكل وسيلة ممكنة بهدف واضح لضعضعة الامن، لاشغال جهاز الامن الاسرائيلي ولربط قوات كبيرة من الجيش في المطاردات لمحافل الامن وحراسة المستوطنات. كل هذا في الوقت الذي تجد فيه حماس والجهاد الاسلامي صعوبة في العمل من قطاع غزة بسبب المال القطري الذي يطعم الكثير من الافواه الجوعى في غزة ويخدم مصالح حماس، وبسبب تعهد قيادة حماس لمصر وقطر بالحفاظ على الهدوء.

 

فأعمال اطلاق النار من السيارات المسافرة، والتي تعاظمت في الايام الاخيرة تتطلب بنية تحتية تنظيمية وتخطيطا، مثلما تتطلب سيارات (للهروب ايضا)، سلاح، ذخيرة، اماكن اختباء، مساعدين وتمويل، وواضح ان مثل العمليات الارهابية هذه تتطلب ما لا يقل عن مخربين اثنين، واحد يقود السيارة وآخر يطلق النار، مما يدل على أن الحديث يدور عن عمليات منظمة جيدا بنيت على مدى الزمن.

 

ان هذه الاحداث الارهابية تدل على أنه في حالة عمل عسكري واسع ضد حزب الله في لبنان و/أو ضد حماس في قطاع غزة، هناك حاجة للاستعداد ايضا لاعمال مكثفة من الارهاب من كل الانواع في يهودا والسامرة.

 

وذلك لان كعمق الحفريات لاكتشاف الانفاق على الحدود اللبنانية، هكذا ستتصاعد هذه العمليات ايضا. يتبين أنه رغم الاعمال الممتازة التي يقوم بها الجيش والمخابرات الاسرائيلية، ورغم الاعتقالات والاعمال الوقائية، فان بنية الارهاب لحماس والجهاد الاسلامي في ارجاء يهودا والسامرة حية، ترزق وتركل وهي تتلقى التعليمات من غزة – ايران.

 

ان نجاح منفذي العمليات، مثل القاتل من برقان ومنفذي عمليات اطلاق النار من سيارة مسافرة، تشجع هذا الارهاب الذي يتلقى ريح اسناد من النجاح.

 

ان رد اسرائيل على هذا الواقع، الذي يمر كالخيط الثاني من طهران، عبر سوريا، لبنان، غزة، يهودا والسامرة، هو خلق قوة ردع تؤثر على هذا النشاط وعلى من يسيرون في كنف ايران. ويستدعي هذا الردع قبل كل شيء ضرب اولئك المخربين، القتلة والامساك بهم، كي يرى الناس فيخافون، والى جانب ذلك ينبغي العمل في كل القنوات الدولية للكشف عن الوجه الحقيقي للبنان، تلك الدولة التي توجد لها منظمة ارهابية تتحكم بها ايران، الدولة التي تحولت من دولة لبنان الى دولة حزب الله بسيطرة الشيعة رغم أنهم لا يشكلون الا 27 في المئة من سكان لبنان (41 في المئة من السكان هم مسيحيون، 27 في المئة مسلمون سُنة و 5 في المئة دروز). هذه دولة جيشها هو تحت سيطرة حزب الله، الذي من شأنه ان يجرها الى الخراب والدمار والى المس الشديد بمئات الاف المواطنين من قبل اسرائيل، رغم ان الاغلبية الساحقة فيها ليس لهم اي مصلحة او نية في العمل ضد اسرائيل.

 

الى جانب كل هذا، فان اسرائيل ملزمة بان تستغل كشف الانفاق على الحدود الشمالية للتنفيذ الفوري، الكامل والدقيق لقرار 1701 للامم المتحدة ووقف النار في الشرق الاوسط، والتي اتخذ في ختام حرب لبنان الثانية، وبالاساس للتركيز على الماة 12 من القرار الذي يخرقها بقدم فظة حزب الله وايران؛ فالمادة تقول ان تتخذ قوة الامم كل الاعمال اللازمة كي تضمن الا تستغل مناطق اعمالها بتنفيذ اعمال معادية من اي نوع. وهكذا، بعد 12 سنة، تطبيق قرار 1559 الذي يتحدث عن حل الميليشيات المسلحة على الاراضي اللبنانية بما فيها حزب الله.

 

لمساعدة الولايات المتحدة، فان اسرائيل ملزمة بان تثير هذه المشكلة في مجلس الامن في الامم المتحدة، وتفعيل كل ما يمكن تفعليه من اجل الايفاء بتطبيق القرارات، وكل هذا، قبل التهديدات التي ينثرها رئيس الوزراء ووزير الدفاع نتنياهو بلا توقف وبلا غطاء، في الوقت الذي تتآكل فيه قوة الردع الاسرائيلية وتوجد في درك أسفل.