إلى مَتى يستمرُّ الإرهابُ الصُّهيونيُّ.. ويستمرُّ السُّكوتُ عليه؟! علي عقلة عرسان

الساعة 02:59 م|15 ديسمبر 2018

فلسطين اليوم

إلى مَتى يستمرُّ الإرهابُ الصُّهيونيُّ.. ويستمرُّ السُّكوتُ عليه؟! علي عقلة عرسان

أهذه أيام " الأنوار" في كيان الظلام الصهيوني، أم هي أيام الظُّلم والطغيان، وقمة الإرهاب، والعنصرية، ولاعدوان؟! لا تترددوا في الحُكم.. الطبع يغلب التطبع، وطبع العنصريين الصهاينة، وطبع قادتهم، وساساتهم، وجيشهم، "جيش الذَّبح الإسرائيلي المجرد من الأخلاق، طبعهم: "عدوان، وقتل، وإجرام، وإرهاب، وغدر، وكذب وافتراء، وتزوير.. واتهام لضحاياهم بما في أنفسهم هم، وبما يمارسون. وأبدأ حديثي بإشارة إلى رأي يهودي - إسرائيلي منهم، كتب بمناسبة عيد الأنوار اليهودي، " حانوكا"، أي مناسبة تدشين الهيكل الثاني عام ١٦٤ ق.م، بعد انتصار الحشمونيين ويهودا المكابي على الجيش الهيليني، جيش أنطيوخس الرابع؟!.. كتب الإسرائيلي روغل ألفر في هآرتس، بتاريخ 9/12/2018، مقالاً تحت عنوان "ليكون لنا ذبح سعيد"، كتب عن أغانٍ يهودية تُمجِد الذَّبح، ذَبْح الأغيار، ليكون انتصار حاسم، " هِرْمَجِدُّون" عظيمة، فيكون عيدٌ يُصنَعُ فيه فطيرُ صهيون " الأشهر من شهير"، حيث يُجْبَلُ الدقيق بدم أبناء "الغوييم" ويُقلَى ثم يؤكل ببهجة العيد.

وللإنصاف فإن" إلفر" استَهجن أو رفضَ عبارات في أغنيات ذلك العيد، هي مواقف يمجدها اليهود، وتطلعات وتمنيات ينتظرونها ويسعون إليها، ويربّون أبناءهم عليها.. ومما أشار إليه من أغانٍ تُردَّد في تلك المناسبة، من كبار القوم وصغارهم.. أغنية بعنوان "معقل تسور"، وهي الأغنية الاكثر شعبية في عيد الأنوار " حانوكا = تدشين".. وما أضعه هنا بين قوسين مُقْتَبَس من ذلك المقال، تبدأ  أغنية معقل تسور هو خلاصي بكلمات: [[ من الجميل تقديم الشكر لك.. إبنِ معبدي – هناك سنقدم القرابين، شكرا لك.. حين تعد الذبح سيضيق من ينبُح]].. ويقول الفر:[[ الأطفال اليهود يغنون هذه الكلمات بصوت مرتفع." تقول الكلمات " ذَبح"، ماذا يعني ذَبح؟ ذبح يعني مذبحة، "إلى حين تعد المذبحة"، يعني أن الله سيمحو نسل عملاق، ويمحو ذكره من وجه الأرض.. هذه مذبحة لكل العماليق، لكل أعداء إسرائيل، ليس فقط جنود العدو، بل الجميع. في هذه الأنوار، هانوكا يشكر كل شعب إسرائيل هذا الإله القاتل الذي يتعطش لدماء ضحاياه.]].. ويذكر الفر أغنية أخرى بعنوان "على الحروب وعلى الخلاص"، هذه الأغنية تقول: [[ بسرور إلى الحرب، ليس حرب ضد واحد، بل ضد الكثيرين. الحروب هي الخلاص والنجاة، والاعتراف بالشكر لها.. في تلك الأيام، وفي هذا الزمان". والحرب هي طرد الظلام، هي "جئنا لطرد الظلام".. كل واحد منا هو شعاع صغير، وجميعنا ضوء كبير".. هذه هي الرسائل، وهذه هي القيم لأغنيات عيد الأنوار.]].

والمتتبع لتاريخ العنصرية الصهيونية في مراحل مختلفة، مذ وجدت فهماً واعتقاداً وتمييزاً عنصرياً بغيضاً وبائساً ومنحطاً، يقوم على الادعاء والافتراء والكذب، ويدعي التعالي على البشر، ويكذب على " الرَّب"، بالقول "إنه اختار اليهود شعبه"، وأسقط الآخرين من حسابه، جلَّ الرَّب عن ذلك.. المتتبع لذلك التاريخ يجد أن العدوان، والقتل، والحقد، وكراهية الآخرين.. هو أبرز سمات هذه المجموعة الضالة الفاسدة من البشر، وأن ممارستها للعدوان والجريمة والكراهية، رُفِعَت لديها ولدى مناصريها والموالين لها، إلى درجة المقدس، وأخذت منحى منحطاً من التفكير، يبيح كل تفكير إجرامي ضد الآخرين من غير اليهود، بادعاء أن اليهودي فوق الناس، وهو " النور الذي يطرد الظلام"، والأخلاق، و.. و.. وكل الأكاذيب والادعاءات المناقضة تماماً لمسلك أولئك.. إنهم يعتدون ويدعون أنهم المُعتدَى عليهم، يقتلون كل يوم، ويدعون أنهم ضحايا، يضطهدون الفلسطينيين، ويسلبونهم وطنهم التاريخي.. ويدعون أنهم إنما يعودون إلى " وطنهم" الذي سلبه الفلسطينيون. يمارسون أفظع الإرهاب، ويدعون أنهم ضحاياه، يُقتل منهم شخص أو يجرح في عملية دفاع الفلسطيني عن نفسه في وطنه، وأرضه ، وبيته.. فيزعمون أنهم ضحيا القتل ويبحون قتل الفلسطينيين جميعاً، بل والعرب جميعاً.. ويفعلون ذلك بكل وقاحة.  

محمد حسام حبالي قتله اليهود، وتناسوا الأمر، فحبالي الفلسطيني مات، وكل يوم يقتَل فلسطينيون، أمَّا "ايش – ران" الصهيونية فتَتعافى، وطفلها الذي ولِد سليماً، مات بعد أربعة أيام، أشاعوا القول بأن الفلسطينيين قتلوه؟ أمر عُجاب: "يقتلوننا كل يوم، ويتكلمون عن قتلنا لهم؟ أية مصيبة في هذا النوع من البشر الفاسد العقل والضمير، الذي لا يستطيع أن يرى كم هو مزوِّر وكاذب ومفتر ومنافق وعنصري وإرهابي، يقلب الحقائق والوقائع، ويحترف الإجرام، ويعتقد أنه " مختار من الرب، وأخلاقي، وكتلة نور تبدد الظلام.. وهو الظلام والإرهاب والقتل والانحطاط.؟!

الصهيونية " إيش - ران" تبقى قضية حية تطلب الدم، أمَّا محمد حبالي فمات برصاصة من الخلف، في الرقبة، ومع موته انتهت قضيته، فقد قتله " جنود يهوى" دفاعاً عن النفس وهو على مسافة ثمانين متراً منهم، يسير أمامهم ولا يلتفت؟!.. دائماً هذكا تجري الأمور في كيان الإرهاب والعنصرية " إسرائيل"، إذ كما ذكر شاهد منهم، هو جدعون ليفي، قال بالحرف: ".. قتل فلسطيني يعتبر في إسرائيل أقل من قتل كلب ضال. لأنه لا يوجد في إسرائيل شيء أرخص من حياة الفلسطيني. أيضا الجنود الذين أطلقوا النار على حبالي كانوا يعرفون ذلك. لذلك فقد أطلقوا النار عليه، بالضبط كي يقتلوه."/هآرتس  في 13/12/2018، مقال تحت عنوان " من يهمه أمر أحد الفلسطينيين الذي مات."/.

.. في فلسطين المحتلة، يُقتَل الفلسطينيون بالمجان، ويسجن كثيرون منهم لسنوات وسنوات من دون تهمة أو محاكمة " سجن إداري؟!"، وتهاجُم قطعان المستوطنين المتوحشة بيوتهم وقراهم ومزارعهم، وتحرقهم أحياء وهم نيام في بيوتهم، وكل ذلك يجري بدعم مطلق من جيش "الذَّبح الإسرائيلي" المحتل، المُدعي لإنسانية وأخلاق هو بعيد عنها بعد الأرض عن الثقب الأسود في الكون.. ويوسِّع العِجل النحاسي، عجل السامريِّ الجديد، نتنياهو، مستوطنات في الضفة الغربية، ويعطيها "شرعية؟!"، فقد "أصدر يوم ١٤ /١٢/٢٠١٨ تعليمات كيان الإرهاب الصهيوني العنصرية - الإجرامية، بعد قتل عدد من الفلسطينيين واعتقال العشرات منهم، خلال اليومين الماضيين، ومما أعلِن من ذلك:"تسريع هدم منازل فلسطينيين يسميهم "مخربين" في غضون 48 ساعة - تواصل الجهود للقبض على فلسطينيين - تصعيد الاعتقالات الإدارية لنشطاء حماس في الضفة الغربية - نصب حواجز في طرق المناطق، واستمرار حصار البيرة -تسوية مكانة أكثر من 2.000 منزل ومبان عامة غير قانونية في مستوطنات : الفيه منشه، افرات، ارئيل، ادام، برقان، هار براخا، يتسهار، نيلي، معاليه شمرون، موديعين عيليت، كدوميم، كرنيه شمرون، كريات أربع، تفوح وغيرها. - بناء 82 وحدة سكن جديدة في عوفرا - إقامة منطقتين صناعيتين جديدتين قرب مستوطنة افني حيفتس وقرب بيتار عيليت. وأعلن بوقاحة " إنهم يفكرون باقتلاعنا من بلادنا.. هم لن ينجحوا"، ويصرخ العنصريون الصهاينة في تل أبيب والقدس والضفة " الموت للعرب"، ويصفونهم بأبشع الأوصاف "، كما فعل ذلك الصهيوني المأفون مساء الخميس ١٤/١٢/٢٠١٨ عبر محطة RT معبراً عن تفكير منحط، هو تفكير كل صهيوني - عنصري.

لكن رد الشعب الفلسطيني، جاء في بيانات فصائل المقاوِمَة، ومنها فتح وحماس والجهاد الإسلامي، فكان رد فتح " إن استهداف الشعب في كل المحافظات، عبر تصعيد الاعتداءات والتصفية والاعتقالات، وآخرها التهديد والتحريض على قتل الرئيس محمود عباس، لاقت الرد الفلسطيني الذي يؤكد أننا لن نرحل عن أرضنا، ولن تسقط لنا راية، وسيستمر شعبنا بالنضال والمقاومة حتى رحيل المحتل ومستوطنيه من أراضينا".. وكان رد حماس: "نار المقاومة في الضفة الغربية لن تخبو الى حين انتهاء الاحتلال. وموت الشهيدين يثبت أن خيار الشعب الفلسطيني هو المقاومة. الضفة الغربية ستواصل تأييد المقاومة ودماء نعالوة والبرغوثي لن يذهب سدى. وأن حماس وفصائل المقاومة الأخرى ستواصل النشاط من أجل الانتقام لهما".. وكان رد الجهاد الإسلامي:"دماء الشهيدين لن يذهب سدى، ونحن نطلب من الشعب الفلسطيني تصعيد المواجهات والتعبير عن الغضب امام الاحتلال".

وكل مَن يتابع ما يجري في الضفة الغربية وغزة، يقول منذ سنوات، ينبغي دعم المقاومة، فهي الخيار الأفضل، وينبغي أن يتوقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و "إسرائيل".. فـ " 400 عملية أحبطها جهاز المخابرات الإسرائيلي في الضفة في 2017. من يعتقد أنه كان ممكنا الوصول إلى هذا الإنجاز دون مساعدة الفلسطينيين يعيش في فيلم."/كما ذكر ناحوم برنيع في يديعوت - 14/12/2018/.. لكن.. لكن هذا كله لا ينفَّذ، ويبقى صراخاً في صحراء العرب الشاسعة.

.. إن كل صهيوني يؤكد في موقعه ومجاله، بأفعاله وكلامه وممارساته الإجرامية، حقيقة أنه " الفاقد للأهلية الإنسانية، والمحتل القاتل، والإرهابي المتوحش.. وأنه شريك في نظام عنصري يسجن، ويزور، ويمارس الإرهاب.. ويتهم ضحاياه بما يقوم به من جرائم. وهو كيان يتابع منذ عقود من الزمن تنفيذ مسلسل إبادة بطيئ - مستمر، ضد شعب ضحية، وقضية عادلة.. وإنه كيان" بلا ضمير، بلا أخلاق، بلا قيم، بلا نور، وكتلة تخريب وشر وفساد وإفساد.. كتلة من الحقد العنصري الأعمى والشر تتدحرج، فتذبح وتحرق وتشرد، تنشر الفتنة والخراب، وتعذب الأبرياء، وتفجُر، وتفتري، وتكذب..".. ومع ذلك يبقى إجرامُها وفجورها في الأعالي.. فوق.. فوق القانون والمحاسبة والمساءلة.. بل ويبقى مدعوماً من قبل دول عُظمى، ومن قادة شعوب تتآكل فيهم الضمائر ومفاهيم الحق والعدل.. ويبقى سيف الكراهية والموت مسلطاً على الفلسطينيين، باسم " حق الصهاينة الإرهابيين القتَلَة، بالدفاع عن أنفسهم؟!"..والنتيجة: " قتل كل العرب، وضياع حقوقهم وتضييعهم.؟!"، ليرتاح القَتَلَة اليهود.؟!

فإلى متى يستمر السكوت على الإجرام والفجور والعنصرية البغيضة والاحتلال والعدوان، وإلى متى يستمر دعمه من الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الأعظم في رعاية الإرهاب، وفي ممارسته والاستثمار فيه، والدولة العنصرية تاريخياً بامتياز، والدولة التي استخدمت الأسلحة النووية والجرثومية والكيميائية ضد دول وشعوب، وتتهم الآخرين باستخدامها، وتحاول أن تحتكر كل أشكال امتلاك القوة؟!.. وإلى متى تبقى أرووبا داعمة لكيان العنصرية والإرهاب " إسرائيل"، أو عاجزة في أفضل الحالات عن رفع صوتها في وجه جرائمه؟! وإلى متى يستمر السكوت عليه من روسيا الاتحادية، ومن دول أخرى ذات قوة وثقل عالميين، ويملك بعضها حقاً استثنائياً بين الدول، يسمَّ حق النقض " الفيتو" في مجلس الأمن الدولي.. وإلى متى يستمر العار الذي يجللنا به بعضُ العرب الذين يتواطؤون مع الإرهاب الصهيوني، ويوالون قوى تعادي شعوبهم، وعقيدتهم، وهويتهم، ووجودهم؟!.. منهم من يضعفون بلدانهم ويقتلون شعوبهم بأشكال مختلفة، ومنهم من يوالون أعداء العروبة والإسلام، من دون وازع ولا رادع.؟!

ألا.. يا أيها الناس.. لم يبق لنا من فلسطيننا ما يسمح بنوم طفل رضيع في مهد آمن هادئ.. كل شيئ يشتعل تحت أقدامنا، وينفخُ النار في عيوننا، وينفث الحقد في وجوهنا.. ويجلدنا بسياطه ونحن في طريقنا إلى المسالخ، فُرادى وجماعات، يسوقنا إليها الأعداء والمتواطؤون معهم والموالون لهم، وحكام من حكامنا، فقدوا كل حس بالمسؤولية عنا والانتماء لنا، وانخرطوا في الظلم والاضطهاد والطغيان والبغي والغواية، فرأوا شعوبهم أعداءاً، وأعداء شعوبهم وبلدانهم ودينهم وهويتهم أصدقاء؟!

إن كارثة الكوارث، وداء الأدواء، وشدة البلاء والابتلاء: أن يكون سيف عدوك علي مُحَزِّ عنقك، والمسؤول عن حمايتك يباركُ سيف قاتلك وسكِّينه، ويحلِّل ذبحك، ويهلل لذلك الذبح.. وألَّا يسمع أحدٌ صوتك، حتى لو أتيح لك أن تصرُخ وأنت تُذبَح.

نحن في ذروة من ذُرى المحنة والفتنة، والرئيس العنصري دونالد ترامب يصرخ، بعد أن فشل مشروع قرار قدمته مندوبته نيكي هايلي إلى مجلس الأمن الدولي، لإدانة حركة المقاوَمة الإسلامية "حماس"، لأنها دافعت عن نفسها في غزة ضد القتلة الصهاينة.. ترامب يصرُخ، وهو يسأل نيكي هايلي :" يا هيلي.. ممَّن يجب أن ننزعج؟ على من تريدينني أن أصرخ، ومن هم الذين سنأخذ أموالهم؟"؟!.. هكذا " نأخذ أموالهم ؟!".. فنظروا ودققوا وابصروا وتبصروا، وناقشوا منطق هذا "القُرصان النووي الفريد" الذي يتربع على عرش الحكم في " أعظم دولة في العالم"، وهو يعلن عزمه الصراخ في وجه من لا يدعم سياساته الطائشة، وعن استعداده لاستخدام سلاح النهب، أحد أهم أسلحته المالية، " أخذ مال الدول والشعوب ممن لا يصوت مسؤولوهم إلى جانب نزوعه العنصري - الصهيوني - الإرهابي، ومَن لا يؤيِّد قراراته الظالمة، وسياساته الطائشة.؟!

دمشق في السبت، ١٥ كانون الأول، ٢٠١٨

علي عقلة عرسان

كلمات دلالية