الميدان مفتوح على كافة الاحتمالات

خبير عسكري: "إسرائيل" تترقب الأسوأ أمنياً في الضفة

الساعة 02:12 م|15 ديسمبر 2018

فلسطين اليوم

لا يملك أصحاب القرار السياسي أو العسكري في "إسرائيل" القدرة على استشراف الواقع الميداني أو الإجابة على السيناريوهات المتوقعة في الضفة المحتلة، إذ أنَّ العمليات التي نفذها فلسطينيون أوقعت الاحتلال الإسرائيلي بجميع مستوياته في «في حيصٍ وبيصٍ».

ففي التسريبات الواردة إلى الإعلام العبري من الأجهزة الأمنية إشارات واضحة على الخشية من الآتي، «إسرائيل تخشى موجة جديدة من الهجمات الإرهابية في الضفة»، وكذلك «توقع مزيد من العمليات الفدائية وارتفاع في منسوب وتيرته في أنحاء الضفة بما يشمل القدس»، فيما كان التقدير الأكثر تفاؤلاً تعبيراً عن القلق العارم، حيث تشير «يديعوت أحرونوت» إلى أن «سلسلة هجمات إطلاق النار في منطقة عوفرا مُقلقة، وهي تفيد بأن ما قيل عن أن حماس فشلت في تحريك أنصارها لشن عمليات في الضفة هو تقدير خائب فالنيران التي أُطفئت في غزة اندلعت من جديد في الضفة.

في سياق، التخوفات الأمنية أكد مراسل القناة الإسرائيلية العاشرة، تسفيكا يحزقيلي، أن موجة العمليات بالضفة الغربية ستستمر وسيكون هناك محاولات لخطف جنود.  وقال يحزقيلي: "هناك مجموعات مسلحة بالضفة"، مشيراً إلى أن دوافع العمل ليهم مرتفعة ولديهم العتاد اللازم.

المخاوف الإسرائيلية من تصاعد العمليات الفدائية بالضفة انعكست بشكلٍ واضح على أرض الميدان من خلال تكثيف وحدات الجيش الإسرائيلي في أنحاء الضفة المحتلة، إضافة إلى وضع عشرات القوالب الخرسانية في كافة أنحاء الضفة الغربية، بسبب العمليات الأخيرة التي وقعت بالضفة، كما حصنت قوات الاحتلال نقاط الحافلات والطرق الاستيطانية ومحيط المستوطنات ونصبت المزيد من الحواجز الطيّارة.

 وكما في الماضي، هذه المرة أيضاً يتخبّط الإسرائيليون في مسألة هل هذه الهجمات تبشّر بانتفاضة جديدة، أم أنها ظاهرة عابرة».

 المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء واصف عريقات يرى أنَّ جميع السيناريوهات الميدانية في الضفة المحتلة مفتوحة على مصرعيها، وقد تتطور الأوضاع الميدانية بشكل دراماتيكي.

 وقال عريقات لـ"فلسطين اليوم": نحن أمام قيادة إسرائيلية يمينية شديدة التطرف يرأسها نتنياهو المعروف بارتكابه حماقات وجرائم عديدة ضد الفلسطينيين، ومن المحتمل أن يُصعد نتنياهو من عملياته تجاه الضفة المحتلة؛ لاسيما أنه يسعى لتصدير أزماته التي يعاني منها والتي أبرزها ملفات الفساد التي يواجهها إضافة لفشله في الجنوب مع غزة وفي الشمال مع سوريا ولبنان.

وأضاف: المؤشرات العدوانية تجاه الضفة المحتلة لازالت قائمة، ويعزز ذلك اصدار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امراً يقضي بتسريع هدم منازل منفذي العمليات من الفلسطينيين، وهو أمرٌ لن يقابل من قبل الفلسطينيين بالورود بل سيزيد الأوضاع في الضفة المحتلة تأجيجاً.

وتابع: الخطير في الموضوع أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يأخذ تعليماته مباشرة من نتنياهو بعد توليه وزارة الحرب، ومن الممكن أن يصدر تعليمات للجيش بارتكاب حماقة أو عدوانٍ جديد بعيداً عن مشاورة الوزراء الإسرائيليين.

وأشار إلى أنَّ نتنياهو يعاني من أزمات عديدة على الصعيد الداخلي، يعاني الملفات من ملفات الفساد التي قد تطيح بمستقبله السياسي، إضافة إلى تنامي الانتقادات الإسرائيلية الموجهة لشخصه والتي تتهمه بانه غير قادر على إدارة دفة الحكم، لاسيما بعد فشله في جبهة غزة، وجبهة سوريا، وجبهة لبنان، لافتاً إلى أنَّ نتنياهو قد يعمد لتصدير ازماته من خلال العمل العسكري ضد الضفة المحتلة أو قطاع غزة.

وبدأ التحقيق في قضية بيزيك في 2017 لكنها بدأت تتخذ منحى يهدد رئيس الوزراء في 18 فبراير/ شباط 2018. وشغل نتنياهو حقيبة الاتصالات حتى 2017 الى جانب منصبة كرئيس للحكومة. وتحقق الشرطة مع نتنياهو في ستة ملفات على الأقل مفتوحة حاليا ضده، وقد أوصت في 13 شباط/ فبراير بتوجيه التهم إليه في اثنين منها.

وكانت النيابة الإسرائيلية وجهت إلى زوجته ساره نتنياهو (59 عاما) في 21 حزيران/يونيو تهمة "الاحتيال وخيانة الأمانة" وذلك بعد تحقيق طويل أجرته الشرطة في مزاعم بتزوير نفقات الأسرة.

وذكر أنَّ محاولة نتنياهو ارتكاب حماقة تجاه الضفة أو غزة ستكون محسوبة بميزان الذهب، وسيقيس أي توجه بمقياس (الربح والخسارة)، لأنه يدرك أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية لن ترحمه أمام فشلٍ آخر.

وتوقع عريقات استمرار الشباب الفلسطيني في الضفة المحتلة بتنفيذ العمليات الفدائية ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، مشابهة للعمليات الثلاثة التي وقعت خلال الأسبوع.

وعن إمكانية التصعيد العسكري الإسرائيلي مع قطاع غزة، أشار الخبير العسكري أن باب الاحتمالات مفتوح على مصرعيه، قائلاً "نتنياهو أحمق ومن الممكن أن يرتكب أي حماقة تجاه غزة".

وكانت عدة عمليات نفذها فلسطينيون، وقعت خلال الأيام القليلة الماضية، وتنوعت بين الطعن والدهس وإطلاق النار، وأسفرت عن مقتل عدد من الإسرائيليين وإصابة آخرين، وكان آخر تلك العمليات، العملية التي وقعت اليوم بمستوطنة "بيت إيل" قرب مدينة البيرة بالضفة الغربية، حيث اقترب شاب فلسطيني من نقطة للجيش الإسرائيلي وضرب جندياً بحجر في رأسه وأصابه بجروح وصفت بين متوسطة وخطيرة.

كلمات دلالية