أشرف نعالوة يستشهد والضفة الغربية تنتفض - حسن لافي

الساعة 05:31 م|13 ديسمبر 2018

كتب حسن لافي  

المؤسسة العسكرية الاسرائيلية منذ استقالة وزير الحرب افيغدور ليبرمان على أثر ابداع المقاومة في التصعيد الأخير على غزة، بدأت الأصوات داخل الحلبة السياسية الاسرائيلية تهاجم الجيش وخاصة من قبل اليمين الصهيوني بشقيه الديني والعلماني الفاشي، واتهام أن المؤسسة العسكرية منحازة سياسيا لطرف نتنياهو ضد خصومه السياسيين حتى داخل الكابينت الصهيوني.

اتهام ومهاجمة الجيش الاسرائيلي يعتبر حادث سياسي وايدلوجي خطير فالجيش في اسرائيل يعتبر جيش الشعب فوق السياسة والايدلوجيا، لذا اطلق عليه بن غوريون فرن الصهر القومي الاسرائيلي، واذا ربطنا هذه الاتهامات بحقيقة ان رئيس أركان الجيش جادي أيزنكوت في آخر أيام منصبه، وبالتأكيد لا يفضل ان تنتهي سيرته العسكرية بهذه التهمة الخطيرة، لذا من الواضح ان الجيش والمؤسسة العسكرية تسعى لترميم:

أولا، صورة جيش الشعب وليس جيش الساسة، والتأكيد على أن الجيش خارج الصراعات السياسية وانه فوق الأحزاب.

ثانيا، صورة الردع الذي أصيب باصابات خطيرة بعد التصعيد الأخير على غزة وتصريحات ليبرمان التي أعلن عن خنوع الحكومة أمام المقاومة في غزة.

بناء على ذلك، نفهم حرص الجيش الذهاب إلى عملية درع الشمال، والسعي لتسويقها اعلاميا أكثر مما يتحمله مضمونها العسكري، وخاصة من الواضح ان المعلومات عن بعض الانفاق لحزب الله كانت معلومة للجيش منذ فترة، وتم الاعلان عنها بهذه الطريقة الاستعراضية لأهداف سياسية بعيدة عن الهدف العسكري للعملية.

وفي زمن الحروب الموجهة اعلاميا تصبح الصورة الاعلامية جزءا من التخطيط العملياتي العسكري, خاصة اذا علمنا ان الجيش الصهيوني أسس ما يسمى بوحدة" ملات" منذ عام ٢٠٠٥ كجزء من قسم العمليات داخل الجيش للاشراف على التخطيط الاعلامي للعملية العسكرية, وهنا ندرك حرص الجيش والشاباك ومن خلفهم المؤسسة السياسية على تنفيذ عملية اغتيال الشهيد أشرف نعالوة  كانجاز أمني وعسكري يخدم مخططاتهم, خاصة  مع تحول صورة  اشرف نعالوة وهو ينسحب ببندقيته من موقع تنفيذ عملية مستوطنة بركان إلى  كابوس داخل الوعي الصهيوني وخاصة مع نجاحه  في التخفي لما يزيد عن شهرين, الأمر الذي يقوض نظرية الاطباق الامني التام على الضفة الغربية .

 يفهم مناغتيال الشهيد صالح البرغوثي ومن ثم اغتيال الشهيد أشرف نعالوة في ذات الليلة وتسريب بعض الصور للعملية، ان المؤسسة الأمنية الصهيونية سعت إلى تركيز قوة الصدمة الموجهة للشعب الفلسطيني بشكل عام وللضفة الغربية بشكل خاص، هذه الصدمة المراد لها وأد إرادة القتال والمقاومة داخل وعي وذهنية الشاب الفلسطيني تحت شعار المصير المحتوم بالقتل لمنفذي العمليات ضد اسرائيل.

 ولكن كما فاجأت المقاومة في غزة نظريات الأمن الصهيوني  في التصعيد الأخير, الضفة اليوم تصدم كل المخططات الصهيونية, فعملية رام الله التي تم قتل ثلاث جنود صهاينة مباشرة بعد استشهاد نعالوة والبرغوثي قلبت الصورة فالصدمة الان هي للمجتمع الصهيوني, وصورة اشرف نعالوة كمقاوم ينفذ عمليته وينسحب, تحولت لاسلوب عسكري تكتيكي للمقاومين الفلسطينيين, وحتى على مستوى الرمزية نعالوة تحول إلى حالة نضالية تلهم الشباب في الضفة الغربية, لذلك لن تستفيد اسرائيل من اغتياله, بل على العكس هي أدخلت صورة اشرف نعالوة إلى كل بيت في الضفة الغربية وجعلت من صورته ايقونة داخل مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية, وهذا ما يفسره حالة الالتفاف الشعبي حول خيار نعالوة ورفض وتخوين خيار التنسيق الامني.

لذا من المؤكد أن مراهنة الجيش الصهيوني أن ترميم سمعته وصورة الردع يستطيع صنعها في الضفة الغربية فشلت، بل الخشية الاساسية لدى المشهد الامني الاسرائيلي أن تتحول الضفة إلى جبهة مواجهة رابعة ضد الاحتلال، ومن الواضح من تسارع وتيرة عمليات المقاومة ان هذا التخوف بمحله.

كلمات دلالية