الـضـفـة تـرعـبـهـم

الساعة 02:16 م|11 ديسمبر 2018

الـضـفـة تـرعـبـهـم

بقلم خالد صادق

سعة من الصهاينة أصيبوا خلال عملية إطلاق نار بطولية نفذها مقاومون فلسطينيون قرب مستوطنة عوفرا شمال شرق رام الله, وهذه العملية لها دلالات كبيرة, فقد أربكت كل حسابات الاحتلال, وجعلته يبحث عن وسيلة ناجعة لوقف الهجمات الفدائية  التي يتعرض لها الجنود الصهاينة والمستوطنون في الضفة الغربية, وفي نفس الوقت يريد ان يحافظ على استقرار الوضع في الضفة وعدم توتير الأجواء, وحسب موقع واللا العبري فإن تعليمات صدرت للجيش بألا تصل الضفة الغربية إلى مرحلة الغليان، مما يؤثر على استعداداته لأي تطورات على الجبهة الجنوبية والشمالية. وبناءً على ذلك فقد طلب رئيس هيئة الأركان ايزنكوت من جنوده عدم الاحتكاك مع الفلسطينيين في الضفة الغربية, ونقل الموقع العبري عن الجيش بأن المرحلة المقبلة في الضفة لا تبشر بخير، وإن مؤشر العمليات ضد الإسرائيليين في ازدياد ملحوظ.

الضفة ترعبهم والمقاومون يخرجون اليهم في كل وقت وحين, والعمليات أصبحت توقع خسائر مباشرة وكبيرة في صفوف الصهاينة, ويبدو ان عملية الأمس تدل حسب تقديرات صهيونية أنها عملية منظمة ودقيقة وتدل على ان من قاموا بها مدربون وقد خططوا للعملية بدقة وانسحبوا من المكان, ولا زال الاحتلال يربط أي عملية عسكرية في الضفة المحتلة بفشله في اعتقال البطل المطارد اشرف نعالوة الذي يبحث عنه الاحتلال منذ نحو شهرين دون ان يعثر له على اثر, وقد فشل بالتنسيق الأمني ووسائل المراقبة التكنولوجية, واستخدام العملاء والمستعربين والوحدات الخاصة في الوصول إلى البطل اشرف, الذي أصبح يمثل رمزا وقدوة لشباب الضفة الغربية الذين يسعون إلى الحذو حذوه, وهذا ما جعل الاحتلال في حالة استنفار قصوى ويخشى من زيادة العمليات العسكرية التي تطورت وتكثفت بشكل اكبر في أعقاب عملية البطل اشرف نعالوه البطولية.

هناك اختلاف واضح بين القيادات الصهيونية في كيفية التعامل مع الضفة الغربية, هل يتم استخدام أسلوب القبضة الحديدية وتوجيه ضربات مؤلمة لها, أم تبقى حالة الضفة على ما هي عليه الآن, ويترك المجال لأجهزة امن السلطة الفلسطينية لتقوم بحفظ الأمن في الضفة, ويبقى المجال متاحا للجيش الصهيوني بزيادة الحواجز العسكرية, ومصادرة الأراضي للبناء والاستيطان, وتضييق الخناق على الفلسطينيين لتهجيرهم من أرضهم, إلى هذا الوقت تعتبر سلطات الاحتلال ان الأولوية في التصعيد ستكون باتجاه غزة والشمال, ومن مصلحتها الآن استقرار الوضع الأمني في الضفة الغربية, لكن هذا لن يدوم طويلا إذا ما تواصلت العمليات العسكرية ضد الجيش والمستوطنين, وقد تتعرض الضفة الغربية لعملية عسكرية واسعة لملاحقة الخلايا العسكرية التي بدأت تتنامى هناك والعمل على القضاء عليها حسب التقديرات الصهيونية.

الاحتلال سيشرع خلال المرحلة المقبلة باتخاذ عدة خطوات للحد من عمليات استهداف الجنود والمستوطنين في الضفة, ومن هذه الخطوات إجراءات سريعة وفورية منها.

أولا: زيادة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وزيادة إجراءات التفتيش والتدقيق ونشر كاميرات مراقبة بشكل مكثف على هذه الحواجز وعلى بعد أمتار منها لمراقبة تحركات الفلسطينيين.

ثانيا: تعزيز التنسيق الأمني مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وسرعة تبادل المعلومات وملاحقة المنتمين إلى فصائل المقاومة الفلسطينية واستقاء المعلومات منهم ومن ثم الزج بهم في السجون.

ثالثا: تكثيف مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي واختراق الحواسيب وتتبع الاشخاص الذين ينتمون لفصائل فلسطينية ومراقبة صفحاتهم الشخصية.

رابعا: العمل على تكثيف الإجراءات العقابية بحق أهالي منفذي العمليات الفدائية, من خلال هدم البيوت واعتقال الأب والأم, والإخوة والأخوات, والتهديد بإبعادهم عن منازلهم ومدنهم وقراهم .

الاحتلال يبحث عن حلول لأزماته الأمنية التي تتفاقم يوما بعد يوم, لكنه لن يستطيع ان يوفر الأمن والأمان للإسرائيليين, فالشعب يعرف كيف يواجه سياسة الاحتلال, وكيف يتصدى لمؤامراته, وليعلم الاحتلال ان الدعم الأمريكي, والتطبيع العربي, والتنسيق الأمني, لن نضمن له الاستقرار والسلام , وان غدا لناظره قريب.