خبر حماس تنتظر اوباما / هآرتس

الساعة 09:12 ص|14 يناير 2009

بقلم: عاموس هرئيل وافي يسسخروف

        (المضمون: الانباء عن استسلام حماس بعقب خطبة اسماعيل هنية تبين انها سابقة لاوانها؛ اسرائيل ما تزال تضغط عسكريا - المصدر).

        صرح جزء من جنود الاحتياط، الذين جندوا مطلع الشهر بالامر 8، امس الى بيوتهم لاول عطلة ليوم واحد. قد يشهد هذا بان اسرائيل ما زالت تؤخر المرحلة الثالثة من عملية الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة، التي هي التوسيع المهم للعملية البرية. القناة السياسية لانهاء الحرب اصبحت مرة اخرى في المركز، لكن يبدو ان الامور هنالك ايضا تجري بكسل.

        قدمت حماس كالمتوقع تقريبا، جوابا غامضا للمبادرة المصرية الى وقف اطلاق النار. فقد بين نائب رئيس المكتب السياسي للمنظمة، موسى ابو مرزوق انه يحتاج الى تغيير عدد من المواد. "اذا تم قبول التغيرات فسيصبح الاقتراح المصري اطار الحل"، قال. يتصل تحفظ حماس الرئيس بعدم وجود جدول زمني في المقترح. تطلب القاهرة وقفا تاما للعنف بغير تحديد موعد بخروج القوات الاسرائيلية من القطاع. بعد ذلك فقط يحدد متى وكيف تفتح المعابر من جديد. حماس تتوقع جوابا من الفور لهذه الاسئلة الحاسمة بالنسبة اليها.

        تعارض حماس ايضا المرحلة الثالثة من الخطة، في شأن تجديد الاتصالات بفتح نحو مصالحة وطنية فلسطينية وعودة السلطة الى غزة. فهذه المادة التي تكاد لا تستطيع هضمها. الاتصالات بين حماس ومصر ستتصل في الايام المقبلة وستتنقل وفود المنظمة بين القاهرة وغزة ودمشق. في هذه الاثناء اجل يوم اخر زيارة اللواء (احتياط) عاموس جلعاد لمصر. بدأوا في اسرائيل يرتابون في ان حماس تلعب لعبة الوقت. فقبل ستة ايام من اداء الرئيس الجديد في واشنطن اليمين الدستورية تفضل المنظمة انتظار ادارة اوباما، مؤملة ان تحدث التغيرات في الولايات المتحدة بيئة عمل اسهل عليها قليلا. ان الانباء عن خضوع حماس بعقب خطبة رئيس حكومتها اسماعيل هنية اول من امس تبين انها سابقة اوانها. من الجهة الثانية، بالرغم من الاتفاق الذي ينصاغ في محور باراك – لفني معارضا توسيع العملية، يبدو ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت خاصة عاد ليزن المضي الى النهاية حتى اسقاط حماس. يعود الى الصورة ايضا عجرفة اولمرت المشهورة ايضا في تلك الحرب (نجح امس في اهانة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس)، يبدو ان شخصا ما ها هنا عاد للعب بالنار.

        في الميدان تواصل اسرائيل الضغط العسكري المستعمل حقا على قاعدة قوة حماس (بتشديد الحصار على مدينة غزة). بقي محور "فيلادلفيا" اكثر القضايا حسما في التسوية التي ستفضي الى انهاء الحرب. ان التخوف الرئيس في اسرائيل هو من تهريب السلاح الذي يستطيع في المستقبل تهديد تل ابيب ايضا. اذا لم يرأب هذا الصدع الان، فستستطيع ايران ان تهدد مباشرة مركز الدولة في غضون اسابيع فضلا عن اشهر.

        بخلاف حزب الله الذي يعمل في نطاق ميزان ردع اشد تعقيدا ( لكونه عنصرا واحدا فقط في الدولة اللبنانية)، حماس هي السلطة في غزة. ستسيطر ايران بواسطة حماس على الزناد الموجه لا الى بئر السبع واسدود فقط بل الى غوش دان ايضا. بدأوا في اسرائيل يهضمون الان فقط مبلغ الاحكام الذي تستعمله شبكة التهريبات المشتملة على العالم لنقل ضباط حرس الثورة الايرانيين من طهران الى السودان ثم الى رفح. منذ نجاح الكوماندو البحري في احباط سير سفينة السلاح "كارين اي" في كانون الثاني 2002، غير الايرانيون النهج. فبدل التهريب الضخم، يحول السلاح قطرة قطرة بواسطة شبكة متشعبة من الوسطاء. لكن صواريخ الكاتيوشا اتت في هذه القطرات ويمكن ان تصل ايضا صواريخ فجر التي يبلغ مداها نحو من سبعين كيلومترا. اذا كانت توجد نقطة ضعف مهمة لحظت في اسرائيل في القرار 1701 عن مجلس الامن، فهي قضية تهريب السلاح التي بقيت بلا رد ومكنت من تسليح حزب الله من جديد. في هذه المرة سيحتاج الى علاج عميق. فاسرائيل لا تستطيع الاكتفاء بالارادة الخيرة لخبراء الهندسة، مثل الدكاترة من جامعة كلين الذين يتطوعوا وزير الخارجية الالماني بهم.

        في الوقت الذي ينحصر فيه النظر في رفح، تبدأ مسيرة مهمة في الشريط الشمالي من القطاع. فبهجوم للواء المظليين في الليلة بين الاثنين والثلاثاء، بلغت القوات الاحياء الشمالية من غزة. في شريط كتيبة دورية اللواء فقط ابلغ عن مقتل نحو من عشرين مسلحا فلسطينيا. ووقع من المظليين ضابط جرح جرحا بيلغا بانفجار بيت ملغم وعدد من الجرحى بعضهم نتيجة حادثة اطلاق نار متبادل مع قوة احتياط.

        امتنعت حماس حتى امس عن هجمات واسعة على قوات الجيش الاسرائيلي واكتفت بمحاولات اقلاق مركزة. لكنهم في هيئة القيادة العامة حذرون من الجزم بان هذه ستكون الحال بالضرورة بعد ذلك ايضا اذا عمقت القوات الدخول في قلب مدينة غزة او رفح. ما زالوا في الجيش يتذكرون لذع التصريح عن "نمر مخيم بلاطة الذي تبين انه قط"، مساء عملية "السور الواقي" (رد عليه الجانب الفلسطيني بعمليات فتاكة في الحواجز). لذلك السبب نفسه لن يعلن احد احتلال غزة كما تم قبل سنتين ونصف فقط في احتلال بنت جبيل في ظاهر الامر.

        السير في المكان اصبح اسهل

        في الحقيقة ان وسائل الاعلام تسمي ما يحدث الان في غزة سيرا في المكان، لكن يبدو هذه اللحظة ان السير في المكان اصبح اسهل. ان تقطيع اوصال القطاع قسمين يثبت نفسه، على الاقل بالتشويش على تزويد الشمال بالسلاح. هكذا حدث انخفاض دائم لاطلاق قذائف الرجم. في زيارة الى ممر كارني – نتساريم، اول من امس، برزت الثقة بالذات عند قادة الميدان. يوجد وعي كبير للتهديدات المختلفة لحياة الجنود، لكن يبدو بمقابلة ذلك ان القوة التي يستعملها الجيش الاسرائيلي تمكنه من سيطرة نسبية على ما يجري. من هذه الجهة القتال اكثر تذكيرا بالعمليات في القطاع في الماضي من تذكيره بحرب حقيقية. قد لا يكون مما يلذ الجيش الاعتراف بذلك جهرا، لكن غزة ما تزال في هذه الاثناء تجربة تقويم له بعد لبنان: فالعمل منهجي ومنظم يشتمل على فتح محاور حركة لوجستية وتزويد المقاتلين في المواقع الاكثر تقدما في الميدان بطعام معقول.

        ان الايام الحاسمة التي حددت مطلع الاسبوع قد انقضت وما يزال القرار الاسرائيلي على توسيع العملية يؤجل. في الجيش الاسرائيلي ايضا توجد اختلافات في الراي تتعلق بما ياتي بعد، في حين ان جزءا من رجال الاستخبارات يعتقدون ان الخراب في غزة سيضمن قدرا كافيا من الردع على نحو يمكن من انسحاب سريع. اذا كان منطق الردع كما وصفه مسؤول رفيع في هيئة القيادة العامة، يقوم في قلب العملية فان السؤال في الحقيقة هو: متى يستقر الراي على "الانهاء التام" وامكان صفير النهاية؟